الرياض - كتبت رنا صلاح - لم تعِش المملكة العربية السعودية خلال الأسابيع الماضية حالة ترقّب جماعي كما عاشتها مع انتشار أخبار القرارات الملكية المتوقعة، حيث ظل أكثر من مليون ونصف موظف سعودي بين شدّ وجذب، يترقبون ما قد يحمله اليوم التالي من مفاجآت قد تغيّر مسار حياتهم أو تخفف عنهم بعض الأعباء المالية التي فرضتها الظروف الاقتصادية الحالية، وبينما كان الموظفون ينتظرون بقلوب متسارعة أخبارًا رسمية تتعلق بالإجازات والبدلات، خرجت للعلن شائعة واحدة فقط، لكنها كانت كافية لإشعال مواقع التواصل الاجتماعي، ورفع سقف الأمل عند الملايين: زيادة 500 ريال لموظفي القطاعين المدني والعسكري . لم تكن مجرد زيادة مالية صغيرة، بل كانت – في نظر كثيرين – “نفسًا” اقتصاديًا يستحقونه بعد عام طويل ومرهق ثلسوب بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .
خبر ساار .. أمر ملكي بإجازة 3 أيام وصرف 500 ريال لهذة الفئات!
إجازة ملكية رسمية
- قبل أن تكشف الحقيقة المؤلمة حول الزيادة المالية، خرجت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية ببيان رسمي واضح، يعلن منح إجازة رسمية لمدة ثلاثة أيام متتالية لجميع موظفي القطاعين العام والعسكري، وذلك بمناسبة يوم التأسيس السعودي. الإجازة تبدأ من نهاية دوام الخميس وحتى نهاية يوم الأحد، ما يعني أن الموظفين يحصلون على عطلة طويلة، تمنحهم فرصة للاستراحة وقضاء الوقت مع الأسرة والاستعداد للفعاليات الوطنية.
- ولم يكن الإعلان مجرد خبر بروتوكولي، بل كان متنفسًا حقيقيًا لمئات الآلاف من الموظفين الذين أرهقتهم ضغوط العمل. أحمد المطيري، موظف حكومي من الرياض، يصف مشاعر تلك اللحظات قائلاً: "كنت أتابع الأخبار بقلق شديد، خصوصًا بعد انتشار أنباء الزيادة المالية. لكن إعلان الإجازة كان بمثابة جرعة أمل وسط هذا الضجيج."
- قرار الإجازة احتُفي به على نطاق واسع لأنه يمنح الموظفين فرصة للراحة، ويفتح المجال أمام ملايين الأسر للاندماج في أجواء الاحتفالات الوطنية والاستمتاع بفعاليات يوم التأسيس.
شائعة الـ500 ريال… كيف بدأت وكيف انتهت؟
- لم تمر ساعات على إعلان الإجازة حتى بدأت تنتشر عبر منصات التواصل رسالة مجهولة المصدر تحمل خبراً “مبهجًا” يتحدث عن زيادة 500 ريال لجميع الموظفين، على أن تُصرف قبل الإجازة. الخبر انتشر بشكل لافت، وتناقله الناس بطريقة أظهرت حجم الحاجة لأي خبر مالي إيجابي، حتى لو كان مجرد أمنية.
- في مجتمع يعاني جزء منه من الالتزامات المادية المتراكمة، كان مبلغ 500 ريال كفيلًا بإثارة موجة من التفاؤل، رغم أنه مبلغ بسيط مقارنة بحقيقة التحديات الاقتصادية، لكنه يعادل – كما وصف البعض – “فاتورة أسبوع كامل” لأسرة متوسطة.
ولأن الشائعة بدت مقنعة، وظهرت في توقيت حساس، صدّقها كثيرون، وبدأت التساؤلات تتوالى:
- متى تنزل؟
- هل تشمل العسكريين؟
- هل هي ثابتة أم مرتبطة بالمناسبة؟
- هل سيتم صرفها هذا الشهر؟
وزارة المالية تحسم الجدل… وتكسر الآمال
وزارة المالية خرجت ببيان واضح وصريح، نفت فيه نفيًا قاطعًا صحة خبر الزيادة، مؤكدة أن كل ما تم تداوله لا يستند إلى أي مصدر رسمي، وأنه مجرد شائعة لا أساس لها.
هذا البيان لم يكن مجرد توضيح؛ كان صدمة لكثيرين. الصدمة الكبرى لم تكن في غياب الزيادة، بل في أن الناس صدقوا الخبر على نطاق واسع، واستعدوا بالفعل لإنفاقها قبل وصولها.
فاطمة الجهني، موظفة بإحدى الجهات الحكومية، تجسد هذا الشعور بقولها: "كنت سأعتمد على هذه الزيادة لسداد جزء من المصاريف الشهرية… لكن في النهاية أدركت أنني وقعت في فخ الشائعات."
كلماتها ليست مجرد شكوى، بل تعبير عن حالة عامة يعيشها المواطنون عندما ينتشر أي خبر مالي “جذاب”، خاصة في مناسبات وطنية يتوقعون فيها مكافآت أو مكرمات ملكية.
أخبار متعلقة :