احمد وائل عمر - القاهرة في الاثنين 24 نوفمبر 2025 08:28 مساءً - شارك الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، نيابة عن السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، فى فعاليات القمة السابعة للاتحاد الأفريقى والاتحاد الأوروبى، التى تستضيفها العاصمة الأنجولية لواندا، على مدار يومى ٢٤ و٢٥ نوفمبر الجارى، بمشاركة العديد من القادة والمسئولين الأفارقة والأوروبيين، وذلك بحضور الدكتور بدرعبدالعاطى، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، والسفيرة نيفين الحسينى، سفيرة مصر لدى جمهورية أنجولا.
وخلال حضوره جلسة "السلم والأمن والحوكمة والتعددية"، المنعقدة ضمن فعاليات القمة السابعة للاتحاد الأفريقى والاتحاد الأوروبى، ألقى رئيس الوزراء، كلمة مصر، التى رحب فيها الرئيس جواو لورينسو، رئيس جمهورية أنجولا، وأصحاب الفخامة رؤساء دول وحكومات الدول الأفريقية والأوروبية، وأنطونيو كوستا، رئيس المجلس الأوروبى، ومحمود على يوسف، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى، و أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية.
ونقل الدكتور مصطفى مدبولى، فى مستهل الكلمة، تحيات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، وَتقديرَه العميق لجمهورية أنجولا الشقيقة لقيادتها الحكيمة للاتحاد الأفريقى واستضافتها الكريمة لهذه القمة المهمة، التى انطلقت منذ تدشين أول قمة فى القاهرة قبل 25 عاماً بهدف إرساء الأمن والتنمية وبناء نظام دولى أكثر عدلاً وإنصافاً.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الاتحاد الأفريقى حقَّق تقدماً فى بناء وتفعيل هيكل السلم والأمن الخاص به، بدعم مُقدر من الاتحاد الأوروبى، إلا أن ما تشهده القارة من نزاعات وأزمات مُتعددة يَظلُّ التحدى الأبرز الذى تواجهه أفريقيا، والذى يُؤثر سلباً على الجهود المخلصة لتحقيق أهداف التنمية وفقاً لأجندة 2063.
وقال رئيس الوزراء: "أثبتت الأزمات المتتالية فى قارتنا أن الأمْنَ الأفريقى هو أمنٌ أوروبى أيضاً"، مؤكداً أن بناء شراكة حقيقية بين القارتين يجب أن يقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وفى ذات السياق، أشار رئيس الوزراء إلى ما تؤكد عليه مصر من أهمية الملكية الوطنية وَصَوْن مُؤسسات الدول والالتزام الكامل بمبادئ الاتحاد الأفريقى الراسخة فى الحفاظ على سيادة ووحدة وتكامل أراضى كل دولة، وكذا ضرورة تبنى مقاربة شاملة تُراعى الأسباب الجِذْرية للنزاعات فى إطار العلاقة الترابطية بين السلم والأمن والتنمية، بحيث تتضمن الاستثمار فى البِنَى التحتية، والتعليم والصحة، وتمكين الشباب والمرأة، وتفعيل برامج إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات، ولاسيما من خلال برامج مركز الاتحاد الأفريقى لإعادة الإعمار الذى تستضيفه القاهرة.
كما أشار رئيس الوزراء إلى تأكيد مصر ضرورة إصلاح النظام الدولى المتعدد الأطراف لجعله أكثر استجابة للتحديات، بحيث تكون قارة أفريقيا فى طليعة الأطراف الفاعلة فى هذا النظام، مضيفاً: وفى هذا السياق، تُؤكد مصرُ التزامها التام بالموقف الأفريقى الموحد اتصالاً بإصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. كما تُجدد مصرُ دعوتها للشركاء الأوروبيين لدعم مساعى إصلاح مؤسسات التمويل الدولية وجعلها أكثر استجابة لاحتياجات الدول الأفريقية خاصة فيما يتعلق بنقل التكنولوجيا وإتاحة التمويل الميسر.
ونوه الدكتور مصطفى مدبولى، خلال كلمته، إلى ما تَبذُله مِصْر من جُهود مُضنية لتحقيق الأمن والاستقرار سواء على صعيد تنفيذ اتفاق شرم الشيخ بشأن وقف إطلاق النار فى قطاع غزة بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين، أو فى سبيل إيجاد حل للأزمة فى السودان، أو من خلال التمسك بدعم الحل السياسى الليبي/الليبى دون إملاءات أو تدخلات خارجية، أو من خلال العمل على توفير التمويل المستدام لبعثة الاتحاد الأفريقى للدعم والاستقرار فى الصومال "أوصوم"، وَصَوْن أمن الملاحة البحرية فى البحر الأحمر، ودعم جهود مكافحة الإرهاب فى منطقة الساحل، فضلاً عن استعادة الاستقرار فى شرق الكونغو الديمقراطية.
وأكد رئيس الوزراء إدانة مِصْرُ لما شهدته مدينة الفاشر السودانية من انتهاكات غير إنسانية تخالف القانون الدولى الإنسانى، وتأكيدها ضرورة الحفاظ على وحدة وتكامل وَصَوْن المؤسسات السودانية، مشيرا إلى رفض مصر لأى إجراءات أُحادية فى منطقة القرن الأفريقى أو البحر الأحمر من شأنها أن تُهدد سيادة أى دولة وَتُضفى مزيداً من التوتر فى المنطقة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن مصر ستستمر فى دعم كافة الجهود المخلصة الرامية لحفظ أمن واستقرار القارة الأفريقية، وبناء نظام دولى أكثر توازناً وإنصافاً، انطلاقاً من قناعة راسخة بأن أمن أفريقيا جزء لا يتجزأ من أمن مصر والعالم.
واختتم الدكتور مصطفى مدبولى كلمته بالإشارة إلى تأكيد الدولة المصرية استعدادها لتعزيز تعاونها مع الشركاء الأوروبيين لتنفيذ مشروعات وبرامج تعاون ثلاثى فى الدول الأفريقية الشقيقة، فضلاً عن تعزيز التعاون مع مركز القاهرة الدولى لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام، والوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، ومركز تميز النيباد الخاص بالتكيف مع تغير المناخ، وكذا وكالة الفضاء الأفريقية، التى تعتز مصر باستضافة مقرها، كنموذج للتكامل بين جهود القارتين لتحقيق السلام والتنمية معاً.
أخبار متعلقة :