موسم الغبرة في جازان .. تحذيرات عاجلة للسكان في هذه المناطق السعودية

الرياض - كتبت رنا صلاح - يعيش سكان منطقة جازان في كل عام مشهدًا موسميًا متكررًا، لكنه لا يخلو من المفاجآت والتقلبات فمع أواخر يونيو تنطلق في الأفق نذر موسم الغبرة، الذي يمتد عادة حتى منتصف أغسطس، لتكون هذه الفترة هي الأشد في نشاط الرياح المثيرة للغبار في السهول الساحلية الجنوبية الغربية من المملكة، وتحديدًا في جازان وتهامة عسير وهذه الظاهرة الجوية ليست مجرد حالة طقس عابرة، بل ترتبط بأنماط مناخية موسمية تفرض واقعًا بيئيًا وصحيًا على السكان والمزارعين والقطاعات المختلفة ذنرظل بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .

موسم الغبرة في جازان .. تحذيرات عاجلة للسكان في هذه المناطق السعودية

أوضح الدكتور عبدالله المسند أستاذ المناخ بجامعة القصيم سابقًا والباحث المعروف في شؤون الطقس والمناخ أن موسم الغبرة في جازان يُعد جزءًا من دورة مناخية سنوية تتكرر بتوقيت شبه ثابت وأشار إلى أن الرياح الشمالية الغربية، المعروفة بنشاطها خلال هذا الموسم، هي المسؤولة بشكل مباشر عن إثارة الغبار والأتربة، خصوصًا في المناطق الساحلية المنبسطة.

وذكر المسند أن ما يميز شهري يوليو وأغسطس تحديدًا هو إمكانية وقوع العواصف الرملية، لا سيما في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة، حيث لا تعدّ هذه العواصف حالة نادرة كما هو الحال في باقي المناطق فبينما تبقى هذه الظواهر نادرة في الوسط والشمال، فإن جازان وتهامة عسير تحتفظان بنمط مناخي مختلف، يحكمه البحر والجبال والموقع الجغرافي الدقيق.

رياح البوارح مستمرة

ومن جهة أخرى تحدث المسند عن استمرار تأثير رياح البوارح، وهي رياح شمالية شرقية معروفة بجفافها ونشاطها الملحوظ، والتي تؤثر على المناطق الشرقية والشمالية الشرقية من المملكة وهذه الرياح غالبًا ما ترتبط بانخفاض في معدلات الرطوبة، وارتفاع درجات الحرارة خلال النهار، بالإضافة إلى قدرتها الكبيرة على إثارة الغبار، ما يتسبب في انخفاض الرؤية الأفقية في عدة مناطق.

وبحسب المسند فإن هذه الرياح تكون في ذروة نشاطها مع بدايات الصيف، لكنها تبدأ بالتراجع تدريجيًا مع دخول شهر أغسطس، حيث تتغير المنظومة الجوية وتبدأ الكتل الهوائية بالتحرك نحو أنماط أكثر استقرارًا، خاصة في النصف الثاني من الشهر.

أبعاد بيئية وصحية واجتماعية لموسم الغبرة

لكن التأثير لا يتوقف عند الجانب المناخي فقط، بل ينسحب أيضًا على الصحة العامة والحياة اليومية، فالغبار المتصاعد في الأجواء يؤثر مباشرة على مرضى الجهاز التنفسي، مثل مرضى الربو والحساسية، ويجعل الحياة أكثر صعوبة في الخارج، خصوصًا في أوقات الذروة.

كما تؤثر هذه الظروف على الأنشطة الزراعية والرعوية، حيث يتسبب الغبار في تقليل جودة المحاصيل، وتغطية أوراق النباتات بطبقة تمنع عنها أشعة الشمس الضرورية لعملية التمثيل الضوئي حتى قطاع النقل لا يسلم من هذه الآثار، فالرؤية الأفقية المحدودة تتسبب أحيانًا في تعطيل الحركة الجوية أو الطرقية، أو على الأقل تفرض قيودًا إضافية على السائقين والركاب.

الاختلاف المناخي بين مناطق المملكة

من المهم إدراك أن المملكة العربية السعودية ليست كيانًا مناخيًا واحدًا، بل هي فسيفساء من الظروف المناخية المتنوعة ففي حين يعيش سكان جازان وتهامة عسير تحديات الغبرة والرياح الموسمية، فإن سكان المنطقة الشرقية يعايشون آثار البوارح، بينما تنعم بعض مناطق الوسط والغرب بشيء من الاستقرار النسبي، خصوصًا في الفترات المسائية.

هذا التنوع يفرض على الجهات المختصة من صحة وتعليم ونقل وزراعة، أن تتعامل مع الطقس بطريقة تفصيلية دقيقة فلا يمكن اعتماد سياسة مناخية واحدة على كافة المناطق، بل يجب تفصيل التدابير والإرشادات بما يناسب كل منطقة على حدة.

أخبار متعلقة :