انتم الان تتابعون خبر صور ومقاطع فيديو "مفبركة" من الفاشر.. كيف خدعت الملايين؟ من قسم اخبار العالم والان نترككم مع التفاصيل الكاملة
شهد محمد - ابوظبي في الأحد 9 نوفمبر 2025 09:28 صباحاً - بعد ساعات قليلة من سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر في 26 أكتوبر الماضي، تصدر مقطع فيديو يظهر أفرادا من القوات يرهبون أما وأطفالها، الاهتمام الإعلامي، وحصد اكثر من 13 مليون مشاهده خلال ساعات من انتشاره.
كما انتشرت على الإنترنت صور التقطت من الفضاء، تظهر ما قيل إنها بقع كبيرة من الدماء على الأرض.
لكن تحقيقات أجراها فريق متخصص لصالح شبكة "دويتش فيله" الألمانية ومنصات أوروبية أخرى، أكد أن المقطع مفبرك بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي، كما أشار إلى أن بقع الدم إما مزورة أو قديمة، مما أثار تساؤلات حول الجهة المسؤولة عن عملية التضليل وأهدافها.
وفي حين شكلت التصفيات والانتهاكات وعمليات القتل الواسعة التي طالت المدنيين أحد أقبح أوجه الحرب المستمرة في السودان منذ منتصف أبريل 2023، فإن المحتوى الضخم الذي تعج به منصات التواصل الاجتماعي، والذي يزعم تقديم أدلة على هذه الفظائع، يكون أحيانا دقيقا، لكنه في أحيان أخرى يكون مضللا ومفبركا، وبشكل ممنهج.
ويقول فولكر بيرتس، الذي عمل منذ عام 2021 وحتى اندلاع الحرب ممثلا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة في السودان: "هذه الحرب تدور على نطاق واسع على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تنشر المعلومات المضللة بأشد أشكالها وحشية".
ويضيف: "بحسب أي جانب ينتمي إليه النشطاء، فإنهم يلقون باللوم في الحرب والمجازر المختلفة على الجانب الآخر، أو على الولايات المتحدة أو الأمم المتحدة او دول أخرى. الأمر كله مليء بالكراهية".
تضليل ممنهج
وقعت قنوات فضائية كبيرة ومواقع إخبارية رئيسية في فخ التضليل، ونشرت مقطع الأم وأطفالها على أنه صحيح، كما نشرت شخصيات إعلامية دولية مؤثرة المقطع المضلل على صفحاتها في منصات "إكس"، و"إنستغرام"، و"فيسبوك".
وكان للمقطع المضلل تأثير كبير على توجيه الرأي العام المحلي على وجه الخصوص، فضلا عن العالمي.
ونقلت "دويتش فيله" عن الباحث في شؤون النزاعات بالمعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية في برلين غيريت كورتز، قوله إن "التضليل الإعلامي الصادر من السودان موجه بشكل أكبر إلى العالم الخارجي، حيث تمتلك العديد من القوى الأجنبية مصالح في هذا البلد ذي الموقع الاستراتيجي".
وبدأت تتكشف المزيد من الأدلة التي تشير إلى حملة تضليل ممنهجة، صاحبت فرار الجيش والقوات المتحالفة معه من الفاشر قبل أسبوعين، وفقا لتحقيقات أجرتها فرق متخصصة في كشف الأخبار والصور المزيفة، تتبع لمؤسسات إعلامية وبحثية أوروبية.
وأظهرت تحليلات أجرتها فرق تحقق تابعة لـ"دويتش فيله"، ووكالة "فرانس برس"، ومنصة معلومات "يوراسيا"، أن الصور واللقطات الرئيسية التي زعم أنها دليل على "فظائع ارتكبتها قوات الدعم السريع"، بما في ذلك برك الدم التي شوهدت من الفضاء التي اتضح أنها حفرة ماء جافة، هي في الواقع "مفبركة أو مولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي".
ولم تتضح حتى الآن حقيقة الجهة التي تقف وراء عمليات الفبركة الواسعة التي حدثت، لكن تقرير نشر على موقع "يوراسيا" قال إن قوات الجيش والمجموعات المتحالفة معها عملت قبل فرارها من الفاشر، على "إخفاء هزيمتها بغطاء من الخداع والتضليل".
ويشير محمد المختار محمد المتخصص في مكافحة التضليل وتدقيق المعلومات، إلى أنه "رغم وقوع انتهاكات طالت المدنيين، فإن الكثير من المقاطع والصور التي انتشرت في القنوات ومنصات التواصل كانت مفبركة بشكل ممنهج بهدف التضليل".
وفي حديثه لموقع "دوت الخليج"، يرى محمد أن "عمليات التضليل الواسعة التي صاحبت هزيمة الجيش في الفاشر جزء من حملة تضليل واسعة، تهدف إلى صناعة حقائق بديلة من خلال ضخ كثيف لصور وفيديوهات مولدة بالذكاء الاصطناعي لإثارة مشاعر الغضب".
ويضيف: "غرف الدعاية السياسية والحربية وشبكات التضليل تدعم التكتيكات الدعائية، من خلال ضخ مكثف للمعلومات والمواد المضللة والضارة التي تشوه بها الحقائق والخصوم، وتحاول أن تعيد بها تعريف وتوصيف الصراع والحرب، من حرب داخلية لحرب وعدوان خارجي".
من وراء الفبركة؟
رغم أن مشاهد انهيار الفاشر قبل أسبوعين بدت للوهلة الأولى مؤسفة ومروعة، فإن الفبركات واسعة النطاق للصور ومقاطع الفيديو التي قصد منها إظهار ارتكاب فظائع من قبل قوات الدعم السريع، تطرح تساؤلات حول دور الجيش والقوات المتحالفة معه في الحملة التضليلية التي حدثت.
ويتساءل المحلل في منصة "يوراسيا" جيمس ويلسون، عما إذا كانت قوات الجيش بالفعل وراء الصور والمقاطع المفبركة التي أصبحت متاحة على الفور لوسائل الإعلام الدولية، وتصفها الآن وكالات أنباء أوروبية بارزة بأنها مزيفة.
ويرى ويلسون أن سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر بعد أكثر من 18 شهرا من الحصار المتواصل، يشير إلى أن النهاية كانت معلومة لقيادة الجيش.
ونقلت صحيفة "لوموند" الفرنسية عن دبلوماسي غربي، قوله: "لم تكن مأساة الفاشر مفاجئة. كنا نعلم منذ زمن طويل أنها قد تحدث".
ويعزي مراقبون الأسباب التي دفعت لحملة التضليل الواسعة التي صاحبت خروج الجيش من الفاشر، إلى الرمزية الكبيرة للمدينة وتأثيرها المعنوي على القوات.
ويرون أن هزيمة الجيش في الفاشر "كان لا بد أن يصاحبها عمل إعلامي يوازي حجم الصدمة التي يمكن أن تنجم عن تلك الخسارة".
ووصف الكاتب في معهد هورن للدراسات الاستراتيجية برافين أونديتي، سقوط الفاشر بأنه "هزيمة عسكرية وسياسية ورمزية كارثية للقوات المسلحة السودانية".
نرجو ان نكون قد وفقنا في نقل التفاصيل الكاملة الخاصة بخبر صور ومقاطع فيديو "مفبركة" من الفاشر.. كيف خدعت الملايين؟ .. في رعاية الله وحفظة
أخبار متعلقة :