فرحة في شوارع غزة بعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار

أحمد جودة - القاهرة - فرحة في شوارع غزة بعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار

غزة – عمّت أجواء من الفرح شوارع قطاع غزة فجر اليوم الخميس، عقب الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار يمهّد لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين على القطاع، وذلك بموجب الخطة الأميركية للسلام التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء الأربعاء.

احتفالات عفوية في المدن والمخيمات

بمجرد إعلان الاتفاق، خرج مئات الفلسطينيين إلى الشوارع في مختلف مناطق القطاع، من مدينة غزة شمالًا إلى رفح وخان يونس جنوبًا، تعبيرًا عن ارتياحهم الكبير لانتهاء الحرب التي خلّفت عشرات آلاف الشهداء والجرحى ودمارًا واسعًا في البنية التحتية.

وأظهرت مقاطع مصوّرة بثّها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مظاهر احتفالٍ عفوية، حيث رُفعت الأعلام الفلسطينية ورددت الحشود التكبيرات والهتافات التي تمجّد صمود غزة. كما أطلق الشبان الألعاب النارية رغم انقطاع الكهرباء، فيما وزّعت بعض العائلات الحلوى في الشوارع والأزقة.

مستشفيات تغمرها الدموع والابتسامات

في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، احتشد العشرات للاحتفال بالاتفاق، بينما شهد مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح تجمعات مماثلة للكوادر الطبية والمواطنين الذين عبّروا عن فرحتهم بانتهاء القصف، مؤكدين أن الأمل بالسلام أصبح أقرب من أي وقت مضى.

عامان من الحرب والمعاناة

ويأتي هذا الاتفاق بعد حرب مدمّرة استمرت أكثر من عامين، خلّفت –وفق وزارة الصحة في غزة– أكثر من 67 ألف شهيد وقرابة 169 ألف مصاب، فضلًا عن تدمير واسع للمنازل والمرافق الحيوية، وتفاقم الأزمة الإنسانية بفعل الحصار والتجويع الذي عانى منه أكثر من مليوني فلسطيني داخل القطاع.

وقال أحد سكان غزة في تصريح للجزيرة:

"نشعر أن الحياة عادت إلينا من جديد. لم نسمع اليوم دوي الطائرات، بل أصوات التكبير والأطفال يضحكون… نأمل أن يكون هذا السلام حقيقيًا ودائمًا."

اتفاق شامل برعاية إقليمية

وكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد أعلنت في بيان رسمي التوصل إلى اتفاق شامل يقضي بإنهاء الحرب وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع، وبدء إدخال المساعدات الإنسانية، إلى جانب التفاهم على تبادل الأسرى بين الجانبين.

وتمّ التوصل إلى الاتفاق بوساطة مصرية وقطرية وتركية، خلال مفاوضات جرت في مدينة شرم الشيخ، وسط متابعة دولية مكثفة، فيما رحّب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالإعلان، معتبرًا إياه "خطوة مهمة نحو إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني".

تصريحات دولية وتفاؤل حذر

وفي أول تعليق له، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن "توقيع المرحلة الأولى من خطة السلام يعني أن الرهائن سيُفرج عنهم قريبًا جدًا، وأن القوات الإسرائيلية ستبدأ انسحابها من القطاع".

ورغم الحذر الذي يرافق التفاؤل الشعبي، يأمل الغزّاوون أن تكون هذه الهدنة نقطة تحوّل حقيقية تنهي سنوات من الحصار والدمار، وتفتح الباب أمام إعادة الإعمار وبناء حياة آمنة لأبناء القطاع الذين عانوا طويلًا ووقفوا ثابتين رغم كل الألم.