القاهرة - محمد ابراهيم -
تصدر المخرج الكبير شريف عرفة مؤشرات البحث على جوجل بعد ظهوره في ندوة خاصة ضمن فعاليات مهرجان الجونة السينمائي، حيث استعاد ذكريات هامة من مشواره الفني، وكشف كواليس فيلمه الشهير اضحك الصورة تطلع حلوة، الذي جاء بعد سلسلة من أعماله السياسية الثقيلة مثل طيور الظلام والإرهاب والكباب.
وقال عرفة خلال الندوة إن فكرة الفيلم جاءت من رغبته في تقديم عمل بسيط يحمل دفء الحياة المصرية بعيدًا عن التعقيد السياسي والفكري، مضيفًا: "كنت محتاج أعمل فيلم ناعم يعيد البسمة للناس، وقلت للأستاذ وحيد حامد نفسي أرجع أعمل فيلم بسيط فيه روح وشجن"، مشيرًا إلى أن الراحل وحيد حامد لم يكن مجرد كاتب تعاون معه فنيًا، بل كان بمثابة الأخ الكبير والسند الإنساني له.
وأضاف شريف عرفة: "وحيد حامد ساعدني في حياتي أكتر من مرة، كان بيخصم من أجره علشان يسدد عني في أوقات الأزمات، عمره ما سألني عن فلوس ولا عن حاجة، وده ميتنسيش أبدًا"، في لفتة إنسانية نادرة لاقت تفاعلًا واسعًا من الحضور ومن رواد مواقع التواصل.
كما تطرق عرفة إلى الحديث عن العبقري الراحل أحمد زكي، واصفًا إياه بأنه فنان بالفطرة لا يعتمد على التكنيك، قائلًا: "زكي ممكن يعمل لقطة من أول مرة بعبقرية خالصة، لكنه ما يعرفش يكررها بنفس الإحساس.. ده موهوب بالفطرة، مش محتاج تمارين"، في حين أشاد بالفنانة سناء جميل التي اعتبرها نموذجًا للانضباط المهني، كاشفًا أنها أعادت مشهدًا صعبًا 13 مرة دون تذمر، وبنفس الإتقان والانفعال.
وتحدث أيضًا عن تقديمه لوجوه جديدة آنذاك مثل منى زكي في بداياتها وكريم عبد العزيز الذي قدّمه له المخرج مروان حامد أثناء عمله كمساعد مخرج، مؤكدًا أن رهانه على جيل جديد من الفنانين كان خطوة مهمة لإحياء طاقة الشباب في السينما المصرية.
واستعاد المخرج الكبير مشهدًا مؤثرًا من اضحك الصورة تطلع حلوة حين جسّد أحمد زكي لحظة فخر الأب بابنته، قائلًا: "ده ماكنش تمثيل، دي كانت مشاعر حقيقية من جواه.. الناس صدقت إحساسه لأنه عاش الدور فعلًا"، موضحًا أن عظمة التمثيل تكمن في الصدق قبل أي شيء.
وختم عرفة حديثه بالإشادة بقدرة ليلى علوي على التحول الكامل أمام الكاميرا، واصفًا أداءها في فيلم المهلبية بأنه “دليل على أن الممثل الحقيقي هو اللي يقدر يبقى إنسان تاني تمامًا في لحظة”.
وشهدت الندوة حضور عدد كبير من نجوم الفن الذين حرصوا على تكريم شريف عرفة والتفاعل مع كلماته، من بينهم يسرا، حسين فهمي، ليلى علوي، طه دسوقي، أشرف عبد الباقي وزوجته وابنته زينة، بسنت شوقي، ندا أكرم، ياسمين رحمي، مي سليم، وميس حمدان، إلى جانب حضور الناقد طارق الشناوي والمنتج عمرو منسي وعدد من صناع السينما.
ليتأكد مرة أخرى أن شريف عرفة لا يزال يحتفظ بمكانته كأحد أهم المخرجين في تاريخ السينما المصرية، وصاحب البصمة الإنسانية والفنية التي لا تُنسى.