الرياض - كتبت رنا صلاح - كشفت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية تولسي غابارد عن مشاركة 16 دولة و20 جهة حكومية ضمن قوة متعددة الجنسيات تهدف إلى تحقيق الاستقرار في قطاع غزة، وذلك في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر الماضي، بموجب خطة السلام التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
قوة دولية متعددة الجنسيات بقيادة أميركية لاستقرار غزة
وقالت شبكة فوكس نيوز إن غابارد أجرت زيارة مفاجئة إلى مركز التنسيق الأميركي في مدينة كريات غات داخل إسرائيل، حيث التقت بضباط أميركيين وإسرائيليين، مؤكدة أن هذا المركز "يمثل مثالاً حيّاً على ما يمكن أن يتحقق عندما تتحد الدول لتحقيق مصالح مشتركة"، مشيرة إلى "شعور متزايد بالأمل والتفاؤل ليس في إسرائيل فقط، بل في عموم الشرق الأوسط".
وفي تصريحات لاحقة لقناة نيوز نيشن، أوضح مسؤول استخباراتي أن غابارد زارت أيضاً معبر كرم أبو سالم على حدود غزة، واطلعت على جهود الإغاثة الإنسانية الجارية هناك، مشيراً إلى أن زيارتها تأتي في إطار دعم أهداف الرئيس ترامب الرامية إلى ترسيخ السلام في المنطقة.
وأشار المسؤول إلى أن غابارد عقدت اجتماعات مع نظرائها في الاستخبارات الإسرائيلية، فيما أكد أن القوات العاملة ضمن التحالف الدولي ستأتي أساساً من دول المنطقة، في مسعى لتخفيف التوترات وتعزيز الاستقرار الميداني.
ووفقاً لصحيفة تلغراف البريطانية، فإن القوة الجديدة ستبدأ مهامها تدريجياً خلال الأشهر المقبلة، بمشاركة قوات عربية وإسلامية من بينها مصر وتركيا وإندونيسيا وأذربيجان، على أن يكون عملها مكملاً للوجود الأميركي والإسرائيلي في مناطق التنسيق المشترك.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن مؤخراً أن قوة "إرساء الاستقرار في غزة" ستنشر "قريباً وبشكل سريع"، مؤكداً أن واشنطن تعمل حالياً على اختيار قادة القوة، بينما أوضح وزير الخارجية ماركو روبيو أن بلاده تنسق لتفويض قوة متعددة الجنسيات "بما يضمن راحة الجانب الإسرائيلي".
وقالت غابارد في تصريحاتها إن "الولايات المتحدة تقود هذه الجهود من أجل تنسيق أمني وإنساني متكامل"، مضيفة أن العمل في غزة "ليس عسكرياً بقدر ما هو إنساني واستقراري". كما شددت على أن المهمة "تتطلب وضوحاً في التواصل وتنسيقاً وشفافية عالية"، مؤكدة أن "الاستخبارات لا تخدم الأمن فقط، بل تدعم أيضاً فرص تحقيق السلام الدائم للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء".
وبحسب مصادر عسكرية، يشارك حالياً 200 جندي أميركي في مهام تنسيق العمليات، دون الدخول إلى داخل غزة، فيما يُتوقع أن تتولى قوات عربية لاحقاً مهمة دعم الاستقرار المدني والأمني في القطاع.
وكانت القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM) قد أعلنت الأسبوع الماضي افتتاح مركز التنسيق المدني العسكري في كريات غات، وعينت الفريق باتريك فرانك قائداً له. ويُعد هذا المركز أول منصة عملياتية مشتركة أميركية إسرائيلية تُنشئها واشنطن لمتابعة التطورات الميدانية في غزة بعد الحرب.
وتهدف الخطط الأميركية - وفق مسؤولين في واشنطن - إلى تثبيت وقف إطلاق النار والتحضير لمرحلة الحكم المدني في القطاع، في إطار رؤية إدارة ترامب لإعادة إعمار غزة بتكلفة تُقدَّر بـ70 مليار دولار، بعدما خلفت الحرب الأخيرة أكثر من 68 ألف شهيد و170 ألف جريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، ودماراً واسعاً طال نحو 90% من البنية التحتية المدنية في القطاع.
أخبار متعلقة :