انتم الان تتابعون خبر ما هي "الصفقات الدائرية" ولماذا تثير المخاوف بقطاع الـ AI؟ من قسم اخبار العالم والان نترككم مع التفاصيل الكاملة
شهد محمد - ابوظبي في الأربعاء 8 أكتوبر 2025 11:12 صباحاً - تشهد صناعة الذكاء الاصطناعي تحولاً غير مسبوق، تقوده موجة متصاعدة من الاستثمارات الضخمة والتحالفات بين عمالقة التكنولوجيا، في سباق يبدو وكأنه يُعيد رسم خريطة القوة داخل وادي السيليكون.
هذه الطفرة التي تُلهب الأسواق وتُغذي الآمال بمرحلة جديدة من النمو، تحمل في الوقت ذاته ملامح غموض حول مصادر التمويل وحقيقة العوائد.
يتزايد الحديث في الأوساط الاقتصادية عن طبيعة هذا الازدهار السريع، وعن ما إذا كان يُجسّد ثورة إنتاجية حقيقية أم أنه انعكاس لدوائر مالية مغلقة تُضخّم القيم السوقية للشركات من الداخل. فمع كل صفقة كبرى أو شراكة جديدة، تتضاعف التساؤلات حول مدى استدامة هذا النمو ومدى اتصاله بالاقتصاد الحقيقي.
ويثير هذا المشهد المتسارع موجة من الجدل بين المحللين والخبراء، بين من يرى فيه مرحلة نضوج ضرورية لتقنيات الذكاء الاصطناعي، ومن يحذر من "تمويل دائري" قد يُخفي وراءه هشاشة هيكلية تشبه بدايات فقاعة التكنولوجيا مطلع الألفية.
يشير تقرير لشبكة "إن.بي.سي نيوز" إلى أن:
- طفرة الذكاء الاصطناعي التي تُحدث ثورة في طريقة عيش الناس وعملهم أصبحت مدفوعة بشكل متزايد من خلال حفنة من الشركات التي تتجه إلى بعضها البعض للحصول على كميات هائلة من رأس المال وقوة الحوسبة اللازمة لدفع نموها السريع.
- تصل قيمة بعض هذه الشراكات إلى مئات المليارات من الدولارات. وقد أسهمت هذه الشراكات مجتمعةً في زيادة قيمة الشركات بشكل هائل، مما أسهم في رفع مؤشرات الأسهم الأميركية إلى مستويات قياسية جديدة .
- مع تزايد عزلة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، هناك أيضاً خطر يتمثل في أن الأموال المتدفقة بين هذه الشركات تخلق سراباً من النمو.
ويحذر بعض المحللين من أنه إذا تسارع هذا الاتجاه، فقد يؤدي ذلك إلى ظهور حلقة ضعيفة تهدد قابلية استمرار الصناعة بأكملها،الأمر الذي يترك بصمة هائلة على الاقتصاد الأميركي.
وفي مذكرة صدرت مؤخرا، كتب محللون في مجموعة أبحاث أوكسفورد إيكونوميكس: "إن تجربة ربع قرن من الزمان (عندما انفجرت فقاعة الدوت كوم) لن تتكرر بالضرورة، ولكن حجم الزيادات الأخيرة في الاستثمارات من جانب شركات التكنولوجيا يشير بالفعل إلى أنها تتخذ مخاطر كبيرة".
وإذا أصبح من الواضح أن مكاسب إنتاجية الذكاء الاصطناعي - وبالتالي العائد على الاستثمار - قد تكون محدودة أو متأخرة، فإن "التصحيح الحاد في أسهم التكنولوجيا، مع التأثيرات السلبية على الاقتصاد الحقيقي، سيكون محتملا للغاية".
- جاء أحدث مثال على هذه الشبكة من الاستثمارات يوم الاثنين، عندما أعلنت شركة OpenAI عن صفقة مع شركة AMD، المتخصصة في صناعة شرائح الذكاء الاصطناعي.
- وبموجب شروط الشراكة بين OpenAI وAMD، ستشتري OpenAI شرائح AMD مقابل مبلغ غير معلن عنه في مقابل الحق في الحصول على حصة تصل إلى 10بالمئة في عملاق أشباه الموصلات.
- ويأتي هذا الإعلان بعد أسابيع فقط من كشف شركة Nvidia عن صفقة تعهدت بموجبها باستثمار ما يصل إلى 100 مليار دولار في OpenAI.
الصفقات الدائرية
يقول المستشار الأكاديمي بجامعة سان خوسيه، الدكتور أحمد بانافع، لموقع "اقتصاد دوت الخليج" إن ملامح جديدة من التمويل بدأت تظهر في سوق الذكاء الاصطناعي، تحت ما يُعرف بـ "الصفقات الدائرية"، وهي نوع من الاستثمارات المعقّدة التي قد تبدو في ظاهرها نجاحاً مالياً، لكنها تخفي وراءها تساؤلات جوهرية حول الشفافية والاستدامة.
يُوضح بانافع أن الصفقات الدائرية تشير إلى استثمار شركة تقنية كبرى في شركة ناشئة أو مشروع يعتمد لاحقاً على شراء منتجات أو خدمات من الشركة نفسها، مما يُنشئ حلقة مغلقة من التمويل والمشتريات. وهذه العمليات تُسجَّل كمبيعات حقيقية في البيانات المالية، لكنها في جوهرها إعادة تدوير لرأس المال داخل المنظومة نفسها.
ويضيف أن من أبرز الأمثلة على ذلك ما قامت به شركة "إنفيديا" حين استثمرت في تطوير بنية تحتية سحابية تستخدم معالجاتها وخوادمها، لتُسجَّل هذه العمليات كمبيعات لصالحها رغم أن التمويل الأساسي جاء منها أيضاً.
وقد دفعت مثل هذه الممارسات بعض مؤسسات وول ستريت إلى إطلاق تحذيرات مبكرة بشأن أثرها على وضوح البيانات المالية، حيث أشار محللون في غولدمان ساكس إلى مفهوم "الإيرادات الدائرية" التي قد تُعطي انطباعًا مضللًا عن حجم الطلب الحقيقي في السوق.
ويتابع بانافع أن الشركات تلجأ لهذه الصفقات لأسباب متعددة، أبرزها (تأمين الطلب المستقبلي على منتجاتها، وتسريع نمو الشركات الناشئة التي تعتمد عليها، علاوة على خلق تكامل رأسي داخل منظومة الذكاء الاصطناعي، وتعزيز السيطرة على سلاسل التوريد والمنافسة).
ويؤكد الدكتور بانافع أن هذه الصفقات، رغم طابعها الاستراتيجي، تحمل في طياتها مخاطر واضحة، من أبرزها:
- صعوبة قياس الطلب الحقيقي في ظل التداخل المالي.
- تضخيم الإيرادات دون نمو هيكلي.
- الاعتماد على تمويل داخلي هش قد يتأثر بأي أزمة سيولة.
- احتمال نشوء فقاعة تكنولوجية إذا تراجع التمويل أو ازداد الضغط التنظيمي.
ويختم بانافع تصريحه بالقول: "إن ما يحدث اليوم في قطاع الذكاء الاصطناعي يشبه إلى حد كبير ديناميكيات بعض الفقاعات السابقة في وادي السيليكون، حيث يتم تضخيم القيمة من خلال التدوير الداخلي بدلاً من اختراق أسواق جديدة.. والسؤال الجوهري لم يعد من يشتري؟ بل من يموّل المشتري؟".
مخاوف على المديين القصير والطويل
ويشير تقرير لـ "مورنينغ ستار" إلى أن "الصفقات الدائرية تثير بعض المخاوف على المديين القصير والطويل"، منبهاً إلى أن هذه الأنواع من الصفقات الدائرية تثير استغراب المستثمرين.
ويشير التقرير إلى أن المستثمرون خلال حقبة الدوت كوم كانوا حذرين أيضاً من تمويل البائعين والصفقات الدائرية، والتي كانت تُعتبر سمةً مميزة للإنفاق في ذلك الوقت، مردفاً: "أي شخص تأثر بانهيار فقاعة الدوت كوم يُدرك تماماً مخاطر الصفقات الدائرية التي تُمرر فيها الشركات الأموال ذهاباً وإياباً لدعم أعمالها".
لكن التقرير في الوقت نفسه يشير إلى أن "هذا الخطر غير قائم اليوم، ومشكوك في حدوثه على المدى الطويل، نظرًا لأن الطلب على الذكاء الاصطناعي حقيقي ومزدهر، ولكنه يستحق المتابعة".. ويضيف: "في هذه المرحلة، نراقب هذه الأنواع من الصفقات، لكننا لا نشعر بالقلق منها بعد، ونعتبرها معاملات تجارية".
هل يجب أن يقلق المستثمرون؟
من جانبه، يقول أستاذ علم الحاسوب وخبير الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات في السيليكون فالي كاليفورنيا، الدكتور حسين العمري: تُطلق تسمية الصفقات الدائرية في الذكاء الاصطناعي على نمط من الاستثمارات يدور فيه المال داخل الدائرة نفسها: شركات تكنولوجية كبرى تستحوذ أو تستثمر في شركات ناشئة تعمل بالذكاء الاصطناعي، ثم تعود هذه الشركات الناشئة لتشتري خدمات الحوسبة أو النماذج أو البيانات من المستثمر نفسه، أو تدخل في شراكات تضخم القيمة السوقية للطرفين دون إضافة حقيقية في الإنتاج أو التقنية. والنتيجة هي قيم تقديرية مرتفعة مبنية على تبادل داخلي أكثر من كونها ناتجة عن نمو عضوي في السوق.
ويضيف: أبرز أمثلتها ما يحدث بين شركات مثل مايكروسوفت وأوبن إيه آي، أو غوغل وأنثروبيك، أو الاستثمارات القائمة بين الصناديق السيادية وشركات التقنيات السحابية.. أحياناً تبدو هذه الشراكات أشبه بـ"تدوير لرأس المال"؛ بهدف الاحتفاظ بالسيطرة على السوق وحرمان المنافسين من الموارد، أو رفع تقييم الشركات الناشئة لتصبح أغلى من قيمتها الحقيقية.
ورداً على سؤال "هل يجب أن يقلق المستثمرون جراء تلك الصفقات"، يقول إن القلق مبرّراً في ثلاثة جوانب رئيسية:
- تضخم التقييمات: الأسعار قد تكون مبنية على توقعات مستقبلية أكثر من الأرباح الفعلية، ما يخلق فقاعة محتملة شبيهة بما حدث في فقاعة الدوت كوم.
- تركّز القوة لدى عدد محدود من اللاعبين: عندما تملك الشركات الكبرى رأس المال، والبنية التحتية، والنماذج، وتتحكم في من يدخل السوق، تتقلّص فرص المنافسة الحقيقية وتضعف الشفافية.
- تشويه صورة الابتكار: قد تُستَخدم الصفقات لتضخيم الأثر الإعلامي وخلق انطباع بسباق عالمي، بينما المخرجات التجارية لا تزال محدودة.
ومع ذلك، لا يعني ذلك أن المستثمرين يجب أن يبتعدوا عن القطاع؛ لكن المطلوب هو تقييم أدقّ للعوائد الحقيقية، والتمييز بين الابتكار الفعلي والصفقات التي تُدار لأغراض تسويقية أو احتكارية. كذلك ينبغي مراقبة التشريعات المقبلة، خصوصاً في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث بدأت الأصوات تتعالى ضد هذا النوع من "الاستثمار المغلق" أو "التمويل الدائري" الذي قد يُصنَّف احتكاريًا أو مخلاً بالمنافسة، وفق العمري.
نرجو ان نكون قد وفقنا في نقل التفاصيل الكاملة الخاصة بخبر ما هي "الصفقات الدائرية" ولماذا تثير المخاوف بقطاع الـ AI؟ .. في رعاية الله وحفظة
أخبار متعلقة :