الرياض - كتبت رنا صلاح - في خطوة تحمل دلالة واضحة على تطور أدوات الرقابة الصحية في المملكة العربية السعودية، أعلنت الهيئة العامة للغذاء والدواء عن طرح مشروع اللائحة الفنية لمشروبات الطاقة عبر منصة استطلاع ويعد هذا التحرك جزءًا من مسار إصلاحي رقابي يستهدف ليس فقط تنظيم بيع هذه المنتجات، بل أيضًا الحد من انتشارها العشوائي والضار، خصوصًا في ظل الإقبال الكبير عليها بين الشباب والمراهقين دون وعي كامل بتأثيراتها فبفلم بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .
قرارات حاسمة تهز سوق مشروبات الطاقة في السعودية.. ارتفاع الأسعار ومنع البيع في الأفق!
ضبط لا يقتصر على الشكل
- اللائحة المقترحة لا تتناول فقط العبوات المعروفة لمشروبات الطاقة، بل تشمل كذلك كل ما يمكن تحويله إلى مشروب طاقة، سواء كان مركزًا سائلًا، أو مسحوقًا قابلًا للذوبان، أو حتى جلًا يُشرب مباشرة، أو مستخلصات نباتية أو صناعية تسوّق على أنها منتجات تعزز النشاط أو التركيز أو الأداء البدني.
- هذا التوسّع في التعريف يعكس وعيًا حقيقيًا من الجهات المختصة بأن السوق لم يعد يقتصر على عبوة معدنية في ثلاجة متجر، بل إن الابتكار في التسويق والتركيبة بات يتجاوز الأشكال التقليدية، وهو ما يستدعي رقابة شاملة تضمن أن كل ما يُباع تحت هذا التصنيف يمرّ بنفس معايير التقييم والرقابة الصارمة.
عبارات تحذيرية إلزامية
- أحد أركان هذه اللائحة يتمثل في إلزام الشركات بوضع تحذيرات واضحة وصريحة على عبوات منتجاتها، على أن تكون العبارات مكتوبة بخط مقروء وبمكان ظاهر على الملصق، وذلك لحماية المستهلكين من الاستخدام العشوائي أو المفرط.
من أبرز هذه التحذيرات:
- تحذير لفئات محددة: غير مناسب للنساء خلال الحمل والرضاعة، والأشخاص دون سن الثامنة عشرة، ومن لديهم حساسية لمادة الكافيين أو أي من مكونات المنتج.
- تنبيه للكمية المسموح بها: يجب عدم استهلاك أكثر من (...) عبوة يوميًا، ويُترك للشركة تحديد هذا العدد بناءً على تركيز الكافيين والمكونات الأخرى.
- تحذير بخصوص الكافيين: يحتوي على نسبة عالية من الكافيين.
لماذا الآن؟ ولماذا بهذه الجدية؟
قد يتساءل البعض: ما الجديد؟ ولماذا كل هذا التركيز على مشروبات الطاقة تحديدًا؟
- الإجابة تكمن في الواقع الصحي والاجتماعي الذي أصبح واضحًا أمام الهيئات الرقابية هناك تزايد مطّرد في استهلاك مشروبات الطاقة في المملكة، خاصة بين الفئات العمرية الشابة، وغالبًا ما يكون هذا الاستهلاك بعيدًا تمامًا عن أي رقابة أو وعي صحي بل إن الكثير من الأطفال والمراهقين يتناولون هذه المشروبات بشكل يومي، بل ويجمعون بين أكثر من نوع في اليوم الواحد.
هذا الواقع الخطير دفع الجهات المختصة إلى التدخل. فمن غير المعقول أن تُترك السوق بلا تنظيم، في وقت تظهر فيه نتائج علمية تشير إلى تأثيرات سلبية محتملة تشمل:
- اضطرابات النوم
- ارتفاع ضغط الدم
- تسارع نبضات القلب
- مشكلات في التركيز والقلق
- حالات نادرة من التسمم بالكافيين
أكثر من تسعيرة جديدة
أحد الأهداف غير المعلنة لهذه اللائحة هو تقليل توافر هذه المنتجات في المتناول السهل، خاصة في الأحياء والأسواق الشعبية، أو بجوار المدارس والجامعات فرفع أسعار مشروبات الطاقة، كما تناقلت بعض المصادر، قد يكون جزءًا من خطة طويلة الأمد لجعلها خيارًا مدروسًا لا منتجًا يوميًا في كل يد.
وبالإضافة إلى ذلك قد يتم الحد من الإعلانات التجارية التي تستهدف الفئات الشابة أو تروج لاستهلاك هذه المشروبات باعتبارها بديلًا صحيًا للراحة أو النوم أو النشاط البدني، وهو ما يخالف الواقع العلمي تمامًا.
أخبار متعلقة :