مصر تفتح أبواب التاريخ.. افتتاح المتحف المصري الكبير يشعل فخر العالم

أحمد جودة - القاهرة - المتحف المصري الكبير.. حلم استمر 15 عامًا يتحول إلى واقع عالمي

في حدث تاريخي طال انتظاره، يتحول حلم استمر أكثر من 15 عامًا إلى واقع ملموس، مع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير الذي يُعد من أضخم وأهم المشاريع الثقافية في العالم.
يقع المتحف على بعد خطوات من أهرامات الجيزة، ليجمع بين عراقة الحضارة المصرية القديمة وروعة التصميم المعماري الحديث، في صرح يُجسّد مكانة مصر كمهدٍ للتراث الإنساني والحضارة العالمية.

تعود فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير إلى عام 1992، حين بدأ التخطيط لإقامة متحف عالمي يليق بعظمة مصر وتاريخها الممتد عبر آلاف السنين. ومع مطلع الألفية الجديدة، بدأت الخطوات الفعلية للحلم، حيث أُنشئ مركز ترميم متكامل عام 2005 ليكون من الأكبر والأحدث في الشرق الأوسط، مستخدمًا أحدث التقنيات في صيانة وترميم القطع الأثرية*

وفي عام 2010، تم تشكيل فريق الإشراف العام على المشروع وبدء إعداد مستندات التنفيذ، لتبدأ أعمال البناء رسميًا عام 2012، ومعها بدأ العد التنازلي لتحقيق الحلم.
اليوم، يقف المتحف المصري الكبير شامخًا كأكبر متحف مخصص لحضارة واحدة في العالم، يحتضن أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تحكي قصة المصري القديم منذ فجر التاريخ وحتى العصر اليوناني الروماني.

ويشهد حفل الافتتاح حضورًا عالميًا رفيع المستوى يتقدمه الرئيس عبدالفتاح السيسي وعدد من الملوك والرؤساء وقادة العالم، في فعالية استثنائية تمثل صفحة جديدة من القوة الناعمة المصرية وإشعاعها الثقافي أمام العالم.

احتفاء عالمي واسع ودعوات مبهرة

شهدت الأيام الماضية تفاعلًا ضخمًا من الشخصيات العامة والمشاهير في مختلف الدول، الذين عبروا عن سعادتهم بتلقي دعوات حضور حفل الافتتاح العالمي. ومن أبرزهم عالم الآثار الياباني الشهير ساكوجي يوشيمورا، الذي أشاد بجمال الدعوة وتصميمها الفريد.

وجاءت الدعوة الرسمية التي تلقاها الضيوف بتصميم مدهش، في شكل نسخة مصغرة من التابوت الذهبي للملك توت عنخ آمون، يظهر فيها الملك في هيئة الإله أوزوريس، فيما كُتبت الدعوة باللغة العربية داخل التابوت، في إشارة رمزية إلى مكان اكتشاف مومياء الملك، ما يعكس عمق الفكرة وثراء الرمزية الثقافية.

اهتمام عالمي بالمتحف المصري الكبير

تصدر افتتاح المتحف عناوين كبرى الصحف والمجلات العالمية والعربية، التي وصفته بأنه «هبة مصر للعالم» و«أكبر متحف لحضارة واحدة في التاريخ».
وأكدت وسائل الإعلام العربية أن هذا الافتتاح يمثل بداية لعصر جديد من القوة الناعمة المصرية، بينما رأت الصحف الأجنبية أنه حدث استثنائي يعيد لمصر ريادتها على خريطة السياحة الثقافية العالمية.

أما مجلة Wallpaper البريطانية، فوصفت المتحف بأنه «تحفة معمارية مكتملة» تتماهى في تصميمها مع أهرامات الجيزة، مشيرة إلى أنه أكبر متحف مكرّس لحضارة واحدة في العالم.