فن ومشاهير

في ذكرى رحيله.. يوسف وهبي فارس المسرح الذي غير وجه الفن العربي وخلد اسمه في ذاكرة الإبداع (تقرير)

في ذكرى رحيله.. يوسف وهبي فارس المسرح الذي غير وجه الفن العربي وخلد اسمه في ذاكرة الإبداع (تقرير)

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث تفاصيل خبر في ذكرى رحيله.. يوسف وهبي فارس المسرح الذي غير وجه الفن العربي وخلد اسمه في ذاكرة الإبداع (تقرير) في المقال التالي

أحمد جودة - القاهرة -  


في مثل هذا اليوم، 17 أكتوبر 2025، تحل ذكرى رحيل عملاق المسرح العربي يوسف وهبي، الذي لم يكن مجرد ممثل أو مخرج، بل مؤسسة فنية قائمة بذاتها، رسمت ملامح المسرح المصري الحديث وامتد تأثيرها إلى مختلف أرجاء العالم العربي.


حياته الفنية

وُلد يوسف عبد الله وهبي عام 1902 في محافظة الفيوم، وسط أسرة أرستقراطية ميسورة الحال رفضت بشدة فكرة دخوله عالم التمثيل، معتبرة الفن آنذاك مجالًا لا يليق بأبناء العائلات الكبيرة، لكن الشاب الطموح تمرد على تلك القيود، واختار أن يسلك طريقه بإصرار وشغف لا يعرف الانكسار.

 

سافر إلى إيطاليا لدراسة فنون الأداء والإخراج، وهناك انفتح على مدارس مسرحية جديدة، عاد بعدها إلى القاهرة محملًا بروح التجديد التي أسست لاحقًا لنهضة المسرح العربي، وعند عودته أسس فرقة رمسيس المسرحية عام 1923، والتي سرعان ما تحوّلت إلى منبر للفن الجاد وقِبلة للمواهب المسرحية، وقدّمت عروضًا رائدة جمعت بين الأصالة والحداثة.


لم يكن يوسف وهبي ممثلًا فقط، بل كان مفكرًا مسرحيًا، جمع بين التمثيل والإخراج والتأليف، وقدم ما يزيد على 300 عمل مسرحي، أخرج منها نحو 185 عرضًا، وكتب أكثر من 60 نصًا، ومن أبرز مسرحياته التي تركت بصمة خالدة: كرسي الاعتراف، أولاد الفقراء، الدنيا مقلوبة، ريا وسكينة، ابن الحداد.

 

امتد عطاؤه أيضًا إلى السينما، فشارك في أفلام أصبحت علامات في تاريخ الشاشة الفضية، من بينها: غرام وانتقام، أولاد الذوات، المجرم، ملاك الرحمة، حياة أو موت. وقد عُرف بقدرته الفائقة على تجسيد المشاعر الإنسانية المركبة، ما جعل الجمهور يراه رمزًا للصدق الفني والهيبة المسرحية.

 

أبرز تكريمات يوسف وهبي

نال يوسف وهبي تكريمات عدة تقديرًا لعطائه؛ إذ حصل على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، والجائزة الأولى في التمثيل عام 1960، كما نال جائزة الدولة التقديرية مرتين، الأولى من الرئيس جمال عبد الناصر عام 1969، والثانية من الرئيس أنور السادات عام 1975، أما لقب “بك” الذي التصق باسمه، فقد منحه له الملك فاروق عام 1944 بعد إعجابه الشديد بأدائه في فيلم غرام وانتقام، ليصبح ثاني فنان مصري يُمنح هذا اللقب بعد جورج أبيض.


إرثه الفني

رحل يوسف وهبي في 17 أكتوبر 1982 بعد حياة حافلة بالإبداع، تاركًا وراءه إرثًا مسرحيًا لا يُقدّر بثمن، ومدرسة فنية أنجبت أجيالًا من المبدعين. سيبقى اسمه حاضرًا في ذاكرة الفن كرمزٍ للالتزام والعبقرية، وكفارسٍ حمل راية المسرح حتى آخر لحظة في حياته.

Advertisements

قد تقرأ أيضا