الرياض - كتبت رنا صلاح - شهد سوق العملات في مصر صباح اليوم الأحد الموافق 27 يوليو 2025 حركة مفاجئة، تمثلت في تراجع واضح في سعر صرف الريال السعودي أمام الجنيه المصري، وهو ما أثار اهتمامًا واسعًا لدى المتعاملين والمواطنين على حد سواء، خاصة مع عودة البنوك إلى العمل عقب عطلة نهاية الأسبوع والتغيرات جاءت على نحو لافت، وشملت معظم البنوك الكبرى داخل البلاد، ما يشير إلى توجه عام في السوق المصرفية، قد يكون له أبعاده وتأثيراته في الأيام المقبلة ذغسوا بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .
الجنيه يسقط سقوطا مدويا أمام الريال السعودي .. انخفاض 12 جنيه يدق ناقوس الخطر
لم يكن انخفاض سعر صرف الريال مجرد تقلب بسيط كالذي يشهده السوق يوميًا، بل أتى التراجع محسوسًا في عدة بنوك مصرية، سواء على مستوى سعر الشراء أو البيع، مما يطرح العديد من علامات الاستفهام حول الأسباب المحتملة، والتوقعات المستقبلية للعملة السعودية في السوق المصري.
في هذا السياق بدأت التعاملات في البنك الأهلي المصري، الذي يُعد مرجعًا رئيسيًا لكثير من المواطنين، بانخفاض سعر شراء الريال إلى 12.79 جنيهًا مصريًا، في حين استقر سعر البيع عند 13.50 جنيهًا، ما يعكس تغيرًا كبيرًا نسبيًا مقارنة بتعاملات الأسبوع الماضي.
بنك مصر يواكب الاتجاه الهبوطي
في بنك مصر والذي يعتبر أيضًا من أهم البنوك في البلاد سجلت تغيرات مماثلة، حيث انخفض سعر شراء الريال إلى 12.98 جنيهًا، وسعر البيع إلى 13.05 جنيهًا، وهو انخفاض واضح بالمقارنة مع متوسطات الأسبوع المنصرم، مما يدعم فكرة وجود مسار هبوطي عام للعملة السعودية أمام الجنيه.
الوضع لا يختلف كثيرًا في CIB
حتى البنك التجاري الدولي (CIB) المعروف باستقرار نسبي في تسعير العملات، لم يَسلم من هذا التراجع إذ بلغ سعر الريال السعودي 13.00 جنيهًا للشراء، و13.04 جنيهًا للبيع وهي أرقام تدعم حالة الانخفاض المتواصلة، لكنها في الوقت نفسه تشير إلى نوع من التوازن المؤقت، قد لا يدوم طويلاً في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها السوق.
بنوك أخرى تسير في الاتجاه ذاته
في بنك البركة تم تسجيل الريال السعودي عند 12.95 جنيهًا للشراء، و13.04 جنيهًا للبيع، أما في بنك التعمير والإسكان فقد بلغ السعر 13.01 جنيهًا للشراء، و13.08 جنيهًا للبيع، ما يعكس استمرار حالة الهبوط وإن كانت بفوارق طفيفة.
أما بنك الإسكندرية فسجل أرقامًا متباينة بعض الشيء، حيث عرض شراء الريال بـ13.10 جنيهًا، بينما باعه بـ13.04 جنيهًا، وهو ما يُظهر نوعًا من التذبذب في تسعير العملة داخل البنك نفسه، وقد يكون ناتجًا عن تقييم داخلي لحركة السوق خلال الساعات الأولى من اليوم.
ما الذي يدفع الريال للانخفاض أمام الجنيه؟
هذا السؤال يشغل الكثير من المتعاملين انخفاض الريال السعودي أمام الجنيه المصري قد يبدو للوهلة الأولى أمرًا اقتصاديًا بحتًا، لكنه في الحقيقة نتيجة لتراكم عدة عوامل، بعضها داخلي مرتبط بالسوق المصري، والبعض الآخر خارجي متعلق بالحركة الاقتصادية في المملكة العربية السعودية نفسها.
من الأسباب المحتملة:
- زيادة المعروض من الريال في السوق المصري، لا سيما بعد انتهاء موسم العمرة وعودة أعداد كبيرة من المعتمرين محمّلين بالعملة السعودية.
- استقرار الجنيه المصري نسبيًا في الآونة الأخيرة، بعد سلسلة من الإجراءات الاقتصادية التي ساهمت في تهدئة تقلبات سعر الصرف.
- قلة الطلب على الريال السعودي حاليًا، نظرًا لانتهاء مواسم السفر إلى المملكة سواء للعمل أو العمرة، وهو ما أدى إلى خفض الضغط الشرائي على العملة.
- توقعات المضاربين بانخفاض مؤقت للعملة، ما دفع البعض إلى بيع ما يملكون من الريال لتفادي خسائر مستقبلية، وهو ما أدى لزيادة المعروض وبالتالي انخفاض السعر.
أخبار متعلقة :