الدراسات الإفريقية العليا» تنظم ندوة لتأصيل الانتماء الوطني لدى الشباب

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث تفاصيل خبر الدراسات الإفريقية العليا» تنظم ندوة لتأصيل الانتماء الوطني لدى الشباب في المقال التالي

أحمد جودة - القاهرة - نظمت كلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة ندوة تثقيفية بعنوان «تأصيل الانتماء الوطني لدى الشباب»، تحت رعاية الأستاذ الدكتور محمد سامي عبدالصادق، رئيس جامعة القاهرة، والأستاذ الدكتور عطية الطنطاوي، عميد الكلية، وبحضور الأستاذ الدكتور جمال الشاذلي، نائب رئيس جامعة القاهرة السابق، وعدد من أعضاء هيئة التدريس والباحثين والطلاب، في إطار الدور التوعوي والثقافي الذي تضطلع به الجامعة في تعزيز القيم الوطنية وترسيخ الهوية المصرية لدى الأجيال الجديدة.

في مستهل الندوة، أكد الأستاذ الدكتور جمال الشاذلي أن كلية الدراسات الإفريقية العليا تعد أحد الصروح الأكاديمية الرائدة في ترسيخ قيم الانتماء والوعي الوطني من خلال رسالتها التعليمية والبحثية، ودورها في الربط بين مصر وعمقها الإفريقي والعربي. وأوضح أن الانتماء ليس مجرد شعور عابر أو كلمات تُقال، بل هو سلوك وممارسة تنبع من الإخلاص للوطن والالتزام بخدمته والعمل على رفعته في جميع المجالات.

وأضاف الدكتور الشاذلي أن الهوية الوطنية المصرية هي نتاج تراكم حضاري وثقافي ضارب بجذوره في عمق التاريخ، وأن مصر كانت وستظل صاحبة اليد العليا في العالم بما تتحمله من مسؤوليات جسيمة خلال فترات الأزمات والتحديات. وأشار إلى أن الوطن يشبه البيت الذي لا يجوز السماح لأحد بالتدخل في شؤونه، مؤكدًا أن من يعيش خارج مصر يدرك جيدًا قيمة الأمن والاستقرار الذي ينعم به المواطن المصري داخل وطنه.

كما تناول في حديثه مفهوم الانتماء من منظور ثقافي وحضاري، موضحًا أن الانتماء يتفرع إلى مستويات عدة، تبدأ بالأسرة والبيئة المحلية وتمتد إلى الأمة والوطن. وأكد أن الثقافة واللغة والدين تشكل ركائز أساسية في بناء الهوية الجامعة، وأن مصر استطاعت على مر العصور أن تحتضن مختلف الثقافات والأديان دون أن تفقد خصوصيتها أو رسالتها الحضارية، مستشهدًا بقول النبي الكريم ﷺ: «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا».

وأوضح أن الشعور بالأمان هو أحد أعمق صور الانتماء، فالإحساس بفقده يشبه الموت وأنت على قيد الحياة، مشيرًا إلى أن الحفاظ على الوطن مسؤولية جماعية، تبدأ من الإيمان بدوره ومكانته وتنتهي بالعمل المخلص والتضحية في سبيله. كما شدد على أن الخيانة هي الخطر الأكبر الذي يهدد الأوطان، لأنها تمثل انعدام الولاء وتدمير الثقة بين المواطن ومجتمعه.

من جانبه، أكد الأستاذ الدكتور عطية الطنطاوي أن الدكتور جمال الشاذلي يمثل نموذجًا للقيادة الجامعية المخلصة التي دعمت جامعة القاهرة في مختلف مواقعها، مشيرًا إلى أن دور القيادات الأكاديمية لا يقتصر على الإدارة، بل يمتد إلى بناء وعي الشباب وتنمية إحساسهم بالمسؤولية تجاه وطنهم.

وأضاف الطنطاوي أن الانتماء الوطني يُبنى من خلال التربية والقدوة والممارسة، وأن غرس حب الوطن في نفوس الشباب هو السبيل الحقيقي لحماية الدولة من التحديات الفكرية والثقافية، خاصة في ظل محاولات طمس الهوية وتشويه التاريخ. وأكد أن الحفاظ على الهوية المصرية مسؤولية مشتركة بين المؤسسات التعليمية والثقافية والإعلامية، وأن مثل هذه الندوات تُسهم في تعميق وعي الشباب بقيمة وطنهم ودورهم في بنائه.

واختُتمت الندوة بالتأكيد على أهمية استمرار عقد اللقاءات الفكرية داخل الجامعات المصرية لترسيخ قيم المواطنة والانتماء، وتحفيز الشباب على المشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية والبناء التي تقودها الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، نحو مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا.

أخبار متعلقة :