نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث تفاصيل خبر الرياض تحتضن حدثًا تاريخيًا: مؤتمر الموسيقى العربية يرسم خارطة جديدة للتوثيق الموسيقي في المقال التالي
أحمد جودة - القاهرة - شهدت الرياض انعقاد مؤتمر الموسيقى العربية، الذي أكد خلاله المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، أن فكرة المؤتمر جاءت استجابة لحاجة المشهدين البحثي والفني العربي إلى مرجع علمي يوثق المقامات والإيقاعات، ويدرس الأنماط الموسيقية وفق رؤية علمية حديثة تعزز الدور الثقافي للمملكة في دعم الفنون.
دعم القيادة ومرتكزات التحول الثقافي
وفي مستهل كلمته، أعرب آل الشيخ عن امتنانه العميق لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على دعمهما اللامحدود للثقافة والترفيه، مؤكدًا أن الرؤية السعودية منحت الموسيقى العربية مساحة غير مسبوقة للتطوير والبحث العلمي. كما ثمّن جهود سمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وزير الثقافة، في الارتقاء بالقطاع الثقافي ودعم المبادرات الوطنية.
مشروع علمي شامل لتوثيق المقامات والإيقاعات
وشدد آل الشيخ على أهمية العمل المتكامل بين الجهات المعنية لضمان توثيق المقامات الشرقية بالصوت والصورة وفق منهجية موحدة، والاستفادة من إمكانات "استديو مرواس" في دعم هذا المشروع. ودعا إلى ضرورة استكمال توثيق المقامات الشرقية خلال العامين المقبلين، آملًا أن يشمل التوثيق المقامات الشرقية في إيران بما يوسع دائرة المعرفة ويثري المراجع الموسيقية.
تأسيس بيئة تعليمية موسيقية رائدة
وأشار معاليه إلى الحاجة لإنشاء مقر متخصص لتعليم الموسيقى يلبّي الاحتياجات الأكاديمية، مؤكدًا أن الهدف الرئيس هو وصول نتائج المشروع إلى كل معهد موسيقي في العالم، وترسيخ الموسيقى العربية ضمن المراجع الأكاديمية الدولية. كما أكد أهمية التكامل العربي قائلًا: "نحن يد واحدة، والرياض وجميع العواصم العربية هي عواصم للفن".
إشادة بالكفاءات السعودية وتطور المشهد المحلي
ووجّه آل الشيخ شكره لفنان العرب محمد عبده، مشيرًا إلى أن 50% من عازفي فرقته من السعوديين، وهو مؤشر على التطور السريع للكفاءات الوطنية، ودليل على نجاح البرامج التدريبية المحلية.
مؤتمر يجمع الباحثين ويرسخ العمل العلمي العربي
وأكد معاليه أن المؤتمر يمثل خطوة مهمة لحفظ التراث الموسيقي وربط الأجيال من خلال جمع الخبراء والباحثين من مختلف الدول العربية تحت سقف واحد، مثمنًا حضورهم ومشاركتهم في صناعة عمل علمي موحد يخدم الموسيقى العربية ويطوّر أدوات البحث والتوثيق.
توصيات المؤتمر: مشروع عربي موحّد لحفظ التراث الموسيقي
رؤية علمية لتوثيق المقامات والإيقاعات والآلات
وبعد ثمانية أشهر من العمل عبر لجان من الوطن العربي وتركيا، أصدر مؤتمر الموسيقى العربية في الرياض توصيات شاملة تهدف إلى صون التراث الموسيقي العربي وتطويره. ودعت التوصيات إلى تنفيذ مشروع عربي موسّع لتوثيق المقامات والإيقاعات والآلات الموسيقية بالتدوين والتحليل والمسح الميداني والرجوع للمراجع التاريخية.
تحول رقمي شامل للمعرفة الموسيقية
كما شددت التوصيات على إنشاء منظومات رقمية حديثة تضم مكتبات إلكترونية ومنصات تعليمية وتطبيقات ذكية، إلى جانب تسجيل الأعمال الموسيقية بصريًا وصوتيًا بجودة عالية لتوفير نماذج معتمدة للدارسين.
إطلاق أكاديمية عربية للعلوم والفنون الموسيقية
أوصى المؤتمر بتأسيس أكاديمية عربية متخصصة تعنى بالدراسات المقامية والإيقاعية، وتطوير المناهج، ودعم الباحثين الشباب، وربط الموسيقى العربية بالمعايير العلمية الحديثة مع الحفاظ على أصالتها.
تعزيز التعليم وإدراج الموسيقى في المناهج
ودعا المؤتمر إلى إدراج التراث الموسيقي العربي في المناهج التعليمية، وتضمين الإيقاعات والطبوع والآلات المحلية في برامج التعليم الموسيقي لرفع الوعي الفني لدى الأجيال.
تكريم البحث العلمي وحفظ التسجيلات النادرة
وشملت التوصيات إطلاق مسابقة سنوية لأفضل بحث أو كتاب موسيقي، وتكريم الشخصيات المؤثرة، وتشجيع تحقيق المخطوطات ودراسة القوالب والآلات التراثية، إضافة إلى توسيع تسجيل الأعمال النادرة وإنشاء أرشيف موسيقي شامل.
منهجية بحثية واسعة وجمع ميداني للأداءات الموسيقية
تعاون عربي شامل تحت مظلة علمية موحدة
يتولى المستشار تركي آل الشيخ رئاسة المؤتمر، فيما تقود اللجنة العليا برئاسة الموسيقار الدكتور بسام البلوشي الأعمال التنظيمية والعلمية بمشاركة نخبة من الباحثين من جميع الدول العربية، في انعكاس واضح لشمولية المشروع واتساع رقعة اهتمامه.
تحديث المراجع التاريخية وتوثيق الفنون المحلية
ويعتمد المؤتمر على زيارات ميدانية لجمع الأداءات من مصادرها الشعبية وتوثيقها صوتيًا ونوتيًا، إلى جانب مراجعة مصطلحات مؤتمر القاهرة 1932 وتحديثها بما يخدم الاحتياجات المعاصرة. وأسهمت اللجنة السعودية في هذا المسار عبر توثيق 14 مقامًا حجازيًا وأكثر من 160 إيقاعًا سعوديًا جُمعت ميدانيًا من مؤدين محليين، ما يؤكد ثراء التراث الموسيقي الوطني.
أخبار متعلقة :