الرياض - كتبت رنا صلاح - تصاعد الجدل بشكل لافت في الشارع السعودي حول احتمال تغيير نمط العطلة الأسبوعية، لتصبح ثلاثة أيام بدلًا من يومين، تشمل الجمعة والسبت والأحد والسؤال المطروح لم يعد مجرد تساؤل عابر، بل أصبح ملفًا متداولًا في أروقة المؤسسات الحكومية، وبين الخبراء الاقتصاديين، والمواطنين من مختلف الشرائح واللافت أن هذا المقترح لا يأتي في سياق ترفيهي أو اجتماعي فقط، بل يرتبط بعمق مع أهداف رؤية السعودية 2030، وتوجهات الدولة في تحسين جودة الحياة وزيادة الإنتاجية ظظومغ بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .
انتهى زمن الدوام الطويل .. المملكة تعتمد العمل 4 أيام أسبوعيا وهذا موعد التنفيذ!
من أين جاءت؟
تعود جذور فكرة العطلة الأسبوعية الثلاثية إلى تجارب دول متقدمة سبقت المملكة في هذا المضمار، مثل اليابان ونيوزيلندا، التي تبنّت نظام الأسبوع العمل القصير (أربعة أيام عمل وثلاثة للراحة) الدراسات في هذه الدول أظهرت نتائج مثيرة للاهتمام، منها ارتفاع الإنتاجية بنسبة تتراوح بين 25% إلى 40%، إلى جانب تراجع ملحوظ في معدلات التوتر، وتحسن الصحة النفسية العامة.
هل هناك قرار نهائي؟
حتى اللحظة لم يصدر قرار رسمي نهائي بشأن تطبيق العطلة الثلاثية إلا أن الجهات الحكومية أكدت أن الفكرة قيد الدراسة الجادة لجنة مختصة تتابع الموضوع، بالتعاون مع مراكز أبحاث ومستشارين في مجالات الاقتصاد والاجتماع وإدارة الموارد البشرية ووفقًا لما أُعلن من مصادر مسؤولة، فإن القرار في حال صدوره سيكون مبنيًا على دراسات دقيقة وتحليلات معمقة، تضمن ألا يؤثر سلبًا على سير الأعمال أو مصالح الدولة الاقتصادية.
مزايا محتملة لتحويل العطلة الأسبوعية إلى ثلاثة أيام
تحسين جودة الحياة
أحد أبرز المكاسب من تطبيق هذا النظام هو تعزيز التوازن بين الحياة المهنية والخاصة، الموظف أو العامل الذي يحظى بثلاثة أيام راحة، يتمكن من قضاء وقت أطول مع أسرته، ممارسة هواياته، واستعادة نشاطه الذهني بحسب استطلاع رأي نُشر في صحيفة الاقتصادية، أعرب أكثر من 68% من الموظفين عن استعدادهم لدعم الفكرة، شريطة عدم تقليص الرواتب أو ساعات العمل المطلوبة.
زيادة الإنتاجية وتقليل الإجازات المرضية
دراسة صادرة عن جامعة الملك سعود أشارت إلى أن تقليص أيام العمل، مقرونًا بزيادة الراحة، يقلل من التوتر المهني بنسبة تصل إلى 34% وهذا يعني عددًا أقل من الإجازات المرضية، وزيادة في التركيز داخل بيئة العمل، مما يؤدي في المحصلة إلى تحسين أداء المؤسسات.
تعزيز الاقتصاد المحلي والسياحة الداخلية
العطلة الإضافية تمثل فرصة لزيادة الحركة التجارية والترفيهية داخل البلاد من المتوقع – وفقًا لتقديرات غير رسمية أن يؤدي تمديد العطلة إلى رفع الإنفاق السياحي المحلي إلى أكثر من 23 مليار ريال سنويًا، خصوصًا في المدن التي تعتمد على الزوار في عطلات نهاية الأسبوع.
تحقيق أهداف بيئية
تقليص عدد أيام التنقل إلى مقر العمل يعني انخفاضًا كبيرًا في استهلاك الوقود، وبالتالي تقليل انبعاثات الكربون هذا يتناغم مع التزام المملكة في مبادرة السعودية الخضراء، ويجعل من العطلة الأسبوعية الثلاثية خيارًا ذكيًا على صعيد البيئة أيضًا.
أخبار متعلقة :