نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث تفاصيل خبر آية عبد العزيز تكتب: "ضايل عِنا عرض"... فيلم وثائقي أفتقد الاختلاف وأضعفته الإطالة في المقال التالي
أحمد جودة - القاهرة -
يوم الخميس الماضي، في أولى أيام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ 46 شاهدت فيلم "ضايل عِنا عرض"، وهو فيلم وثائقي مشارك في المسابقة الدولية من إخراج مي سعد والمخرج الفلسطيني أحمد الدنف، الذي تعرّفت عليه الأولى بالصدفة قبل أن يقررا إنجاز فيلم يوثّق معاناة المهرّجين في غزة.
امتلأت قاعة العرض انتظارًا للفيلم الذي بدأ بتقديم أعضاء فريق "سيرك غزة الحر"، وصعدت المخرجة مي سعد لإلقاء كلمة قصيرة تُعرّف خلالها بالمخرج أحمد الدنف، موضحةً أنه شارك في صناعة الفيلم من داخل غزة عبر برامج الاتصال عن بُعد، ثم دعت فريق العمل للصعود إلى المسرح، وعلى رأسهم شركة ريد ستار والمنتج محمد حفظي ممثل "فيلم كلينك"، الذي آمن بالفكرة ودعم خروجها للنور.
ينطلق الفيلم من اليوميات البسيطة لأفراد الفريق، كاشفًا رؤيتهم للحرب وصعوبات حياتهم اليومية، لكلٍّ منهم حكاية مختلفة مع الألم، لكنهم يتناسونه عندما يخرجون لتقديم عروضهم، محاولين إدخال البهجة على قلوب الأطفال فمنهم من فرّقته الحرب عن فتاة أحبها، ومنهم من باعدت الإبادة بينه وبين أسرته، ليجد نفسه وحيدًا بلا زوجة وابن ومنهم من فرقته الحرب والفقر عن شقيقه الذي لا يستطيع الوصول له.
لكنني تمنيت لو اهتم الفيلم بتقديم مشاعر الأطفال أنفسهم ولو في مشهد واحد فقط… مشهد بسيط بين أحد المهرّجين وطفل كان كفيلًا بأن يوضح:
هل يستطيع المهرّج، وسط هذا الخراب، أن يُضحِك طفلًا فعلًا؟
كيف يتلقى الطفل عرضًا ترفيهيًا بعد ليلة مليئة بالقصف؟
كيف ينظر أطفال غزة إلى المهرّجين أصلًا؟
كما تمنيت ظهور الابن أو الزوجة أو الأب الذين فرّقتهم الحرب عن أحد أعضاء الفريق، أو حتى صورة الحبيبة الراحلة التي أحبها آخر
هذة التفاصيل كانت لتمنح الفيلم بعدًا إنسانيًا أعمق بدلًا من تكرار المشاهد على مدار 74 دقيقة.
حاولتُ التماهي مع الشخصيات والتوحّد مع هدف الفيلم، لكني توقفت أمام سؤال جوهري:
هل قدّم الفيلم جديدًا أو زاوية مختلفة في توثيق معاناة الفلسطينيين؟
كانت إجابتي القاطعة: لا.
أتفهم أن الفيلم لا يلعب على إثارة التعاطف بقدر ما يكشف وجهات نظر هؤلاء الأشخاص ومشاعرهم تجاه ما يحدث لهم ولكن أين الإضافة التي جاء بها الفيلم
ليس لأن المشاهد متكررة أو مصوّرة بجودة محدودة فظروف غزة معروفة بل لأن الخطاب حول المعاناة شاهدناه عشرات المرات عبر الصحفيين الفلسطينيين الذين نقلوا المأساة بحذافيرها وكان يمكن للفيلم أن يختار موضوعًا أكثر خصوصية أو يقدّم معلومات غير مستهلكة حول ما يعيشه الناس يوميًا.
وبالتالي، إن كنا نرغب في تقديم فيلم عن فلسطين، فيجب أن يكون محكم الصنعة ويضيف للمشاهد زاوية جديدة حول حجم الكارثة، لا أن يكون مجرد تسجيل لمعاناة مكررة بهدف الحضور في مهرجان فني.
أما عن مدة الفيلم، فهي أحد أخطائه الأكبر.
فمع تكرار المشاهد وغياب الاختلاف عن الأفلام الفلسطينية السابقة، تسرب إليّ شعور واضح بالملل وتأكدت من ذلك حين لاحظت خروج بعض الحاضرين في منتصف الفيلم ثم عودتهم فقط لتحية صنّاعه قرب نهايته.
يبقى السؤال الأهم:
هل تحوّل تقديم فيلم عن معاناة الفلسطينيين إلى تقليد سنوي لمجرّد الحديث عن غزة؟ أم أن الأجدر بنا الاقتراب من المناطق المسكوت عنها داخل القضية؟
أخبار متعلقة :