انتم الان تتابعون خبر "سباق التريليونات".. إنفيديا على القمة وآبل تلاحقها من قسم اخبار العالم والان نترككم مع التفاصيل الكاملة
شهد محمد - ابوظبي في الخميس 30 أكتوبر 2025 08:16 صباحاً - تعيش أسواق المال العالمية على وقع سباق قوي بين عمالقة التكنولوجيا، بعدما تجاوزت القيم السوقية لأبرز الشركات الأميركية سقفاً غير مسبوق.
ما بين صراع في الأرباح والمنتجات، تشتعل المنافسة على الصدارة بين عمالقة التكنولوجيا ضمن نادي النخبة، وبما يعكس حجم النفوذ الاقتصادي والتكنولوجي لهذه الكيانات العابرة للقارات.
ومع انضمام "آبل" حديثاً إلى نادي الأربعة تريليونات دولار، وتربّع "إنفيديا" على القمة بقيمة تتجاوز خمسة تريليونات، يتكرّس واقع جديد في الأسواق يضع شركات التكنولوجيا –لا سيما الأميركية- في موقع القيادة، متفوّقة على القطاعات التقليدية التي شكّلت يوماً أعمدة الاقتصاد العالمي.
يعيد هذا التحوّل طرح أسئلة عميقة حول طبيعة الثروة، ومصادر النمو، وحدود التأثير بين رأس المال والتقنية والابتكار.
وتأتي هذه القفزات القياسية في خضم طفرة الذكاء الاصطناعي التي غيّرت موازين القوة بين الشركات الكبرى، ودفعت بالمستثمرين إلى إعادة تقييم مفهوم القيمة في الاقتصاد الحديث. فالمنافسة اليوم لم تعد على الحصة السوقية فقط، بل على من يملك المستقبل عبر البيانات والمعالجات والقدرة على تشكيل أنماط الحياة والعمل والاستهلاك في العالم الرقمي الجديد.
أكبر الشركات
بحسب بيانات companiesmarketcap (حتى نهاية تعاملات الأربعاء 29 أكتوبر) فإن شركة إنفيديا تتصدر قائمة الشركات الأعلى قيمة حول العالم 5.040 تريليون دولار، تليها مايكروسوفت في صدارة نادي الأربعة تريليونات بـ 4.025 تريليون دولار، ثم آبل بـ 4.002 تريليون دولار، وألفابيت 3.321 تريليون دولار، وأمازون 2.456 تريليون دولار.
وتعد "آبل" الوافد الأحدث لقائمة الأربعة تريليونات دولار، بعد أن وصلت قيمتها السوقية لهذا المعدل للمرة الأولى يوم الثلاثاء الماضي، لتلحق بكل من مايكروسوفت وإنفيديا.
أما إنفيديا، ووفق تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز"، فقد استفادت من طفرة الذكاء الاصطناعي لتصبح أول شركة عامة على الإطلاق تصل قيمتها السوقية إلى 4 تريليونات دولار في يوليو. ووصلت الشركة إلى 5 تريليون دولار كأول شركة تصل لهذا المستوى، يوم الأربعاء 29 أكتوبر.
أما قيمة مايكروسوفت فقد وصلت إلى 4 تريليونات دولار لفترة وجيزة في وقت لاحق من ذلك الشهر بعد إعلانها عن أرباح قوية للربع الرابع. وتراجعت أسهمها منذ ذلك الحين، لكن أنباء إعادة هيكلة شركة OpenAI يوم الثلاثاء، والتي تُقدر حصة مايكروسوفت البالغة 27 بالمئة بنحو 135 مليار دولار، دفعت قيمة مجموعة التكنولوجيا الكبرى إلى مستوى قياسي جديد ضمن نادي الأربعة تريليون.
- ارتفع سعر سهم شركة أبل بنسبة 28 بالمئة خلال الأشهر الستة الماضية، على الرغم من المخاوف من أنها تتخلف عن الركب في مجال الذكاء الاصطناعي.
- أدى الظهور القوي لأحدث هواتف آيفون إلى إعادة بناء الثقة في شركة التكنولوجيا الأميركية العملاقة في الأشهر الأخيرة، حيث دفع أكبر إعادة تصميم للهاتف الذكي منذ عدة سنوات المزيد من قاعدة عملائها المخلصين إلى الترقية أكثر مما توقعه المحللون في البداية.
- يبدو أن المستثمرين تخلصوا أيضًا من مخاوفهم السابقة من تأخر الرئيس التنفيذي تيم كوك وفريقه في مجال الذكاء الاصطناعي، بعد أن أرجأت الشركة إطلاق ترقية لمساعدها الافتراضي سيري.
- من المتوقع في الوقت نفسه أن تتجاوز إيرادات خدمات أبل المربحة للغاية 100 مليار دولار سنويا للمرة الأولى عندما تعلن الشركة عن أحدث أرباحها يوم الخميس.
هيمنة شركات التكنولوجيا
من جانبه، يقول المستشار الأكاديمي بجامعة سان خوسيه، الدكتور أحمد بانافع، لموقع "اقتصاد دوت الخليج":
- إن هيمنة عدد محدود من شركات التكنولوجيا العملاقة على قائمة الشركات التي تجاوزت قيمتها السوقية عدة تريليونات من الدولارات تعبّر عن تحوّل هيكلي في الاقتصاد العالمي، وتثير تساؤلات جوهرية حول النمو والأسواق المالية والتكنولوجيا وحتى السياسات العامة.
- الشركات التي تتجاوز قيمتها السوقية 2 إلى 3 تريليونات دولار لم تعد مجرد كيانات مالية ضخمة فقط، بل تحوّلت إلى مراكز أساسية في الاقتصاد الرقمي والمعرفي.
- شركات مثل "إنفيديا" التي ارتفعت قيمتها إلى أكثر من 4 تريليونات دولار تعكس الدور المركزي للحوسبة والذكاء الاصطناعي في تشكيل الاقتصاد الجديد.
- القيمة الاقتصادية المستقبلية لم تعد تعتمد على رأس المال أو الموارد الطبيعية التقليدية، بل على القدرة على التحكم في البيانات، الشبكات، والذكاء الاصطناعي، ما يعيد رسم خريطة القوة الاقتصادية عالمياً.
ويشير بانافع إلى أن هيمنة مجموعة Magnificent Seven من الشركات التكنولوجية الكبرى، والتي تمثل نسبة رئيسية من إجمالي القيمة السوقية لمؤشر S&P 500، تُظهر خطراً مزدوجاً يتمثل في ضعف التنويع الاستثماري وزيادة احتمالية التصحيحات الحادّة في الأسواق حال تعثّر إحدى هذه الشركات أو تعرضها لضغوط تنظيمية أو جيوسياسية.
ويوضح أن هذه الشركات لا تهيمن فقط من حيث الحجم المالي، بل أيضاً من حيث دورها الريادي في الابتكار والتحول الصناعي، إذ تمتلك البنى التحتية الأساسية لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي والتحكم في الحوسبة السحابية وبيانات المستخدمين. وهذه السيطرة تمنحها قوة استثنائية (..).
ويتابع بانافع أن هذه الهيمنة تثير قضايا تتعلق بالحوكمة والمساءلة والرقابة، حيث أصبحت هذه الشركات تشكّل بنى تحتية رقمية تتجاوز أحياناً حدود الدول، مما يستدعي رقابة تنظيمية صارمة كما هو الحال مع التشريعات الأوروبية مثل قانون الأسواق الرقمية Digital Markets Act الذي يصنف هذه المنصات كـ "بوّابات رئيسية".
كما يلفت إلى أن التأثير يمتد إلى الجوانب الاجتماعية والعمالية، إذ تؤدي الأتمتة والتحول الرقمي إلى إعادة تشكيل سوق العمل وأنماط الاستهلاك وتمكين بعض الفئات على حساب أخرى، ما يمثل تحدياً للتوازن الاقتصادي والاجتماعي.
ويوضح بانافع أن:
هيمنة الشركات الأميركية تحديداً تُبرز أن العولمة الرقمية أصبحت أكثر تمركزا، مما يرفع من أهمية التنافس التكنولوجي والجيوسياسي حول من يملك البنية التحتية الرقمية وسلاسل القيمة العالمية والمعايير التقنية.
هذا الواقع يخلق فرصاً هائله للنمو بفضل التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، لكنه في المقابل يحمل مخاطر تتعلق بارتفاع التقييمات وتراجع الابتكار الخارجي وزياده المخاطر النظامية إذا تعثرت إحدى الشركات الكبرى.
إن هيمنة شركات التكنولوجيا الكبرى داخل نادي الثلاثة تريليونات فما فوق ليست مجرد إنجاز مالي بل مؤشراً على تحول اقتصادي واجتماعي عالمي يستحق المتابعة الدقيقة من المستثمرين وصناع القرار وصناع المحتوى الاقتصادي على حد سواء.
إنفيديا تُحلق
ارتفعت أسهم شركة "إنفيديا" بنحو 3 بالمئة يوم الأربعاء، لتصبح عملاق التكنولوجيا أول شركة تتجاوز قيمتها السوقية حاجز 5 تريليونات دولار.
يعكس هذا الإنجاز الاستثنائي –وفق تقرير لشبكة سي إن بي سي الأميركية- صعوداً مذهلاً للشركة التي تطورت من مطوّر متخصص في معالجات ألعاب الفيديو إلى ركيزة أساسية في طفرة الذكاء الاصطناعي.
ويشار إلى أن سهم إنفيديا الذي أغلق مرتفعاً بنسبة 5 بالمئة يوم الثلاثاء يسجل ارتفاعًا بأكثر من 50 بالمئة منذ بداية العام.
ويأتي الارتفاع الأخير بعد فترة وجيزة من تصريح الرئيس التنفيذي جنسن هوانغ بأن الشركة تتوقع طلبات بقيمة 500 مليار دولار على رقائق الذكاء الاصطناعي، إلى جانب إعلانها خططًا لبناء سبعة حواسيب فائقة جديدة لصالح الحكومة الأميركية.
وفي تطور منفصل، أعلنت إنفيديا يوم الثلاثاء استثمار مليار دولار في شركة نوكيا، ضمن شراكة استراتيجية لتطوير تكنولوجيا الاتصالات الخلوية من الجيل السادس.
دلالات الهيمنة
أستاذ علم الحاسوب وخبير الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات في السيليكون فالي كاليفورنيا، الدكتور حسين العمري، يقول لموقع "اقتصادسكاي نيوز عربية" إن شركات التكنولوجيا العملاقة تهيمن على ما يُعرف بـ "نادي النخبة"، أو الشركات التي تجاوزت قيمتها السوقية أربعة تريليونات دولار، مشدداً على أن هذه الهيمنة تعكس تحوّلاً جذرياً في بنية الاقتصاد العالمي، على النحو التالي:
أولاً- دلالات اقتصادية:
- القيمة التريليونية ترمز إلى أن الابتكار أصبح رأس المال الحقيقي للعصر الحديث.
- لم تعد الثروة تُبنى على النفط أو الصناعة الثقيلة فقط، بل على الذكاء الاصطناعي، البيانات، والمعالجات المتقدمة.
- هذه الشركات أصبحت المحرّك الأساسي للاقتصاد الرقمي العالمي، وتتحكم في البنى التحتية للحوسبة والسحابة والاتصال.
ثانياً- دلالات سياسية وتنظيمية:
- القوة الهائلة لهذه الشركات تمنحها نفوذاً يوازي نفوذ الدول أحياناً، ما يثير قلق الحكومات بشأن الاحتكار، حماية الخصوصية، والسيادة الرقمية.
- لذلك تتصاعد الضغوط التشريعية من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لتنظيم هذا النفوذ.
ثالثاً- دلالات اجتماعية وثقافية:
- شركات التكنولوجيا لم تعد تصنع منتجات فقط، بل تشكّل طريقة تفكير البشر وتفاعلهم اليومي.
- إنها تتحكم في المنصات التي نتعلّم ونتواصل ونعمل من خلالها، ما يجعل تأثيرها يمتد إلى الثقافة والقيم المجتمعية.
نرجو ان نكون قد وفقنا في نقل التفاصيل الكاملة الخاصة بخبر "سباق التريليونات".. إنفيديا على القمة وآبل تلاحقها .. في رعاية الله وحفظة
أخبار متعلقة :