رفعت: مليونا مواطن تحرروا من الأمية بجهود الجامعات المصرية منذ 2019

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث تفاصيل خبر رفعت: مليونا مواطن تحرروا من الأمية بجهود الجامعات المصرية منذ 2019 في المقال التالي

أحمد جودة - القاهرة - بحضور الدكتور مصطفى رفعت أمين المجلس الأعلى للجامعات، عقدت اللجنة العليا لمتابعة تنفيذ الجامعات المصرية للمشروع القومي لمحو الأمية اجتماعها الدوري بقاعة أحمد لطفي السيد بجامعة القاهرة، بحضور الأستاذ الدكتور محمد سامي عبدالصادق رئيس جامعة القاهرة، والأستاذ الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الأسبق ورئيس اللجنة، والأستاذ أحمد عبدالعزيز مدير عام الشئون الفنية للمجلس الأعلى للجامعات وأمين اللجنة، والسادة أعضاء اللجنة من نواب رؤساء الجامعات لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ونواب رؤساء الجامعات لشئون التعليم والطلاب، والمهندس رائد هيكل القائم بمهام المدير التنفيذي للهيئة العامة لتعليم الكبار.

في مستهل الاجتماع، أكد الدكتور مصطفى رفعت أن قضية محو الأمية تُعد من أهم القضايا الوطنية المرتبطة ببناء الإنسان المصري، وتمثل أساسًا حقيقيًا لتحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية. وأشار إلى أن محو الأمية يمكّن المواطن من المشاركة الواعية في مسيرة التقدم التي تشهدها الدولة المصرية في ظل قيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.

وأضاف أمين المجلس الأعلى للجامعات أن المجلس أصبح شريكًا فاعلًا في المشروع القومي لمحو الأمية منذ عام 2019، انطلاقًا من إيمانه بأن الجامعات المصرية ليست مجرد مؤسسات للتعليم، بل هي مؤسسات للتنوير وصناعة الوعي. وقد جاء قرار تشكيل اللجنة العليا لمتابعة تنفيذ المشروع القومي لمحو الأمية بالتعاون الوثيق مع الهيئة العامة لتعليم الكبار ووزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، وبالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني ومنظمة اليونسكو، بما يتسق مع أهداف دعم التعليم مدى الحياة ونشر ثقافة التعلم للجميع.

وأشار سيادته إلى أن الجامعات المصرية أظهرت مشاركة فعالة ومستدامة في مواجهة الأمية، حيث بلغ إجمالي عدد المواطنين الذين تم تحريرهم من الأمية عبر جهود الجامعات الحكومية منذ أكتوبر 2019 وحتى يوليو 2025 نحو مليوني مواطن، وهو ما يمثل حصيلة مشرفة تعكس التزامًا مؤسسيًا وجهدًا طلابيًا ومجتمعيًا متكاملًا.

واستعرض أمين المجلس الأعلى للجامعات أبرز ملامح التجربة الجامعية في هذا المجال، موضحًا أنها شملت ربط خدمة المجتمع برسالة الجامعة التعليمية والبحثية، ودمج طلاب الكليات التربوية في مشروعات محو الأمية كجزء من التدريب الميداني ومتطلبات التخرج، وتوقيع بروتوكولات تعاون مع الهيئة العامة لتعليم الكبار في مختلف المحافظات. كما تضمنت التجربة تنفيذ قوافل تنموية وتوعوية تحت شعار "محو الأمية من أجل حياة كريمة" بما يتكامل مع المبادرات الرئاسية في القرى الأكثر احتياجًا، إلى جانب إطلاق مبادرات نوعية مثل "محو الأمية الإلكترونية" في كليات الحاسبات والمعلومات، ومبادرة "أسرة خالية من الأمية" في الجامعات الإقليمية.

وفي ذات السياق، أضاف الدكتور مصطفى رفعت أن ما تحقق خلال السنوات الماضية يُعد مرحلة فارقة في تفعيل دور الجامعات في تنمية المجتمع ودعم خطط الدولة في بناء الإنسان المصري. وأكد أن هذا الإنجاز الكبير يحفز على مواصلة الجهد بتنسيق أكبر بين مؤسسات التعليم العالي والجهات الشريكة، مع ضرورة تأمين تمويل أكثر استدامة وتوفير تشريعات داعمة لضمان استمرارية المشروع وتحقيق هدف "مصر بلا أمية".

الجدير بالذكر أن المجلس الأعلى للجامعات يعمل بشكل مستمر على دعم اللجنة العليا لمحو الأمية من خلال متابعة خطط الجامعات وتوسيع نطاق المشاركة الطلابية، وتحفيز المؤسسات الأكاديمية التي تحقق إنجازات متميزة في هذا الملف الحيوي، تقديرًا لدورها في نشر الوعي وتنمية الإنسان المصري.

وفي ختام كلمته، توجه أمين المجلس الأعلى للجامعات بالشكر والتقدير لكل من ساهم في هذا المشروع القومي العظيم من طلاب الجامعات وأعضاء هيئة التدريس والإدارات الجامعية وشركاء المجتمع المدني، مؤكدًا أن القضاء على الأمية لا يعني فقط محو الحروف، بل هو تأسيس لعقل مستنير ومجتمع متعلم ووطن يسير بخطى واثقة نحو المستقبل.

ومن جانبه، أكد الدكتور محمد سامي عبدالصادق رئيس جامعة القاهرة في كلمته، أن الجامعة تعتز باستضافة هذا الاجتماع الذي يجمع نخبة من القيادات الأكاديمية والمجتمعية، مشيرًا إلى أن جامعة القاهرة تولي اهتمامًا كبيرًا بدورها في خدمة المجتمع وتطوير الوعي الوطني، وأن مشروع محو الأمية يمثل نموذجًا لتكامل الأدوار بين الجامعات ومؤسسات الدولة لتحقيق التنمية المستدامة.

كما أضاف عبدالصادق أن الجامعة مستمرة في دعم المبادرات الهادفة إلى تمكين الشباب من المشاركة في قضايا مجتمعية ذات أولوية، من خلال مشروعات تطبيقية وميدانية تعزز الحس الوطني والمسؤولية الاجتماعية لدى الطلاب.

وخلال الاجتماع، ناقشت اللجنة عددًا من الموضوعات الهامة، من بينها بروتوكول التعاون المشترك بين الهيئة العامة لتعليم الكبار وجامعة الفيوم ومديرية التضامن الاجتماعي، بهدف تعزيز التعاون المشترك في مجال محو الأمية وتنفيذ مبادرات قومية فاعلة بين مؤسسات الدولة.

كما تم استعراض تقرير جامعة المنصورة بشأن مقترح رقمنة مشروع محو الأمية ومقترح استبيان قياس الأثر الاجتماعي لعينات من الذين تم محو أميتهم، بالإضافة إلى تقرير جامعة طنطا حول أساليب جذب الأميين والمحو الإلكتروني والرقمي، وتقرير جامعة كفر الشيخ عن كيفية توظيف التخصصات النوعية بكليات التربية النوعية في مجال محو الأمية من خلال مبادرة "مؤسسة بلا أمية".

وفي ذات السياق، ناقشت اللجنة الدليل الاسترشادي لمشاركة طلاب الجامعات المصرية في المشروع القومي لمحو الأمية بالتعاون مع الهيئة العامة لتعليم الكبار، كما استعرضت تقريرًا شاملًا حول إنجازات الجامعات المصرية خلال دورتي أبريل ويوليو 2025، والذي أظهر نتائج مشرفة ومؤشرات أداء متقدمة تعكس الدور المجتمعي الفاعل للجامعات المصرية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.

واختتمت اللجنة اجتماعها بالتأكيد على أهمية استمرار الجامعات في دعم المشروع القومي لمحو الأمية وتوسيع قاعدة المشاركة الطلابية، مع التأكيد على أن التعليم هو الركيزة الأساسية لبناء الإنسان، وأن القضاء على الأمية يمثل استثمارًا وطنيًا في مستقبل أكثر وعيًا وتقدمًا.

أخبار متعلقة :