القاهرة - محمد ابراهيم -
تحول رحيل مدير التصوير الموهوب تيمور تيمور في أغسطس الماضي إلى لحظة إنسانية مؤثرة داخل الوسط الفني، حيث لم تمر أسابيع على فاجعة غرقه حتى بادرت المهرجانات السينمائية والفنية في مصر بتكريمه والاحتفاء بإرثه البصري الذي ترك بصمة فريدة في كل عمل شارك فيه.
كانت البداية من مهرجان بورسعيد السينمائي الذي أعلن عن إطلاق جائزة خاصة تحمل اسمه تُمنح لأفضل مدير تصوير في كل دورة، تقديرًا لمسيرته الفنية وإبداعه، وشهد حفل الختام لحظة إنسانية مؤثرة حين صعدت زوجته إلى المسرح لتسلم التكريم وسط تصفيق طويل من الحضور وزملائه الذين عبروا عن حبهم ووفائهم له.
وفي مهرجان الجونة السينمائي الدولي بدورته الثامنة، تجددت الذكرى حين ظهرت صورة تيمور تيمور على الشاشة الكبرى خلال فقرة الاحتفاء بالراحلين لعام 2025، لتعم القاعة حالة من التأثر الشديد وتفاعل الجمهور تقديرًا لفنان ترك أثرًا لا يُنسى في مشهد السينما المصرية.
ورغم رحيله المبكر، إلا أن مسيرة تيمور تيمور تظل شاهدًا على موهبة استثنائية صقلها العلم بالشغف، فقد تخرج في معهد السينما وبدأ مشواره منذ سنوات الدراسة بمشروعات مستقلة كشفت عن حسه البصري العالي وقدرته على قراءة الضوء والكادر بذكاء فني نادر. تألق في عدد من الأعمال التي نالت إعجاب الجمهور والنقاد، من أبرزها مسلسلا جودر بجزأيه (2024–2025) والذي كان آخر أعماله، إلى جانب رسالة الإمام وجراند أوتيل، فضلًا عن أفلام رمسيس باريس والديزل وريجاتا، كما أبدع في التصوير السينمائي لأفلام كبيرة مثل إبراهيم الأبيض وعلى جثتي.
ولم يقتصر إبداعه على الكاميرا فقط، بل تألق أيضًا كممثل له حضور خاص، وشارك في أعمال مميزة مثل الجامعة والحاسة السابعة وبعد الموقعة، ليؤكد أنه فنان شامل جمع بين الصورة والأداء وترك أثرًا فنيًا خالدًا في ذاكرة السينما المصرية.