أخبار السعودية

تحذير مبكر .. المربعانية تطرق الأبواب بأبرد أيام العام بعد هذه المدة فقط!

تحذير مبكر .. المربعانية تطرق الأبواب بأبرد أيام العام بعد هذه المدة فقط!

الرياض - كتبت رنا صلاح - مع اقتراب نهاية فصل الخريف، يبدأ العدّ التنازلي لأكثر فترات السنة برودة في المملكة العربية السعودية، وهي المربعانية، التي لم يتبقَّ على بدايتها سوى خمسةٍ وعشرين يومًا فقط . هذه الفترة ليست مجرد مرحلة مناخية عابرة، بل جزء أصيل من ذاكرة المجتمع السعودي وتراثه الشعبي، ترتبط في أذهان الناس بالبرد القارس، والمطر، والليالي الطويلة، ورائحة الحطب التي تعبق في الأجواء فقسيخ بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .

تحذير مبكر .. المربعانية تطرق الأبواب بأبرد أيام العام بعد هذه المدة فقط!

المربعانية — كما يسميها السعوديون والخليجيون عمومًا — هي فترة تمتد لأربعين يومًا تقريبًا، تبدأ عادة في 22 ديسمبر من كل عام، وتُعدّ الفاصل الحقيقي بين الخريف والشتاء. فيها يشتد البرد، وتقل ساعات النهار، وتزداد الرطوبة في بعض المناطق، بينما تنخفض درجات الحرارة بشكل كبير في مناطق أخرى، خصوصًا في شمال ووسط المملكة. سُميت "المربعانية" بهذا الاسم لأن مدتها تُقارب الأربعين يومًا، وهي جزء من تقسيم العرب القدماء للسنة إلى فصول موسمية مبنية على ملاحظاتهم الدقيقة للنجوم والطقس، إذ كانت هذه المعرفة ضرورية لحياتهم الزراعية والبدوية.

مؤشرات اقتراب المربعانية

قبل دخول المربعانية بأيام قليلة، تبدأ ملامح البرد الحقيقية بالظهور. تتبدل الرياح، وتزداد سرعتها، ويصبح الجو في الصباح بارداً بدرجة تلفت الأنظار. السماء غالبًا ما تكون صافية نهارًا، لكنها تميل إلى الغيوم في بعض الليالي، إيذانًا باقتراب موسم الأمطار الشتوية. كما يُلاحظ أن ساعات النهار بدأت تقصر تدريجيًا، وأن الشمس تميل في مسارها أكثر نحو الجنوب، مما يعني أن زاوية سقوط أشعتها على الجزيرة العربية أصبحت أقل دفئًا.

ما هي المربعانية؟

هذه التغيرات الصغيرة التي يعيشها الناس الآن هي مقدمة لموسم طويل يفرض إيقاعه على كل تفاصيل الحياة اليومية، من نوع الملابس والطعام وحتى أوقات الخروج والنشاطات الاجتماعية.

الظواهر المناخية في المربعانية

تُعد المربعانية ذروة الشتاء في المملكة. فيها تصل درجات الحرارة في بعض المناطق إلى ما دون الصفر المئوي، خصوصًا في شمال المملكة مثل تبوك والجوف وعرعر، بينما تشهد المناطق الوسطى مثل الرياض انخفاضًا حادًا قد يصاحبه الصقيع في الصباح الباكر. أما المناطق الساحلية الغربية والجنوبية، فغالبًا ما تنعم بأجواء معتدلة نسبيًا، لكنها لا تخلو من موجات بردٍ مفاجئة ورياحٍ باردة قادمة من الشمال.

من أهم الظواهر التي تميز المربعانية أيضًا زيادة فرص الأمطار، خصوصًا في بدايتها، إذ تتلاقى الكتل الهوائية الباردة القادمة من الشمال مع الرطوبة القادمة من البحر الأحمر، مما يؤدي إلى نشوء السحب الركامية التي تجلب أمطارًا متفاوتة الغزارة على مناطق عدة

وفي بعض السنوات، تشهد المملكة موجات باردة استثنائية تُعرف محليًا باسم “الصقيع الأبيض”، حيث تتجمد قطرات الندى على النباتات والسيارات، وتتحول المزارع إلى لوحة باردة من البلور. وهي من الظواهر التي يترقبها عشاق الشتاء بشغف، لكنها في الوقت نفسه تُسبب قلقًا للمزارعين بسبب تأثيرها على المحاصيل.

Advertisements

قد تقرأ أيضا