العالم اليوم - الطوب لا يكفي.. غزة بحاجة إلى إعمار "من نوع آخر"

انتم الان تتابعون خبر الطوب لا يكفي.. غزة بحاجة إلى إعمار "من نوع آخر" من قسم اخبار العالم والان نترككم مع التفاصيل الكاملة

شهد محمد - ابوظبي في الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 03:25 مساءً - رغم أن ما تبقّى من غزة اليوم لا يتعدى أنقاضاً وركاماً، إلا أن باحثين يرون أن إعادة البناء المادي ليست سوى الخطوة الأسهل في طريقٍ طويل نحو التعافي.

فالمعركة الأصعب، هي إعادة إعمار الإنسان، ترميم الوعي، واستعادة التعليم، وتأهيل جيلٍ فقد المدارس والمعلمين، فبدون استثمار في العقل الفلسطيني، لن تنجح أي خطة إعمار مهما بلغت ميزانياتها.

ويحذر الباحثون المختصون في دراسات ما بعد الحروب من أن جهود إعادة إعمار غزة لن تنجح ما لم تُقَد من قبل خبراء ومؤسسات فلسطينية، مشيرين إلى أن التعافي في مجالات الصحة العامة، والتعليم العالي، والبحث العلمي، والبيئة يحتاج إلى قيادة محلية تمتلك المعرفة بالواقع والاحتياجات.

وجاء التحذير في تقرير نشرته مجلة "ناتشر" العلمية، بعد يوم من احتفالات شهدها القطاع عقب إعلان التوصل إلى المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار، والتي صادقت عليها الحكومة الإسرائيلية لاحقاً.

دمار هائل في البنية التحتية

تسببت الحملة العسكرية الإسرائيلية، التي بدأت بعد هجمات 7 أكتوبر 2023، بمقتل أكثر من 67 ألف شخص وتدمير شبه كامل للبنية التحتية في غزة، بما في ذلك المستشفيات ومرافق المياه والصرف الصحي.

وبحسب لجنة مراجعة المجاعة الدولية، فإن أكثر من نصف مليون شخص في القطاع عانوا من المجاعة بنهاية أغسطس الماضي، فيما يعاني نحو 55 ألف طفل دون سن الخامسة من سوء تغذية حاد، وفق بيانات نشرتها مجلة The Lancet الطبية في 8 سبتمبر.

كما كشف الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن أكثر من 2200 من الكوادر الطبية والتعليمية قُتلوا منذ اندلاع الحرب، فيما تعرض نحو 80 بالمئة من الجامعات والكليات في غزة للتدمير أو الضرر الجزئي، ما أدى إلى تعطّل دراسة نحو 88 ألف طالب، وفق منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).

كلفة التعليم المدمَّر

يقول الباحث في جامعة نيلسون مانديلا بجنوب إفريقيا سافو هيليتا، الذي يدرس التعليم العالي في مناطق النزاع، إن الحرب ألحقت أضراراً تُقدّر بنحو 222 مليون دولار في منشآت التعليم العالي، مضيفاً أن تكاليف إعادة الإعمار قد تصل إلى مليار دولار بسبب إزالة الركام والتعامل مع الذخائر غير المنفجرة.

وأشار إلى أن المساعدات السابقة للجامعات الفلسطينية لم تتجاوز 20 مليون دولار سنوياً.

ما بعد الطوب والإسمنت

تقول أماني المقدمة، رئيسة العلاقات الدولية في الجامعة الإسلامية بغزة: "إن أولويات القطاع لا تقتصر على إعادة البناء المادي، بل تشمل استمرار التعليم عن بُعد، وتقديم دعم نفسي للطلاب والعاملين، وإعادة ربط الباحثين بالعالم عبر المؤتمرات والمنح الأكاديمية".

وتضيف المقدمة، التي تعمل حالياً في جامعة إدنبرة البريطانية، أن المؤسسات الأكاديمية والعلمية في غزة يجب أن تكون شريكاً أساسياً في عملية إعادة الإعمار، لأنها تمتلك "معرفة محلية لا يمكن تعويضها وفهماً عميقاً لاحتياجات المجتمع".

دعوة إلى تمكين الغزيين

وتوافقها الرأي الباحثة ناومي رينتول-هاينز من جامعة كانتربري البريطانية، التي تدرس الأثر البيئي للحرب في غزة، مؤكدة أن القرارات المتعلقة بمستقبل القطاع يجب أن تستند إلى مشاركة واسعة من المجتمع المحلي.

ويرى الخبراء أن أي خطة دولية لإعمار غزة — بما فيها خطة ترامب التي لم تحدد دوراً واضحاً للجهات الفلسطينية — محكوم عليها بالفشل إن لم تضع الفلسطينيين في موقع القيادة، ليس فقط في إعادة بناء ما تهدم، بل في إعادة إعمار الإنسان والعقل والمؤسسات التي تمثل روح غزة ومستقبلها.

نرجو ان نكون قد وفقنا في نقل التفاصيل الكاملة الخاصة بخبر الطوب لا يكفي.. غزة بحاجة إلى إعمار "من نوع آخر" .. في رعاية الله وحفظة

أخبار متعلقة :