العالم اليوم - لماذا لم تضرب الرسوم الأرباح كما توقّع المستثمرون؟

انتم الان تتابعون خبر لماذا لم تضرب الرسوم الأرباح كما توقّع المستثمرون؟ من قسم اخبار العالم والان نترككم مع التفاصيل الكاملة

شهد محمد - ابوظبي في الثلاثاء 25 نوفمبر 2025 09:29 صباحاً - دخلت الشركات الأميركية موسم الأرباح الأخير وهي مثقلة بالأسئلة حول مدى قدرة الأسواق على الصمود أمام موجات الرسوم الجمركية؛ فالمناخ الاقتصادي طيلة الأشهر الماضية كان يميل إلى التشاؤم، وسط توقعات بأن القيود التجارية ستضغط بقوة على التكاليف والهوامش وتدفع قطاعات واسعة إلى إعادة حساباتها التشغيلية والإنتاجية. ومع ذلك، جاءت مؤشرات الربع الثالث لتكشف عن مشهد أقل قتامة مما تخوّفه المستثمرون.

كشف تحليل حديث لمكالمات الأرباح أن لغة الشركات تغيّرت بشكل لافت، إذ تراجع حضور مصطلحات الخطر والقلق المرتبطة بالتعرفات الجمركية، في إشارة إلى أن الكثير من الشركات بدأت تهضم وقع الرسوم وتتكيف معها بشكل أسرع من المتوقع.

لعبت تعديلات السياسة التجارية، وإعادة هيكلة سلاسل التوريد، وسياسات التخزين والتحوّط دوراً أساسياً في إعادة تشكيل الصورة، لتتحول المخاوف من "تهديد مباشر" إلى "عامل قابل للإدارة" بالنسبة للعديد من الشركات الكبرى.

تحليل

ومن خلال تحليل بيانات أكثر من 5000 مكالمة أرباح أجرتها شركات أميركية مدرجة في البورصة هذا العام حتى 14 نوفمبر، خلصت صحيفة وول ستريت جورنال، إلى أن

  • الحرب التجارية التي يشنها ترامب مؤلمة، ولكنها أقل من توقعات العديد من المديرين التنفيذيين.
  • يبدو أن قادة الأعمال أصبحوا أقل تشاؤما بشأن التعريفات الجمركية، التي أصبحت تظهر بشكل أقل في مكالمات الأرباح.

ونظر التحليل في إشارات المديرين التنفيذيين إلى الرسوم الجمركية، بالإضافة إلى العديد من المصطلحات ذات الصلة، في الجملة نفسها مع المصطلحات التي تشير إلى المخاطر. كما صنّفت شركة NL Analytics، التي قدمت البيانات من نصوص المكالمات، تصريحات المديرين التنفيذيين التي تشير إلى الرسوم الجمركية إلى إيجابية أو سلبية أو محايدة.

  • بدأ المسؤولون التنفيذيون يهدأون بشأن التعريفات الجمركية بعد عام من القلق.
  • بعد أشهر من تقلبات حرب الرئيس ترامب التجارية العالمية، تغير شيء ما.
  • يبدو أن قادة الأعمال أقل تشاؤمًا بشأن الرسوم الجمركية مما كانوا عليه طوال معظم العام.
  • كما أنهم يتحدثون أقل عن المخاطر عند مناقشتها مع المستثمرين. ولم يعد هذا الموضوع يهيمن على مكالمات الأرباح كما كان من قبل.

تأثير الرسوم

يقول رئيس قسم الأسواق العالمية في شركة Cedra Markets، جو يرق، لموقع "اقتصاد دوت الخليج":

  • تأثير الرسوم الجمركية على نتائج الربع الثالث في الولايات المتحدة كان أقل حدّة مما كان متوقعاً، على الرغم من تسجيل بعض الخسائر.
  • عدّة عوامل أسهمت في تخفيف الأثر السلبي لهذه الرسوم، أبرزها أن القرارات المتعلقة بالرسوم أُعلنت في البداية ثم تلتها تعديلات وتخفيضات، وهو ما منح الشركات وقتاً لإعادة ترتيب أوضاعها.
  • العديد من الشركات قامت بإعادة هيكلة سلاسل الإنتاج والتوريد لديها، مما ساعد على خفض التكاليف التشغيلية.
  • كما اتجهت بعض الشركات إلى زيادة اعتمادها على الإنتاج المحلي داخل الولايات المتحدة، الأمر الذي خفّف من أثر الرسوم.

ويشير يرق إلى أن عددًا من الشركات لجأ إلى تخزين المواد ومستلزمات الإنتاج قبل دخول الرسوم حيّز التنفيذ، إضافة إلى استفادتها من فترات الإعفاء التي سبقت التطبيق، مما سمح لها باستخدام هذا المخزون لاحقًا لتقليل الكلفة.

ويتابع: تنويع سلاسل التوريد كان عاملاً إضافياً ساعد في امتصاص جزء كبير من التأثير، حيث تمكنت الشركات من توزيع المخاطر وتقليل حدّة الزيادة في التكاليف، لينتقل جزء بسيط فقط منها إلى المستهلك النهائي.

ويشدد على أن التوقعات المستقبلية تشير إلى أن أثر هذه الرسوم سيبقى محدوداً، بفضل الإجراءات الاستباقية والتكيّف السريع الذي أظهرته الشركات الأميركية، مما جعل الخسائر أقل من التقديرات الأولية.

زيادة الأسعار

كما تتبعت رويترز تعليقات الشركات بشأن الرسوم الجمركية منذ مطلع العام.. وكان من بين أبرز النتائج:

  • أعلنت 28 شركة على الأقل صراحةً أنها سترفع الأسعار، أو أنها رفعتها بالفعل، خلال إفصاحات أرباحها منذ 16 أكتوبر.
  • بالمقارنة، أحصت رويترز حوالي 51 شركة أعلنت عن زيادات في الأسعار في الربع الثاني، ونحو 90 شركة خلال الربع الأول.
  • مع ذلك، هذه القائمة ليست شاملة، وتقتصر على الشركات العامة الرئيسية التي حددت بوضوح إجراءات التسعير المتعلقة بالتعريفات، ولا تشمل التغييرات العامة في الأسعار.

وأظهرت بيانات من منصة استخبارات السوق AlphaSense أن الإشارات إلى ارتفاع الأسعار في سياق التعرفات الجمركية من قبل الشركات العالمية انخفضت بنحو 68 بالمئة بين فترة إعداد تقارير أرباح الربع الأول، بين 15 أبريل و15 يوليو، والربع الثالث الذي بدأ في 16 أكتوبر.

وبحلول الربع الثالث، كانت الشركات قد أعلنت عن خسائر تزيد على 35 مليار دولار بسبب الرسوم الجمركية الأميركية، لكن الكثير منها خفض توقعاتها الأولية مع بدء انقشاع الضباب الذي شل الأعمال، مع إبرام صفقات جديدة قللت من التعرض لحرب التجارة التي شنها الرئيس دونالد ترامب، والتي رفعت الرسوم الجمركية الأميركية على الواردات إلى أعلى مستوياتها منذ ثلاثينيات القرن العشرين.

تعامل ذكي

يقول رئيس قسم الأسواق المالية في شركة FXPro، ميشال صليبي، لموقع "اقتصاد دوت الخليج":

  • نتائج الربع الثالث للشركات الأميركية كشفت بوضوح أن الأسواق كانت أكثر تشاؤماً مما ينبغي، بينما أثبتت الشركات أنها تعاملت بذكاء مع تأثيرات الرسوم الجمركية قبل حدوثها.
  • الشركات الأميركية كانت قد سعّرت تأثير التعريفات الجمركية مسبقاً بشكل أكثر واقعية مما كان متوقعاً، وهو ما جعل الأثر الفعلي أقل إزعاجاً من تقديرات السوق.
  • العديد من الشركات، وخاصة في قطاعات التكنولوجيا والسلع الاستهلاكية والصناعية، بدأت منذ سبع أو ثماني سنوات بتنويع مصادر التوريد وتعديل سلاسل الإنتاج، ما مكّنها من امتصاص جزء كبير من المخاطر المرتبطة بالرسوم الجمركية.
  • بعض الشركات أشارت خلال مكالمات الأرباح إلى نجاحها في تمرير جزء من التكاليف للمستهلك النهائي عبر رفع الأسعار تدريجياً أو تعديل مواصفات المنتجات للتخفيف من أثر ارتفاع الكلفة، خاصة في القطاعات التي تتمتع فيها الشركات بقوة تسعيرية واضحة.

ويضيف: مرونة سلاسل التوريد لعبت دوراً محورياً، إذ لم تعد الشركات تعتمد حصرياً على الصين، بل وسّعت وجودها إلى المكسيك وفيتنام والهند ودول جنوب شرق آسيا، وهو ما خفّف حساسيتها تجاه الرسوم الجديدة وقلّص مخاطر الاعتماد على مورد واحد.

وعلى صعيد التوقعات، يرى أن الأسواق بالغت في التشاؤم، إذ كانت تتوقع ضغوطاً حادة على الأرباح، ما جعل نتائج العديد من الشركات تأتي أفضل من التقديرات المنخفضة، رغم استمرار بعض الضغوط على الهوامش.

ويلفت صليبي إلى أن المستهلك الأميركي ما يزال يتمتع بقوة ملحوظة رغم الضغوط التضخمية، مستفيداً من سوق عمل قوية وارتفاع الدخل الحقيقي ومرونة الإنفاق، وهي عوامل ساعدت الشركات على الحفاظ على مستويات قوية من العائدات وامتصاص جزء كبير من تأثير الرسوم.

ويختتم حديثه مؤكداً أن نتائج الربع الثالث أثبتت أن الرسوم الجمركية لا تؤدي بالضرورة إلى صدمة فورية في الأرباح، إذ تمتلك الشركات الأميركية الأدوات الكافية للتعامل معها، سواء عبر تحسين الكفاءة التشغيلية، أو رفع الأسعار، أو التحوط المالي، أو تعديل مزيج الإنتاج. وقال: "التأثير كان موجوداً، لكنه جاء أقل بكثير مما كان يخشاه السوق قبل بداية موسم الأرباح". 

نرجو ان نكون قد وفقنا في نقل التفاصيل الكاملة الخاصة بخبر لماذا لم تضرب الرسوم الأرباح كما توقّع المستثمرون؟ .. في رعاية الله وحفظة

أخبار متعلقة :