نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث تفاصيل خبر دوت الخليج" في حوار هام مع الدكتور أحمد مجدي جبر في المقال التالي
أحمد جودة - القاهرة - انطلقت اليوم فعاليات المؤتمر العلمي الاستثنائي حول التقنية الحيوية، والذي تستضيفه قاعات المركز القومي للبحوث بالقاهرة. وقد اكتسب الملتقى أهمية قصوى من رعايته الرسمية الكريمة من الدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي. المؤتمر الذي يجمع 20 رابطة علمية متخصصة، يهدف إلى وضع ملف "البيوتكنولوجيا" على رأس الأجندة التنموية العربية، والتركيز على الانتقال من التنظير إلى التطبيق.
شهد الافتتاح حضورًا رفيع المستوى يؤكد على ثقل الأجندة، بمشاركة كل من الدكتور ممدوح معوض، رئيس المركز القومي للبحوث، والدكتور عبد المجيد بن عمارة، أمين اتحاد مجالس البحث العلمي العربية، والدكتورة جينا الفقي، رئيس أكاديمية البحث العلمي. هذا التكاتف الرسمي يجسد التوجه نحو التطبيق الفعلي والمستدام، مستهدفًا تسخير التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، لخدمة القضايا المصيرية.
لهذا السبب تحديدًا، حرصت "دوت الخليج" على إجراء هذا الحوار الهام مع الدكتور أحمد مجدي جبر، رئيس المؤتمر، لنسلط الضوء على الأهداف الاستراتيجية المباشرة للمؤتمر وآليات تفعيل "اقتصاد البيوتكنولوجيا" الذي يَعِد بفرص عمل نوعية للشباب العربي وتوحيد الجهود الإقليمية.
دكتور أحمد، بدايةً، بالنظر إلى الرعاية الرسمية وحجم الحضور من 15 دولة عربية، لماذا تم اختيار شعار "تعزيز الابتكارات" لهذه النسخة تحديدًا؟ وهل يعني هذا أننا تجاوزنا مرحلة التنظير إلى التطبيق الفعلي؟
نعم، هذا هو جوهر رسالتنا التي تدعمها الرعاية الكريمة. التقنية الحيوية لم تعد، ولن تكون أبدًا، مجرد مجال نظري.
هي مجال تطبيقي بامتياز، ويشهد حاليًا دمجًا كاملًا مع أحدث التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة لتسريع النتائج. هذا الشعار يؤكد أن استثماراتنا في الأبحاث يجب أن تُترجم إلى قيمة اقتصادية، وأننا نراهن على تحويل أبحاث "مسابقة الابتكار العربي الحيوي" إلى شركات ناشئة تخدم اقتصاد المعرفة وتوفر فرص عمل واعدة، وهو ما يفسر التوسع في الكليات المتخصصة اليوم ودعمنا لمفهوم البي آيكونومي.
كيف تساهم التقانات الحيوية تحديدًا في مجابهة أكبر تحديين يواجهان العالم العربي اليوم: التصحر والتغيرات المناخية؟
هي أدوات أساسية لـ "رفاهية الشعوب".
في ملف الأمن الغذائي، للهندسة الوراثية دور كبير في تطوير سلالات نباتية قادرة على تحمل الجفاف والملوحة والظروف القاسية التي تفرضها التغيرات المناخية.
الأمر لا يتوقف عند المحاصيل؛ بل يمتد إلى صحة الحيوان والتحسين الوراثي للماشية لضمان إنتاجية أعلى وأكثر استدامة. إنها شبكة حماية للإنسان في كافة النواحي، الصحية، كما رأينا مع اللقاحات في جائحة كورونا، والغذائية على حد سواء.
بعد انقضاء المؤتمر، كيف تضمن الرابطة استمرارية هذا التواصل ونقل الخبرات بين العلماء والباحثين العرب؟
هذا التواجد الكبير من 15 دولة عربية هو ضمانتنا الأولى، لأننا بذلك نخلق الشبكة الحقيقية (Network) التي تخدم مشروع التكامل العربي. الرابطة موجودة ولها مقر متواجد. لن نكتفي بدور المؤتمر الموسمي؛ الرابطة ستعمل طوال السنة على تفعيل آليات نقل التكنولوجيا بين الدول العربية، خاصة وأن التحديات التي نواجهها متقاربة. هناك فعاليات مستمرة، دعوها تكون مفاجأة! الأهم أننا نضمن أن التكامل العربي في نقل المعرفة يحقق عائدًا على الاستثمار لجميع الدول.
إن الحوار مع الدكتور أحمد مجدي جبر يؤكد أن البيوتكنولوجيا ليست خيارًا ترفيهيًا، بل أصبحت ضرورة استراتيجية لضمان بقاء وازدهار المنطقة العربية. وقد نجح المؤتمر، في يوم انطلاقه اليوم، بتأسيس أرضية صلبة لـ تحالف عربي حيوي يركز على التطبيق العملي.
هذا الدعم الرسمي غير المسبوق، الذي تجسد في رعاية معالي وزير التعليم العالي واستضافة المركز القومي للبحوث، يمنح الرابطة قوة دفع هائلة لتفعيل التوصيات. لقد أكد جبر أن العمل لن يتوقف عند نهاية الجلسة الختامية؛ حيث ستتولى الرابطة العربية للتقانات الحيوية مهمة المتابعة والتنسيق، لضمان تحول الأبحاث التطبيقية إلى مشاريع فعلية.
أما عن الحلم أو التوصية الاستراتيجية التي يتمنى أن يخرج بها البيان الختامي، فهي ضرورة التبني الحكومي لـ استراتيجية عربية موحدة للاستثمار في التقنيات الحيوية الموجهة لمقاومة الجفاف والتصحر، وتعزيز آليات التمويل المشترك لأبحاث الأمن الغذائي.
هذا التكاتف الإقليمي المدعوم مؤسسيًا هو مفتاح نقل التكنولوجيا محليًا وإقليميًا، ليصبح الاقتصاد الحيوي رافدًا أساسيًا، يحمل شعوبنا نحو الازدهار.
أخبار متعلقة :