الرياض - كتبت رنا صلاح - شهد سوق الصرف المصري اليوم الأحد الموافق 19 أكتوبر 2025 حالة من الهدوء والاستقرار بعد أيام شهدت فيها العملات الأجنبية تحركات حادة مقابل الجنيه المصري، وفي مقدمة تلك العملات، جاء الريال السعودي الذي استقر أمام الجنيه دون تسجيل أي تغيرات تُذكر مقارنة بتعاملات الأيام الماضية، ليضع حدًا مؤقتًا لحالة القفزات المتتالية التي شغلت الشارع الاقتصادي في مصر خلال الأسابيع الأخيرة، الاستقرار الحالي ليس مجرد أرقام في شاشات البنوك، بل هو انعكاس لتوازن العرض والطلب داخل سوق النقد الأجنبي، بعد فترة شهدت خلالها البلاد اضطرابات نقدية أثرت على حركة العملات كافة، نتيجة الضغوط الإقليمية والعالمية، وتقلب أسعار النفط والدولار في الأسواق الدولية قايهم بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .
الريال السعودي يوقف الزحف المفاجئ ويُربك السوق المصري باستقرار غير متوقع اليوم!
خلال الأيام الماضية، تصدّر الريال السعودي واجهات التداول بعد قفزة مفاجئة في سعره مقابل الجنيه المصري، نتيجة ارتفاع الطلب بشكل مفاجئ من المواطنين الراغبين في أداء العمرة، أو المسافرين إلى المملكة لأغراض العمل والتجارة. وقد وصلت بعض الصرافات غير الرسمية إلى أسعار أعلى بكثير من المستويات البنكية، مما دفع البنك المركزي إلى تكثيف الرقابة وضخ سيولة إضافية من العملات الأجنبية داخل السوق، وهو ما ساهم سريعًا في إعادة التوازن وتهدئة السوق.
الريال السعودي يثبت رغم القفزات الأخيرة
ويؤكد محللون اقتصاديون أن هذه القفزة كانت انعكاسًا لحالة من القلق المؤقت في السوق، أكثر من كونها تعبيرًا عن أزمة حقيقية في توافر العملة. فالعرض والطلب على الريال السعودي عادة ما يرتبطان بمواسم محددة كالحج والعمرة، وهي فترات تشهد ارتفاعًا طبيعيًا في الطلب، يعقبه عادة استقرار بمجرد انتهاء الموسم.
سعر الريال السعودي في البنك المركزي المصري
- بحسب البيانات الرسمية الصادرة اليوم عن البنك المركزي المصري، سجل سعر شراء الريال السعودي 12.51 جنيه، بينما بلغ سعر البيع 12.65 جنيه. وهذه المستويات تمثل استقرارًا واضحًا مقارنة بالتعاملات السابقة، إذ لم تُسجَّل أي تغيّرات تُذكر في متوسط الأسعار الرسمية منذ مطلع الأسبوع.
- ويعكس هذا الثبات نجاح السياسة النقدية في الحفاظ على استقرار العملة المحلية أمام العملات الخليجية، خصوصًا مع تراجع حدة المضاربات في السوق الموازية، وتوافر احتياطي نقدي جيد لدى البنك المركزي يسمح بتلبية الطلب المتزايد على الريال دون ضغوط.
- كما يشير هذا الرقم إلى أن الجهاز المصرفي المصري بدأ يستعيد زمام السيطرة على حركة سوق الصرف، بعد فترة من التذبذب التي أثارت القلق في الأوساط الاقتصادية.
استقرار الريال في البنك الأهلي المصري
- من جانبه، حافظ البنك الأهلي المصري، وهو أكبر البنوك الحكومية في البلاد، على أسعار الريال السعودي عند 12.52 جنيه للشراء و12.62 جنيه للبيع، دون أي تغيير يُذكر عن تعاملات الأسبوع الماضي. ويأتي هذا الاستقرار في إطار سياسة البنك الأهلي الرامية إلى الحفاظ على استقرار أسعار الصرف وعدم الانجرار وراء المضاربات قصيرة الأمد.
- ويُعتبر البنك الأهلي من أكثر المؤسسات المصرفية استقرارًا في تسعير العملات الأجنبية، إذ يعتمد في تسعيره على بيانات السوق الرسمية وتوجيهات البنك المركزي، دون مبالغة في رفع الأسعار لجذب العملاء، مما يجعل منه مرجعًا رئيسيًا للمواطنين والمستثمرين على حد سواء.
بنك مصر يحافظ على سياسة التسعير المتوازن
- وفي السياق نفسه، جاء بنك مصر ليُكمل حالة الاستقرار التي سادت القطاع المصرفي، حيث سجل سعر الريال السعودي 12.53 جنيه للشراء و12.63 جنيه للبيع، متقاربًا مع مستويات البنك الأهلي المصري. ويعكس هذا التقارب بين أكبر بنكين حكوميين وجود تنسيق واضح في السياسة النقدية، يهدف إلى توحيد الأسعار الرسمية ومنع التفاوت بين المؤسسات المصرفية.
- كما أن استقرار الأسعار في بنك مصر يعد إشارة على أن السوق لم يشهد أي ضغوط استثنائية خلال تعاملات اليوم، وهو ما يدعم الثقة في قوة الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية، خاصة العملات الخليجية التي ترتبط بالدولار الأمريكي في تقييمها.