نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث تفاصيل خبر عاجل- أمريكا والاحتلال يدرسان خطة لتقسيم غزة بالتنسيق مع حماس في المقال التالي
أحمد جودة - القاهرة - مشروع مؤقت لإعادة الإعمار بتمويل محدود..
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أن الولايات المتحدة وإسرائيل تدرسان خطة جديدة لإدارة الأوضاع في قطاع غزة، تتضمن تقسيم القطاع إلى مناطق منفصلة تخضع إحداها لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي وأخرى لحركة حماس، على أن تتم عملية إعادة الإعمار داخل المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل فقط، باعتبارها حلًا مؤقتًا حتى يتم نزع سلاح الحركة وإبعادها تدريجيًا عن السلطة.
تفاصيل الخطة الأمريكية الإسرائيلية لتقسيم غزة
وأشارت الصحيفة إلى أن نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس وصهر الرئيس السابق جاريد كوشنر عرضا هذه الخطة خلال مؤتمر صحفي عقد في إسرائيل يوم الثلاثاء، حيث أكدا أن الهدف منها هو تعزيز الأمن في القطاع وتوسيع المناطق الآمنة تدريجيًا بالتزامن مع تنفيذ وقف إطلاق النار الحالي.
وبموجب هذا الترتيب المؤقت، انسحبت إسرائيل جزئيًا من بعض مناطق القطاع، لتصبح حاليًا مسيطرة على نحو 53% من أراضي غزة.
وأوضح فانس أن الخطة تقوم على تقسيم القطاع إلى منطقتين: الأولى آمنة نسبيًا تحت الإشراف الإسرائيلي، والثانية تشهد اضطرابات أمنية لا تزال تحت سيطرة حماس.
وأضاف أن الهدف هو توسيع نطاق المنطقة الآمنة بحيث تشمل مناطق إضافية خلال الأسابيع المقبلة.
كوشنر: لا إعادة إعمار في مناطق حماس
من جانبه، قال جاريد كوشنر إن المساعدات المخصصة لإعادة إعمار غزة لن تُوجّه إلى المناطق التي لا تزال تخضع لسيطرة حماس، مشددًا على أن الأموال ستُستخدم فقط لإعمار الجانب الذي تسيطر عليه إسرائيل.
وأكد أن الفكرة تتضمن بدء بناء “غزة جديدة” في المناطق التي تراها إسرائيل آمنة، من أجل خلق بيئة معيشية أفضل للفلسطينيين الذين يعيشون في القطاع، وتوفير فرص عمل تساعد على استقرار الأوضاع الإنسانية تدريجيًا.
وأشار كوشنر إلى أن هناك تفكيرًا عمليًا لبدء عملية البناء في المناطق التي تسيطر عليها القوات الإسرائيلية حاليًا، ما دام تم تأمينها بشكل كافٍ، مؤكدًا أن هذه الخطوة يمكن أن تكون نواة لإقامة بنية تحتية جديدة تمهد لمستقبل مختلف لغزة.
موقف الوسطاء العرب وتحذيرات من التقسيم الدائم
حسب “وول ستريت جورنال”، أعرب وسطاء عرب شاركوا في محادثات السلام الأخيرة عن قلقهم العميق من المقترح الأمريكي الإسرائيلي، معتبرين أن فكرة تقسيم غزة تمثل سابقة خطيرة قد تفتح الباب أمام سيطرة إسرائيلية دائمة على أجزاء من القطاع.
وأكد هؤلاء الوسطاء أن أي ترتيبات سياسية أو أمنية يجب أن تقوم على وحدة الأراضي الفلسطينية وضرورة انسحاب الاحتلال بالكامل من القطاع، مشيرين إلى أن الخطة المقترحة لا تتضمن التزامات واضحة من جانب إسرائيل بشأن مستقبل غزة بعد تنفيذها.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية قوله إن الخطة لا تزال في مرحلتها الأولية، وأنه سيتم طرح تفاصيلها وتحديثاتها خلال الأيام القادمة بعد التشاور مع الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالملف الفلسطيني.
الخطة تهدف لنزع سلاح حماس وتشكيل إدارة بديلة
وفي جوهرها، تتناول الخطة الصعوبات التي لا تزال دون حل نهائي، وعلى رأسها مسألة نزع سلاح حماس، إلى جانب الحاجة إلى تشكيل حكومة مدنية بديلة يمكنها الإشراف على القطاع، وخلق بيئة آمنة تسمح باستثمار مليارات الدولارات المخصصة لإعادة الإعمار.
وذكرت الصحيفة أن كوشنر هو القوة الدافعة وراء فكرة إعادة الإعمار المقسّمة، حيث وضعها بالتعاون مع المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، وقد حصل المشروع على دعم من الرئيس دونالد ترامب ونائبه فانس بعد عرض تفاصيله عليهما.
تحديات أمام التنفيذ ومخاوف إنسانية
ورغم الدعم الأمريكي المبدئي، أشار بعض المسؤولين إلى أن الخطة لا تزال تواجه تحديات رئيسية تتعلق بكيفية توفير الخدمات اليومية للفلسطينيين الذين قد ينتقلون إلى المناطق الخاضعة لسيطرة إسرائيل، في ظل غياب مؤسسات مدنية فلسطينية فاعلة.
وأبدى آخرون تخوفهم من إجراءات الفحص الأمني التي تنوي إسرائيل فرضها على سكان القطاع لمنع تسلل عناصر حماس إلى الجانب الإسرائيلي، وهو ما قد يثير أزمات إنسانية وأمنية معقدة.
دعم إسرائيلي متحفظ ورؤية أمنية جديدة
ورأت الصحيفة أن الخطة تلقى دعمًا حذرًا داخل إسرائيل، حيث يعتبرها بعض المحللين وسيلة لتقويض نفوذ حماس تدريجيًا.
وقال الباحث الإسرائيلي عوفر غوترمان من معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب إن بناء مناطق خاضعة للسيطرة الإسرائيلية داخل غزة يمكن أن يُضعف حماس سياسيًا ويتيح للجيش الإسرائيلي تنفيذ عمليات محددة تقلص من قدرة الحركة على القتال، مع تعزيز منطقة عازلة تحمي المستوطنات القريبة من الحدود الجنوبية.
أما المسؤول الدفاعي السابق أمير أفيفي، المقرب من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، فأوضح أن الفكرة ليست لتقسيم غزة بشكل دائم، بل تهدف إلى زيادة الضغط على حماس لدفعها إلى نزع سلاحها أو التنحي عن السلطة. وأضاف أن الخطط السابقة التي تحدثت عن إنشاء “جزر خالية من حماس” لم تُنفذ بسبب الفوضى وصعوبة السيطرة الميدانية.
معارضة فلسطينية وتخوفات من فشل الهدنة
في المقابل، حذرت الباحثة تهاني مصطفى، الزميلة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، من أن أي محاولة لتقسيم غزة ستواجه مقاومة شديدة من الفلسطينيين، مشيرة إلى أن ذلك سيُنظر إليه باعتباره محاولة لشرعنة الاحتلال وتقويض القضية الفلسطينية.
وتسري في غزة حاليًا هدنة هشة تم التوصل إليها برعاية أمريكية، تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ عامين بين إسرائيل وحماس، وتشمل الاتفاقية استعادة جثامين الرهائن وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع، تمهيدًا لمرحلة إعادة الإعمار وفق آلية دولية لم تُعلن تفاصيلها بعد.
أخبار متعلقة :