نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث تفاصيل خبر تعتبرها عدوًا وتهاجمها.. لماذا يستهدف الاحتلال الإسرائيلي شجر الزيتون الفلسطيني؟ في المقال التالي
أحمد جودة - القاهرة - رمز الصمود الفلسطيني يتحول إلى هدف مباشر لآلة الاحتلال
تُعد شجرة الزيتون أقدم وأقدس الأشجار في فلسطين، إذ ارتبطت بوجود الإنسان الفلسطيني على أرضه منذ آلاف السنين، فهى ليست مجرد مصدر للغذاء والدخل، بل رمز للثبات والجذور والهوية الوطنية.
غير أن هذه الرمزية جعلتها هدفًا مباشرًا لاعتداءات الاحتلال الإسرائيلي، الذي يرى فيها تجسيدًا لصمود الشعب الفلسطيني.
الزيتون.. شجرة الأرض والهوية
يُعتبر الزيتون المحصول الزراعي الأكبر في فلسطين، إذ يشغل 45% من المساحة الزراعية الكلية، وأكثر من 85% من مساحة أشجار البستنة، حسب بيانات وزارة الزراعة الفلسطينية.
وتوجد في قرية الولجة جنوب القدس أقدم شجرة زيتون في العالم، تُقدّر عمرها بنحو 5500 عام، وفق تقديرات منظمة اليونسكو.
الفلسطينيون لا يرون في الزيتون مجرد شجرة مثمرة، بل شريكًا في معركة البقاء، ومصدرًا للدخل والغذاء وحماية الأرض من المصادرة.
سياسة ممنهجة للاقتلاع والتدمير
منذ سنوات، يشن الاحتلال الإسرائيلي حربًا مفتوحة ضد شجر الزيتون الفلسطيني، عبر الاقتلاع، والمصادرة، والحرمان من الوصول إلى الأراضي، بل وسرقة الثمار أحيانًا.
وتُعد هذه الممارسات، وفق خبراء فلسطينيين، جريمة منظمة ضد الأرض والإنسان، تهدف لطمس رمزية الشجرة المباركة وتسهيل السيطرة على الأراضي الفلسطينية.
وأكد مركز أبحاث الأراضي في شمال الضفة الغربية أن قوات الاحتلال اقتعلت أكثر من 50 ألف شجرة زيتون خلال السنوات الأربع الأخيرة فقط، بينها أشجار تاريخية تعود إلى العهد الروماني.
خسائر فادحة للمزارعين
أوضح رامز عبيد، رئيس دائرة الزيتون في وزارة الزراعة الفلسطينية، أن خسائر المزارعين تجاوزت 6 ملايين دولار هذا العام نتيجة اقتلاع وتدمير نحو 9 آلاف شجرة زيتون.
كما صادرت سلطات الاحتلال عشرات آلاف الأشجار وعزلت مساحات شاسعة من الأراضي خلف جدار الضم والتوسع العنصري، مما حرم آلاف العائلات من مصدر رزقها الأساسي.
وتشير الإحصاءات إلى أن نحو 7% من مساحة الزيتون في فلسطين (70 ألف دونم) تقع بالقرب من المستوطنات أو داخلها، حيث يُمنع المزارعون من الوصول إليها إلا بتصاريح محدودة، وهو ما يؤدي إلى خسارة 5% من الإنتاج السنوي الذي يُقدّر بنحو 22 ألف طن.
صمود رغم الحصار
ورغم كل محاولات الاقتلاع والتهويد، يواصل المزارعون الفلسطينيون إعادة زراعة الأشجار واستصلاح الأراضي التالفة بدعم من مؤسسات رسمية وأهلية.
وتبقى شجرة الزيتون التي وصفها القرآن بـ "الشجرة المباركة" رمزًا خالدًا للصمود الفلسطيني، تشهد على أرضٍ لا تُنسى، وجذورٍ لا تُقتلع مهما اشتدت محاولات الاحتلال لطمسها.
أخبار متعلقة :