العالم اليوم - قطاع الطيران الأميركي.. الإغلاق يكشف هشاشة البنية التشغيلية

انتم الان تتابعون خبر قطاع الطيران الأميركي.. الإغلاق يكشف هشاشة البنية التشغيلية من قسم اخبار العالم والان نترككم مع التفاصيل الكاملة

شهد محمد - ابوظبي في الخميس 13 نوفمبر 2025 02:09 مساءً - عاشت شركات الطيران الأميركية واحدة من أكثر الفترات اضطراباً في تاريخها الحديث، إذ بزغ تأثير الإغلاق الحكومي الأطول في التاريخ على تعطيل المؤسسات الفيدرالية، كما امتد ليصيب شريان النقل الجوي الحيوي في البلاد بالشلل.

ومع تزايد الضغوط على مراقبي الحركة الجوية وتراجع القدرة التشغيلية للمطارات، ألغي آلاف الرحلات وسط قلق متصاعد من تداعيات تمتد إلى موسم العطلات المقبل.

ورغم انتهاء الإغلاق الحكومي  بعد توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب على مشروع قانون الإنفاق لإنهاء أطول إغلاق حكومي في الولايات المتحدة، فإن طريق التعافي يبدو طويلاً أمام قطاع الطيران، ذلك أن المشكلات المزمنة في البنية التحتية للمراقبة الجوية ونقص الكوادر المؤهلة لم تكن وليدة الأزمة الحالية، بل تفاقمت بفعلها. ويخشى خبراء الطيران أن يؤدي تراكم التأخيرات والإلغاءات إلى خسائر مالية ومعنوية يصعب تعويضها في المدى القريب.

ومع نجاح البيت الأبيض والكونغرس في احتواء التداعيات السياسية للأزمة، تتصاعد الانتقادات لتعامل الإدارة الأميركية مع موظفي المراقبة الجوية الذين يواصلون العمل دون أجر، في وقت يصف فيه مسؤولو النقابات العاملين بأنهم "رهائن معركة سياسية". وبينما تبقى السماء الأميركية مزدحمة بالقيود والتوتر، يترقب المسافرون ما إذا كان قطاع الطيران سيتمكن من الإقلاع مجدداً نحو الاستقرار.

أيام للتعافي.. وأزمات قائمة

يشير تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن

  • انتهاء إغلاق الحكومة الفيدرالية لن يُحلّ فورًا مشاكل السفر الجوي.
  • سيستغرق الأمر أيامًا حتى تتعافى شركات الطيران.
  • لا تزال التحديات طويلة الأمد التي تواجه قطاع الطيران في البلاد قائمة.
  • حتى قبل الإغلاق، كان هناك اعتراف واسع النطاق بأننا نتعامل مع "نظام مراقبة الحركة الجوية المريض"، وهذا ما قاله تحالف من المجموعات التي تمثل جميع جوانب الطيران، من الطيارين إلى شركات الطيران إلى مصنعي الطائرات، في رسالة مفتوحة إلى الكونغرس، حثت المشرعين على إعادة فتح الحكومة.

وافق الكونغرس هذا العام على تخصيص 12.5 مليار دولار لتحديث نظام مراقبة الحركة الجوية، وأعطت وزارة النقل الأولوية لتوظيف المزيد من مراقبي الحركة الجوية،  لكن الرسالة، التي نُشرت في إعلان على صفحة كاملة في صحيفة واشنطن بوست، ذكرت أن "الإغلاق الحكومي يوجه كل ذلك في الاتجاه الخاطئ".

  • هناك نقصٌ في أعداد مراقبي الحركة الجوية يبلغ نحو 3000، مما يترك أكثر من 14 ألفًا منهم يعملون لساعاتٍ طويلةٍ ومرهقة.
  • زاد الإغلاق، الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، من الضغط على هؤلاء المراقبين، الذين يُعتبرون أساسيين ومُطالبين بالعمل رغم عدم تقاضيهم رواتبهم. وقد اضطر بعضهم إلى العمل في وظائف أخرى لسدِّ رمقهم.

في إطار تخفيف الضغط على المراقبين الجويين وتحسين السلامة الجوية، كانت إدارة الطيران الفيدرالية قد أمرت شركات الطيران بخفض رحلاتها بنسبة 4 بالمئة في 40 من أكثر مطارات البلاد ازدحامًا بدءًا من يوم الجمعة الماضي. وقد أسهم ذلك، إلى جانب نقص موظفي المراقبين الجويين، في إلغاء آلاف الرحلات الجوية خلال عطلة نهاية الأسبوع. وبلغ الاضطراب ذروته يوم الأحد، عندما لم تقلع رحلة واحدة من كل عشر رحلات مجدولة تقريبًا، مما جعله رابع أسوأ يوم في السنة من حيث إلغاء الرحلات الجوية.

وامتدت الاضطرابات إلى هذا الأسبوع، حيث زادت القيود التي فرضتها الوكالة إلى 6 بالمئة يوم الثلاثاء وكانت ستصل إلى 10 بالمئة يوم الجمعة، مما هدد بالتسبب في حالة من الفوضى في السفر بمناسبة عيد الشكر.

ويوضح التقرير أن الأمر قد يستغرق أيامًا حتى تتعافى شركات الطيران. ويرجع ذلك إلى أن شركات الطيران ألغت رحلاتها قبل أيام لإخطار العملاء بالاضطرابات، ولضمان تواجد الطيارين والمضيفين والطائرات في أماكنهم للرحلات المقررة.

أكثر القطاعات تضرراً

بدوره، يوضح الخبير الاقتصادي، أنور القاسم، لموقع "اقتصاد دوت الخليج" أن قطاع النقل الجوي من أكبر المتضررين في الولايات المتحدة، وهذا يلقي أعباء كبيرة سواء على رحلات الطيران المدني أو على المطارات، والخاسر الأكبر هم الموظفون الذين توقفت رواتبهم في أهم فترة من العام، وهي قبيل عيد الشكر الذي يُعد شهرًا للإنفاق والاحتفال والأعياد.

ويضيف: نسبة تخفيض إدارة الطيران الفيدرالية للرحلات الجوية بلغت 4 بالمئة، وكان من المرجح أن تستمر  في التزايد حتى انتهاء الإغلاق، في وقت لن تُعوض الخسائر التي تكبدها هذا القطاع بسهولة.

ويستطرد: "طال التأخير نحو آلاف الرحلات الجوية، وتم إغلاق عدة مطارات ما يجعل المطارات الأميركية تعيش واحدة من أصعب فتراتها في التاريخ الحديث".

التعطيل مستمر

وكان مسؤولون قد ذكروا يوم الاثنين إن المسافرين جواً يجب أن يتوقعوا تفاقم عمليات الإلغاء والتأخير في الرحلات الجوية هذا الأسبوع "حتى بانتهاء إغلاق الحكومة"، حيث تقوم إدارة الطيران الفيدرالية بفرض تخفيضات أعمق على الرحلات الجوية في 40 مطارًا رئيسيًا في الولايات المتحدة، حسب ما نقله تقرير لـ "أسوشيتد برس" أشار إلى أنه "بينما يهدد ترامب المراقبين الجويين، فإن إلغاء الرحلات الجوية في الولايات المتحدة سيستمر حتى بعد انتهاء الإغلاق".

  • لجأ الرئيس دونالد ترامب في الأيام السابقة إلى وسائل التواصل الاجتماعي يوم الاثنين للضغط على المراقبين الجويين "للعودة إلى العمل، الآن".. ودعا إلى منح مكافأة قدرها 10 آلاف دولار لأولئك الذين بقوا في العمل واقترح خفض أجور أولئك الذين لم يفعلوا ذلك.
  • ودان النائب ريك لارسن، كبير الديمقراطيين في لجنة النقل والبنية التحتية بمجلس النواب، والسيناتور تامي داكوورث، العضو البارز في اللجنة الفرعية للطيران بمجلس الشيوخ، تصريحات الرئيس، قائلين إن المراقبين الجويين يستحقون التقدير والدعم - وليس الهجوم.
  • قال رئيس نقابة مراقبي الكهرباء إن أعضاء النقابة يتم استغلالهم كـ "بيدق سياسي" في معركة الإغلاق.

مشاكل كبرى

يؤكد خبير العلاقات الدولية والاقتصادية، محمد الخفاجي، لموقع "اقتصاد دوت الخليج"، أن شركات الطيران الأميركية لا تزال تواجه مشاكل كبيرة حتى مع انتهاء الإغلاق الحكومي، موضحاً أن التوصل إلى صفقة لإنهائه لم ينهِ تداعياته بالكامل، إذ ما يزال تأثير الإغلاق يثقل كاهل قطاع النقل الجوي لفترة.

ويشير الخفاجي إلى أن شركة إيرلاينز فور أميركا أعلنت أن أكثر من 4 ملايين مسافر تأثروا منذ الأول من أكتوبر وحتى أوائل نوفمبر، نتيجة التأخيرات والإلغاءات الناجمة عن نقص موظفي مراقبة الحركة الجوية (..).

ويضيف الخفاجي أن انتهاء الإغلاق سيُعد خطوة إيجابية في الظاهر، إلا أن النظام لا يزال يعاني من إرهاق الموظفين وتأخر الرواتب وتراكم الأعباء التشغيلية، ما يضع شركات الطيران أمام تحديات كبرى تتعلق باستعادة الثقة، وإعادة تنظيم الجداول المتعطّلة، وضمان استقرار الخدمة خلال فترات الذروة المقبلة مثل عطلة عيد الشكر.

ويتابع قائلاً إن "الإغلاق لم يخلق هذه المشكلات، بل فاقم أزمة هيكلية قائمة منذ فترة طويلة"، مشدداً على أن أزمة نقص الكوادر  -وخاصة في صفوف مراقبي الحركة الجوية-  ليست وليدة الإغلاق فقط، بل تفاقمت بسبب اضطرار كثير منهم إلى العمل دون أجر خلال فترة التوقف الحكومي.

نرجو ان نكون قد وفقنا في نقل التفاصيل الكاملة الخاصة بخبر قطاع الطيران الأميركي.. الإغلاق يكشف هشاشة البنية التشغيلية .. في رعاية الله وحفظة

أخبار متعلقة :