نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث تفاصيل خبر رحيل الدكتور أحمد عمر هاشم.. العالم الذي واجه التطرف بالوسطية في المقال التالي
أحمد جودة - القاهرة - رحيل الدكتور أحمد عمر هاشم.. صوت الوسطية والعلم الذي واجه التطرف بالحكمة
في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء 7 أكتوبر 2025، رحل عن عالمنا الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن عمر ناهز 84 عامًا، بعد مسيرة علمية ودعوية حافلة امتدت لعقود، عُرف خلالها بدفاعه عن الفكر الوسطي ومواجهته لتيارات التطرف بالحجة والاعتدال.
نشأة علمية وروح أزهرية
وُلد الدكتور أحمد عمر هاشم في قرية بني عامر التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية عام 1941، في بيتٍ علمٍ ونَسَبٍ يمتد إلى الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما. حفظ القرآن الكريم كاملًا وهو في العاشرة من عمره، واعتلى المنبر لأول مرة في سن الحادية عشرة، ليبدأ بعدها مسيرة علمية استثنائية داخل الأزهر الشريف.
رحلة علم وعطاء
التحق بالتعليم الأزهري حتى تخرّج في كلية أصول الدين عام 1961، وحصل على الإجازة العالمية في الحديث وعلومه عام 1967، ثم الماجستير عام 1969، والدكتوراه لاحقًا. وفي عام 1983 نال درجة الأستاذية.
شغل عدة مناصب قيادية منها عميد كلية أصول الدين بالزقازيق عام 1987، ورئيس جامعة الأزهر عام 1995، وترك بصمته في تطوير المناهج ونشر الفكر الأزهري المعتدل.
مؤلفات خالدة وفكر وسطي
قدّم الدكتور أحمد عمر هاشم عشرات المؤلفات التي أصبحت مراجع علمية مهمة، من أبرزها:
الإسلام وبناء الشخصية
من هدى السنة النبوية
الشفاعة في ضوء الكتاب والسنة
قصص السنة
الإسلام والشباب
كما أشرف على إعداد موسوعة حديثية معاصرة تُعد من أبرز الإنجازات في مجال ترتيب الأحاديث موضوعيًا وفقهيًا.
حضور دولي ومكانة رفيعة
شارك الراحل في مؤتمرات وندوات في دول عربية وأوروبية وآسيوية، ممثلًا للأزهر الشريف، حيث دعا إلى الحوار والتعايش، مؤكدًا أن الإسلام دين رحمة لا صدام.
نال جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 1992، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، كما منحته نقابة الأشراف لقب "شيخ الشرف" عام 2023 تقديرًا لدوره في خدمة الدين والمجتمع.
جنازة الوداع من الجامع الأزهر
أُعلنت وفاته عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، وستُقام صلاة الجنازة بعد الظهر في الجامع الأزهر، ثم يُشيّع الجثمان إلى مدافن العائلة بالساحة الهاشمية بقرية بني عامر، حيث بدأت رحلته مع القرآن وانتهت بالسلام.
رحل صوت العقل.. وبقي الأثر
سيظل اسم الدكتور أحمد عمر هاشم حاضرًا في ذاكرة الأزهر والأمة الإسلامية، بما قدّمه من علمٍ نافع وفكرٍ وسطي أعاد الثقة في الخطاب الديني المعتدل، وجسّد قيم الرحمة والعقل التي دعا إليها الإسلام.
أخبار متعلقة :