نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث تفاصيل خبر باحث في الشؤون الإفريقية يكشف لـ "دوت الخليج" السيناريوهات المتوقعة في الحرب بالسودان في المقال التالي
أحمد جودة - القاهرة - قال الدكتور رمضان قرني، باحث متخصص فى الشؤون الإفريقية، إن الصراع في السودان بالمرحلة الراهنة خاصة منذ مارس الماضي، انتقل إلى الغرب وتحديدًا إقليم دارفور نظرًا لما يتمتع به من تاريخية، وعسكرية، وجيوسياسية، إضافة إلى الأهمية الاقتصادية.
وأضاف قرني، في تصريحات خاصة لـ "دوت الخليج"، أن إقليم دارفور يمثل ربع مساحة السودان بالكامل، كما يتمتع بثروات ضخمة من الذهب بالتحديد والعديد من المعادن النادرة.
الدكتور رمضان قرني باحث متخصص فى الشؤون الإفريقية
الدعم السريع يسيطر على 4 إقاليم رئيسية فى دارفور
ومنذ إندلاع الصراع في عام 2023، استطاعت قوات الدعم السريع السيطرة على 4 إقاليم رئيسية في دارفور، هما الغرب والشرق والجنوب والوسط ولم يتبقي سوي إقليم شمال دارفور الذي لم تستطيع قوات الدعم السريع السيطرة عليه واكتفي الجيش بالتواجد في شمال دارفور وتحديدًا مدينة الفاشر الأشهر في شمال دارفور، ما جعل وجود الجيش في الفاشر حائلًا أمام الدعم السريع للسيطرة بشكل كامل على دارفور.
رغبة الدعم السريع في السيطرة على غرب السودان
وتابع: "بعد إعلان قوات الدعم السريع حكومة تأسيس في مدينة نيالا بإقليم جنوب دارفور أصبح هناك رغبة قوية لدي الدعم السريع في السيطرة على غرب السودان بالكامل، وهنا نعني الغرب الذي يضم إقليم دارفور، علاوة على ذلك الدعم السريع يتركز في منطقة المثلث الحدودي بين مصر وتشاد وليبيا وبالتالي منطقة الغرب بالكامل والتى تتمتع بأهمية اقتصادية ويمكن القول أن سيطرة الدعم السريع على الفاشر وإقليم دارفور أو ما يسمي الغرب السوداني بالكامل يمكن أن يحول مشروع الدعم السريع من حكومة موازية في إقليم كردفان ونيالا إلى دولة موازية في غرب السودان بالتالي يصبح أمر التقسيم واقعيًا وحقيقيًا بدرجة كبيرة هذا على المستوي الاستراتيجي الأكبر.
الدعم السريع يخطط ليصبح جزءًا من المعادلة السياسية
ويري الباحث المتخصص فى الشؤون الإفريقية، أن ربما يكون هناك رغبة من قبل الدعم السريع في تحقيق انتصارات على أرض الواقع حتى تظل على طاولة المفاوضات أو تكون جزءًا منها، وربما تزامنت انتصارات الدعم السريع في الفاشر وسيطرته عليها بالتوزاى مع اجتماعات الرباعية الدولية في واشنطن والاجتماعات التى نظمتها الإدارة الأمريكية مع الدعم السريع والجيش، إضافة إلى رغبة الإدارة الأمريكية في فرض هدنة إنسانية لمدة 4 أشهر.
وأشار الدكتور رمضان قرني، إلى أن تسريع الدعم السريع في السيطرة على الفاشر ليكون جزءًا من المعادلة السياسية في السودان والحل السياسي وهو أمر يرفضه الجيش السوداني بطبيعه الحال.
انسحاب الجيش السوداني من الفاشر؟ ما السبب؟
وفيما يتعلق بانسحاب الجيش السوداني من الفاشر وترك القوة المدينة وبالتحديد فرقة المشاة التابعة للجيش، يجب أن يتم أخذها بحذر شديد فقد كشفت التجارب بين الدعم السريع والجيش السوداني على مدار العامين السابقين أن الانتصارات العسكرية متبادلة بين الطرفين فقد تسيطر أحد القوتان على مدينة في الصباح ثم تهزم في المساء ويتخلي عنها، وهو تقريبًا ما يحدث في معظم إقاليم السودان فهناك سيطرة متبادلة ونجاحات عسكرية متبادلة بين الطرفين، لذلك فإن الجزم بسيطرة كاملة لإحدي الفريقين فهي مسألة في غاية الصعوبة، بالتالي فإن السيطرة الكاملة وانسحاب الجيش وفقًا لما أعلن عنه الفريق البرهان والتى تأتي بغرض حماية المدنيين ووقف سفك الدماء لكن ما زال هناك تمركز للجيش في مطار الفاشر والقوة المشتركة وهي حليف الجيش في منطقة غرب الفاشر، وبالتالي فإن كل هذه التمركزات تجعل استمرار العملية العسكرية بين الطرفين مسألة متوقعة في أي لحظة.
ولفت إلى رغبة الجيش الملحة في استعادة السيطرة على مدينة الفاشر ليساهم في رفع الروح المعنوية للجنود، ويقدم نفسه للداخل السوداني بأنه الحامي للسيادة الوطنية وبالتالي ليس من السهولة بتسليم الجيش مكانه للدعم السريع في الفاشر.
فرار قرابة 30 ألفًا من الفاشر خلال 72 ساعة
وتوقع قرني، أن تكون هناك محاولات قوية ومستميتة من الجيش لإستعادة الفاشر في المرحلة المقبلة وربما يشهد عمليات عسكرية واسعة لن تكون في الفاشر فقط ولكن ستشمل شمال دارفور، وإقليم كردفان، بالتالي في ظل هذا الوضع يجب أن يؤخذ هذا الأمر في عين الاعتبار فالوضع الإنساني المتدهور في الفاشر وإقليم دارفور سواء التقارير الدولية التى تحدثت عن أرقامًا مذهلة والتى شملت فرار قرابة 30 ألف مواطن خلال 72 ساعة في الأسبوع الماضي، فيما كشفت تقارير أمريكية عن عمليات تطهير عرقي تقوم بها قوات الدعم السريع في السودان.
عمليات عسكرية متبادلة بين الجيش السوداني والدعم السريع
وكشف توجهات داخل الكونجرس لتصنيف مليشيا الدعم السريع باعتبارها جماعة أوتنظيم إرهابي فجميع هذه الأمور سوف تكون أحد الضغوطات القوية على الدعم السريع خاصة في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي تتحدث عن عمليات القتل وجرائم الحرب التي تحدث ضد الإنسانية والتى من المتوقع أن تضر بصورة الدعم السريع أمام بعض المكونات المدنية المتحالفة معه ضمن تحالف تأسيسي، بالتالي فالمرحلة القادمة ستشهد عمليات عسكرية متبادلة وربما قوية بين الجيش والدعم السريع، وسنشهد تدخلات دولية في محاولة لفرض هدنة إنسانية، وربما يكون الاتحاد الإفريقي، والأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية عليها التحرك القوي في المرحلة المقبلة للحفاظ على أرواح المدنيين في دارفور.
أخبار متعلقة :