نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث تفاصيل خبر مدبولي: السيسي اعتبر تنمية الصعيد “رسالة وطنية” وبرنامج التنمية تحول إلى نموذج دولي للإصلاح المحلي في المقال التالي
أحمد جودة - القاهرة - أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وضع منذ البداية أساسًا واضحًا مفاده أن تنمية صعيد مصر ليست مجرد هدف اقتصادي، بل “رسالة وطنية” لإعادة بناء الإنسان والمكان، وتمكين المواطن في كل زاوية من أرض مصر.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها رئيس الوزراء صباح اليوم في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني رفيع المستوى، الذي تنظمه وزارة التنمية المحلية بالتعاون مع عدد من الوزارات، وبالشراكة مع مجموعة البنك الدولي، تحت عنوان "إصلاح وتمكين الإدارة المحلية: الدروس المستفادة من برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر".
واستهل رئيس الوزراء كلمته بالترحيب بالحضور، مؤكدًا أن المؤتمر يمثل نقطة تتويج لسنوات طويلة من التخطيط والإدارة المنضبطة والعمل الجاد في إطار برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر، الذي أصبح اليوم نموذجًا وطنيًا رائدًا في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية والإصلاح الإداري.
برنامج تنمية الصعيد… نموذج وطني للإصلاح وتمكين المجتمعات
وأشار مدبولي إلى أن البرنامج منذ انطلاقه نجح في تحويل توجهات الدولة إلى واقع ملموس عبر رفع مستوى الخدمات العامة وخلق فرص العمل وتمكين المجتمعات المحلية من المشاركة في صنع مستقبلها، مؤكدًا أن رؤية الرئيس السيسي شكلت حجر الزاوية لهذا البرنامج الذي ركز على خدمة المناطق الأكثر احتياجًا وتحسين جودة الحياة للمواطنين.
وأوضح رئيس الوزراء أن البرنامج واجه في بداياته تحديات كبيرة؛ إذ أظهرت تقارير دولية عدة عدم تحقيقه للأهداف المرجوة، وطالبت تلك المؤسسات بإعادة هندسة البرنامج؛ إلا أن إصرار الدولة المصرية على استكمال المشروع جاء من قناعة راسخة بأهميته الاستراتيجية، مؤكدًا أن فكر التنمية بالمشاركة الذي تبنّته الدولة كان أحد عوامل النجاح الكبرى.
من برنامج تجريبي إلى تجربة رائدة في أربع محافظات
ولفت رئيس الوزراء إلى أن الانطلاقة الفعلية للبرنامج بدأت في عام 2018 بمحافظتين فقط، ثم توسع لاحقًا ليشمل أربع محافظات بعد تحقيق نجاحات كبيرة بالتعاون مع البنك الدولي وشركاء التنمية. وأعرب عن فخره بأن البرنامج أصبح اليوم تجربة مصرية رائدة يُحتذى بها في تنفيذ برامج التنمية المحلية.
وأوضح مدبولي أن البرنامج أصبح نموذجًا متكاملًا للإصلاح المحلي، معززًا بدعم مالي وفني من المؤسسات الدولية، حيث شمل إصلاح النظام المالي والإداري، وتحسين البيئة الاستثمارية، ورفع كفاءة الخدمات، وضمان مشاركة الشباب والمرأة والمواطنين في وضع الخطط التنموية.
أرقام ونتائج تعكس نجاح التجربة
وكشف رئيس الوزراء أن المرحلة الأولى من البرنامج حققت نجاحات ملموسة، إذ استفاد أكثر من 8.3 مليون مواطن من تحسين البنية التحتية والخدمات، كما وفر البرنامج نحو 396 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
وأشار إلى أن الحوار الوطني عام 2024 وضع اللامركزية على رأس أولوياته، مستندًا إلى نتائج هذا البرنامج كنموذج وطني ناجح.
وأضاف أن توجهات القيادة السياسية ركزت على ضرورة تعميم منهجيات البرنامج على مستوى الجمهورية، وضمان دمجها مع الجهود التنموية الأخرى، بما يعزز قدرة الإدارة المحلية على مواجهة التحديات وتحقيق تنمية مستدامة.
اعتراف دولي ونموذج يُحتذى به
وأوضح مدبولي أن برنامج التنمية المحلية في الصعيد حصل على جوائز دولية تقديرًا للنموذج الفعّال الذي اعتمده في تحقيق اللامركزية وإدارة الموارد بكفاءة، وهو ما يؤكد أن التجربة المصرية أصبحت مرجعًا عالميًا للدول التي تبحث عن حلول فعالة للإصلاح الإداري والتنمية الإقليمية.
وأكد رئيس الوزراء أن البرنامج أظهر أن التنمية الاقتصادية الإقليمية قادرة على إطلاق قدرات المواطنين، من خلال دعم التكتلات الاقتصادية المحلية، وتحسين البنية التحتية، وتعزيز ربط المنتج المحلي بسلاسل القيمة الوطنية والدولية، بما يساهم في خلق فرص عمل وتحقيق نمو اقتصادي متوازن.
منهج راسخ للامركزية ودعم المحافظات
وأشار مدبولي إلى أن ما بدأ كبرنامج تجريبي تحول اليوم إلى نموذج وطني يعتمد عليه في بناء إدارات محلية فاعلة وقادرة على جذب الاستثمار وتوفير فرص العمل، مؤكدًا أن نجاح البرنامج جاء نتيجة جهد مشترك بين الحكومة والمحافظات وشركاء التنمية والقطاع الخاص والمجتمع المدني.
وأضاف أن المرحلة المقبلة ستركز على التوسع التجريبي في تطبيق اللامركزية، وتطوير أدوات تمويل مبتكرة بالشراكة مع القطاع الخاص والمؤسسات الدولية لضمان استدامة البرنامج وتعظيم أثره.
شكر وتقدير للقائمين على البرنامج
واختتم رئيس الوزراء كلمته بتوجيه الشكر إلى الوزراء والمحافظين وكوادر الإدارة المحلية المشاركين في تنفيذ البرنامج، معربًا عن فخره بأن العديد منهم أصبح يشغل مناصب حكومية رفيعة أو يعمل كخبراء دوليين يروجون للتجربة المصرية في عدة دول حول العالم.
كما توجه بالشكر إلى البنك الدولي وجميع شركاء التنمية على دعمهم المستمر، مؤكدًا أن التعاون معهم سيستمر خلال المرحلة الجديدة لتوسيع نطاق البرنامج وتعزيز نتائجه.
أخبار متعلقة :