الرياض - كتبت رنا صلاح - الكثير يواجه مشكلة في دهون البطن ، حيث تشكل الدهون الحشوية (المعروفة بالكرش)، وهي دهون البطن العميقة المحيطة بالأعضاء الحيوية مثل الكبد والبنكرياس والأمعاء، مخاطر صحية جسيمة، بما يشمل داء السكري وأمراض القلب والسكتة الدماغية والكبد الدهني. ويوضح طبيب القلب التداخلي الدكتور براديب جامناداس أن الإفراط في تناول السكر يرفع مستويات الأنسولين، مما يُعزز تخزين الدهون الحشوية الضارة.
طبيب قلب يحدد أسرع طريقة للتخلص من الكرش
وفقًا لتقرير نَشَرتْه صحيفة “تايمز أوف إنديا” Times of India، يُؤَكد الدكتور جامناداس على أن الصيام يُمَثِّل استراتيجية فعَّالة لاستهداف دهون البطن العميقة (الدهون الحشوية) بشكلٍ خاص ، فمن خلال خفض مستويات الأنسولين وتحفيز الجسم لحرق الدهون المخزَّنة كمصدر للطاقة، يُساهم الصيام في:
- – تَقلِيلِ دهون البطن الخطيرة.
- – تَحْسين عمليات الأيض في الجسم.
- – تَخْفيف الالتهابات العامة.
- – دَعْمِ صحة القلب والتمثيل الغذائي على المدى الطويل.
الإنسولين المرتفع
- وفي مناقشة على مدونة “Diary Of A CEO” عبر إنستغرام، قدّم الدكتور جامناداس شرحاً واضحاً للعلاقة بين استهلاك السكر، والإنسولين، وتكوّن الدهون الحشوية ، حيث أشار إلى أن تناول الأطعمة الغنية بالجلوكوز بشكل متكرر يؤدي إلى تحفيز مستمر للبنكرياس لإنتاج الإنسولين. وعندما يكون تناول الجلوكوز مستمراً، تظل مستويات الإنسولين مرتفعة بشكل دائم، مما قد يسبب مع الوقت مقاومة الإنسولين.
- وفي هذه الحالة، يحتاج الجسم إلى كميات أكبر من الإنسولين للسيطرة على مستويات السكر في الدم، مما يُحدث بيئة أيضية مثالية لتخزين الدهون، وخاصة الدهون الحشوية الخطيرة.
ويُوضِّح الدكتور جامناداس أن استمرار ارتفاع مستويات الأنسولين يحفِّز الكبد على تحويل الجلوكوز الزائد إلى دهون، مما يؤدي إلى تراكمها في الكبد مُسبِّبًا مرض الكبد الدهني. وبالتوازي مع هذه العملية، يبدأ الجسم في إنتاج دهون جديدة تتراكم حول الأعضاء الداخلية، مما يساهم في زيادة الدهون الحشوية ، وعلى عكس الدهون تحت الجلدية، تُعد الدهون الحشوية أكثر خطورة لأنها:
- · تُحيط بالأعضاء الحيوية مباشرة
- · تُحفِّز استجابة التهابية مزمنة في الجسم
- · تُشكِّل عامل خطر رئيسي للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية
الصيام المتقطع
- وقارنت دراسة، نشرت في المعاهد الوطنية الأميركية للصحة، الصيام المتقطع المرفق بتنظيم استهلاك البروتين مع تقييد السعرات الحرارية. وأظهرت النتائج أن مجموعة الصيام المتقطع شهدت انخفاضا بنسبة 33% في كتلة الدهون الحشوية، مقارنة بانخفاض بنسبة 14% في مجموعة تقييد السعرات الحرارية، على الرغم من تشابه مستويات استهلاك الطاقة والنشاط البدني.
مخاطر ارتفاع الإنسولين المزمن
- ويحذّر الدكتور جامناداس من أن ارتفاع مستويات الإنسولين المزمن له تأثيرات مدمرة على عملية الأيض، حتى لدى الأشخاص الذين يتمتعون بمستويات سكر طبيعية في الدم. ويشرح هذه الآلية قائلاً: “أي هرمون يبقى في الجسم لفترة طويلة، يطور الجسم مناعة ضده. لذلك، يضطر الجسم إلى إنتاج كميات أكبر من الإنسولين لخفض مستوى السكر”.
- تُجبر هذه الحالة – التي يصبح فيها الجسم معتمداً على الإنسولين بشكل مفرط – الجسم على تحويل الجلوكوز الزائد إلى دهون حشوية، تتراكم بشكل خاص حول البنكرياس والكبد. ويؤدي ارتفاع الإنسولين ليس فقط إلى تخزين الدهون، بل يعزز أيضاً الالتهاب واختلال وظائف الأيض.
- مع مرور الوقت، تطلق هذه الدهون الخفية مركبات ضارة، تعطّل نشاط الهرمونات، تبطئ عملية الأيض، وتزيد من احتمالية الإصابة بمقاومة الإنسولين وأمراض القلب ودهون الكبد، مما يزيد الحالة الصحية سوءاً على المدى الطويل.
- ويُعزى السبب في ذلك إلى أن الأنظمة الغذائية الغنية بالسكر تؤدي غالباً، حتى دون زيادة ملحوظة في الوزن، إلى بروز البطن وزيادة الدهون الحشوية – وهو خطر صحي خفي يتجاهله الكثيرون.
استراتيجية فعالة
- يسلط الدكتور جامناداس الضوء على الصيام كأحد أكثر الطرق فعالية لمكافحة الدهون الحشوية. فعند الصيام، تنخفض
- مستويات الأنسولين لعدم تحفيز البنكرياس على إفرازه. ويسمح انخفاض الأنسولين للجسم بالوصول إلى الدهون المخزنة كمصدر للطاقة بدلا من الاعتماد فقط على الغلوكوز من الطعام.
- وعلى عكس تقليل السعرات الحرارية البسيط، الذي يمكن أن يبطئ عملية الأيض ويؤدي إلى فقدان الدهون والعضلات، يحفز الصيام استجابة فسيولوجية مميزة. وخلال أول 12 ساعة من الصيام، يستخدم الجسم الغلوكوز المخزن في العضلات والكبد على شكل غليكوجين. بعد هذه الفترة، يبدأ الجسم في حشد احتياطيات الدهون، وتكون الدهون الحشوية أول ما يتحلل، بما يجعل الصيام فعالا بشكل خاص في استهداف الدهون الضارة المسببة للالتهابات حول الأعضاء الحيوية.
- يوضح الدكتور جامناداس أن الصيام يؤدي إلى تقليل السعرات الحرارية وتغيير جذري في كيفية استخدام الجسم للطاقة. وعند تقليل السعرات الحرارية، يشعر الجسم بنقص في السعرات الحرارية ويبطئ عملية الأيض، مما يؤدي إلى فقدان الدهون والعضلات. أما الصيام، فيسمح للجسم بسحب الطاقة من مخازن الدهون دون فقدان كبير في العضلات.
وقاية من أمراض مزمنة
ومن خلال تَحَلُل الدهون الحشوية المُخَزَّنة، يَحدُثُ انخِفاضٌ مزدوج في كُلٍ من:
- – مُحيط الخَصر
- – مستويات الالتهاب في الجسم
مما يُساهم في تحسُّن حساسية الإنسولين. ويُعَدُّ هذا التأثير المُزدوج بمثابة درعٍ واقٍ يُقلِّل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري ودهون الكبد، وفي الوقت نفسه يُعزِّز الصحة الأيضية الشاملة.
وبالنسبة للكثيرين ممن يُعانون من زيادة الوزن في منطقة البطن، يظل الصيام خياراً استراتيجياً هادفاً وفعَّالاً لتحقيق تركيب جسماني صحي.
يُمكن للصيام – عند مُرافَقَتِهِ بنظام غذائي متوازن والحدِّ من تناول السكر – أن يُحسِّن الصحة الأيضية بسرعة، ويُقلِّل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة. ومن خلال فهم الأسباب العلمية الكامنة وراء تراكم الدهون الحشوية ودور الإنسولين، يصبح الفرد قادراً على اتخاذ خياراتٍ مدروسة تدعم صحته وحيويته على المدى البعيد.
أخبار متعلقة :