نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث تفاصيل خبر خبير تربوي يوضح فوائد تطبيق التقييمات على تلاميذ الصفوف الأولى وشروط نجاحها في المقال التالي
أحمد جودة - القاهرة - أكد الخبير التربوي الدكتور تامر شوقي أن تطبيق نظام التقييمات على الأطفال في الصفوف الدراسية الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية، بطريقة تتناسب مع طبيعتهم العمرية، يُعد خطوة تربوية مهمة تحمل العديد من الفوائد النفسية والتعليمية، مقارنة بعدم وجود أي تقييمات كما كان معمولًا به في سنوات سابقة.
وأوضح «شوقي» أن من أبرز هذه الفوائد حرص أولياء الأمور على متابعة تعليم أبنائهم بجدية، إذ إن وجود التقييمات يدفعهم للاهتمام بعملية التعلم، بدلًا من إهمالها في حال غياب أي أدوات لقياس المستوى. كما أن إكساب الطفل المعلومات الأساسية في السن المناسب (6 إلى 8 سنوات) يساعده على بناء قاعدة معرفية قوية، بخلاف ما كان يحدث في النظام القديم الذي كانت تبدأ فيه التقييمات من الصف الرابع، مما يؤدي إلى تأخر اكتساب هذه المعارف.
وأشار إلى أن تعليم الطفل أساسيات مواد مثل اللغة الإنجليزية والرياضيات في الصفوف الأولى يجعله أكثر قدرة على فهم واستيعاب المقررات التي تضاف في الصف الرابع، مثل الدراسات الاجتماعية والعلوم (باللغة العربية أو الإنجليزية).
وأضاف الخبير التربوي أن تطبيق التقييمات منذ المراحل المبكرة يساعد على تشخيص أي صعوبات تعلم لدى الطفل في وقت مناسب، مما يسهل علاجها مبكرًا قبل أن تتفاقم في المراحل الأعلى. كما أن التقييمات تسهم في تنشيط العمليات العقلية الأساسية مثل الانتباه والتركيز والحفظ، وتساعد على تنميتها تدريجيًا مع تقدم الطفل في التعليم.
ولفت «شوقي» إلى أن هذا النظام يُعوِّد الطفل على النظام المدرسي منذ الصغر، ويُكسبه عددًا من العادات السلوكية الإيجابية مثل الانضباط، والاعتماد النسبي على النفس، وتكوين الصداقات داخل البيئة المدرسية.
وأكد أن تحقيق هذه الفوائد مرهون بعدة شروط، أبرزها أن تكون التقييمات بسيطة ومناسبة لعمر الطفل، وألا تقتصر على الجانب الكتابي فقط، وأن يكون وقت التعلم أطول من وقت التقييم، مع ضرورة توفير مساحات كافية للأنشطة المختلفة التي تُنمّي قدرات الطفل. كما شدد على أهمية ألا تؤدي هذه التقييمات إلى تصنيف أو إصدار أحكام على مستوى الأطفال باعتبارهم متفوقين أو ضعفاء، لما لذلك من آثار سلبية على صحتهم النفسية، خاصة أن القدرات المميزة لا تتضح إلا مع بداية مرحلة المراهقة.
واختتم الدكتور تامر شوقي حديثه بالتأكيد على أن ترك الأطفال دون أي تقييمات في الصفوف الأولى بدعوى راحتهم قد يؤدي إلى معاناة أكبر لهم ولأولياء أمورهم لاحقًا في المراحل الدراسية التالية، داعيًا إلى تبني تطبيق متوازن للتقييمات يراعي الجوانب النفسية والعمرية للطفل، ويحقق في الوقت نفسه أهداف التعليم المبكر.
أخبار متعلقة :