العالم اليوم - توتال إنرجيز: أبوظبي ترسخ موقعها كعاصمة عالمية للطاقة

انتم الان تتابعون خبر توتال إنرجيز: أبوظبي ترسخ موقعها كعاصمة عالمية للطاقة من قسم اخبار العالم والان نترككم مع التفاصيل الكاملة

شهد محمد - ابوظبي في الثلاثاء 4 نوفمبر 2025 02:16 مساءً -  يُعد "أديبك" الحدث الأضخم عالميًا في صناعة الطاقة، إذ يهدف في نسخته الحادية والأربعين إلى معالجة التحدي المزدوج الذي يواجه العالم: تعزيز مرونة أنظمة الطاقة الحالية، وفي الوقت ذاته توسيع نطاق الحلول الذكية لتسريع التقدم الشامل، في عقد يُوصف بأنه حاسم لمستقبل الطاقة العالمي.

وفقًا للموقع الرسمي للمؤتمر، يشكل "أديبك" منصة يتحول فيها الحوار إلى إنجاز فعلي، تُعرض فيها الحلول وتتخذ القرارات ويُحفز التعاون لتحقيق قيمة طويلة الأجل، ودفع عجلة التحول في منظومة الطاقة الدولية.

ومن بين أبرز المشاركين هذا العام، كان رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجيز، باتريك بويانيه، الذي تحدث في حوار حصري ضمن برنامج "بزنس مع لبنى" ضمن فعاليات المؤتمر، مقدماً رؤية شاملة حول استراتيجية الشركة، والتحولات الجارية في سوق الطاقة، ودور الغاز الطبيعي المسال والتقنيات منخفضة الانبعاثات في تلبية الطلب العالمي المتزايد.

أبوظبي مركز الطاقة العالمي: تحوّل في المشهد الدولي

استهل بويانيه حديثه بالإشادة بمكانة أبوظبي في المشهد العالمي، معتبرًا إياها "عاصمة الطاقة في العالم"، مشيراً إلى التطور النوعي الذي شهده "أديبك" منذ انطلاقه قبل أكثر من أربعة عقود.

وقال في هذا السياق إن حضور قادة القطاع في العاصمة الإماراتية أصبح "تقليدًا سنويًا"، مؤكداً أن النقاشات التي تُجرى في أروقة المؤتمر باتت تؤسس لقرارات مؤثرة في مستقبل الطاقة العالمي.

وأشار بويانيه إلى أن مقاربة الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ "أدنوك " ومجموعة شركاتها، "عملية وواضحة"، إذ شدد على الحاجة إلى مزيد من الطاقة لتلبية متطلبات النمو والتوسع في مجالات الذكاء الاصطناعي والصناعة، بالتوازي مع خفض الانبعاثات عبر تبني تكنولوجيات أكثر كفاءة.

وأكد بويانيه دعمه الكامل لهذه الرؤية، معتبرًا أن المزيج بين الطاقة والذكاء والأثر البيئي يمثل مقاربة متكاملة لتحقيق الاستدامة.

استراتيجية توتال إنرجيز: بناء على الغاز والنفط والكهرباء

كشف بويانيه أن استراتيجية الشركة تقوم على ثلاث ركائز رئيسية: الغاز، النفط، والكهرباء، مؤكدًا أنها تستند إلى نظرة طويلة المدى لا ترتبط مباشرة بأسعار النفط في الأسواق.

وأوضح أن الطلب العالمي على النفط ما يزال قويًا، إذ ينمو بنسبة 1 بالمئة سنويًا، مدفوعًا بقطاعات البتروكيماويات والطيران والتنقل.

كما أشار إلى أن الطلب على الغاز الطبيعي المسال والكهرباء يشهد توسعًا كبيرًا، مما يدفع الشركة إلى تنمية أعمالها في مختلف الأسواق.

وشدد بويانيه على أن توتال إنرجيز تتبع نهجًا فعالًا في تطوير مشاريعها، حتى في ظل أسعار منخفضة للنفط، مشيرًا إلى أن تكلفة إنتاج البرميل في أبوظبي تقل عن خمسة دولارات، ما يجعل الاستثمار في المنطقة خيارًا مجديًا ومغريًا من حيث الكفاءة والعائد.

وأضاف أن العلاقة بين العرض والطلب ظلت متوازنة نسبيًا خلال الأعوام الثلاثة الماضية، مع استقرار أسعار النفط بين 65 و80 دولارًا للبرميل، نتيجة الطلب الجيد والعوامل الجيوسياسية مثل العقوبات المفروضة على روسيا.

ولفت إلى أن قرار الولايات المتحدة بفرض عقوبات جديدة على شركتين روسيتين يشكل عنصرًا مؤثرًا في الأسواق، متوقعًا استمرار الأسعار ضمن نطاق مستقر دون تراجع كبير، بفضل قوة الأسس الاقتصادية للطلب العالمي واستقرار إنتاج أوبك ودول خارجها.

الغاز الطبيعي المسال: ركيزة النمو وتنويع المحفظة

وصف بويانيه الغاز الطبيعي المسال بأنه "عنصر محوري في محفظة الشركة واستراتيجيتها المستقبلية".

وأوضح أن توتال إنرجيز تحتل المرتبة الثالثة عالميًا في هذا المجال، بقدرة مبيعات سنوية تصل إلى 40 مليون طن. وتعمل الشركة على توسيع حصتها في سوق يتراوح حجمه بين 400 و600 مليون طن سنويًا، عبر استثمارات استراتيجية في مناطق مختلفة.

وأشار إلى أن نحو ثلث محفظة الغاز الطبيعي المسال للشركة يُنتج في الولايات المتحدة، التي تمثل سوقًا آمنة ومستقرة. كما تعمل الشركة على تنويع مواقع الإنتاج عبر مشاريع في عُمان وقطر وموزمبيق، إلى جانب مشاريع أخرى قيد الإنشاء في الشرق الأوسط.

وتحدث بويانيه عن مشروع الشركة في سلطنة عمان، وهو الأول من نوعه في المنطقة بفضل تشغيله بالكهرباء وانبعاثاته المنخفضة، مؤكداً أن هذا التوجه يعكس التزام الشركة بالمعايير البيئية العالمية.

وأعرب عن تفاؤله بقدرة أبوظبي على تطوير موارد الغاز الطبيعي التقليدية وغير التقليدية، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة تمثل "عصرًا جديدًا للتنمية في قطاع الغاز" في الإمارة، التي تسعى لتوسيع مساهمتها في مزيج الطاقة العالمي.

العراق: نموذج الشراكة والمسؤولية

انتقل بويانيه للحديث عن تجربة الشركة في العراق، التي وصفها بـ"المغامرة الكبرى".

وقال إنه عاد إلى العراق في عام 2020، وبعد أحد عشر عامًا من العمل المتواصل، أصبحت لتوتال إنرجيز مشاريع متعددة أسهمت في تطوير البنية التحتية للطاقة في البلاد.

وفي حديثه عن مشاريع "توتال إنرجيز" في العراق، أوضح رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة، باتريك بويانيه، أن الجنوب العراقي، وتحديدًا محافظة البصرة، يشهد كميات هائلة من حرق الغاز المصاحب لاستخراج النفط، وهو ما دفع الشركة إلى إطلاق مشروع متكامل لالتقاط هذا الغاز وإيقاف عمليات الحرق. وأشار إلى أن الهدف هو معالجة الغاز وتنقيته ليصبح صالحًا لتغذية محطات الكهرباء المحلية، بما يسمح للعراق بالاعتماد على موارده الذاتية بدلًا من استيراد الغاز من الخارج.

وفي ما يتعلق بالطاقة المتجددة، كشف بويانيه أن "توتال إنرجيز" تبني حاليًا محطة للطاقة الشمسية بقدرة إجمالية تصل إلى 1 غيغاواط، على أن تدخل المرحلة الأولى منها، بطاقة 300 ميغاواط، حيز التشغيل مطلع عام 2026، في خطوة تعدّ نقلة نوعية في مسار تنويع مصادر الطاقة في العراق.

أما في قطاع النفط، فتعمل الشركة على تطوير حقل "أرطاوي"، الذي سيشهد ارتفاعًا تدريجيًا في إنتاجه من 60 ألف برميل يوميًا إلى نحو 210 آلاف برميل، على أن يبلغ 120 ألف برميل يوميًا مع بداية عام 2026، ما سيعزز العائدات النفطية للدولة.

كما أشار بويانيه إلى مشروع محطة المياه الذي وُصف بأنه من أكثر المشاريع الحيوية التي انتظرها العراق منذ سنوات، والمخصص لتحلية مياه البحر لاستخدامها في دعم إنتاج النفط بالحقول الجنوبية. وأكد أنه تم توقيع العقد رسميًا، على أن يرى المشروع النور خلال أربع إلى خمس سنوات.

واكد بويانيه خلال حديثه إن "توتال إنرجيز" كرّست أقصى جهودها لإنجاح هذه المشاريع الكبرى، معتبرًا أن ما يجري في العراق يمثل التزامًا استراتيجيًا طويل الأمد من جانب الشركة تجاه مستقبل الطاقة في البلاد.

التحالف ضد انبعاثات الميثان: التزام بيئي عالمي

في إطار الجهود العالمية لتعزيز التحول الطاقي المسؤول، أشاد رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجيز باتريك بويانيه بمبادرة الدكتور سلطان الجابر التي أُطلقت خلال مؤتمر COP28 في دبي، واعتبرها خطوة غير مسبوقة في إشراك صناعة النفط والغاز — بما في ذلك الشركات الوطنية وليس فقط الدولية — في مسار الحد من الانبعاثات ومكافحة التغير المناخي.

وأشار بويانيه إلى أن 55 شركة انضمت حتى الآن إلى ميثاق الصناعة الذي تمخض عن هذه المبادرة، مؤكدًا أن مشاركته كأحد “الأبطال الثلاثة” إلى جانب الدكتور سلطان الجابر وأمين الناصر، الرئيس التنفيذي لأرامكو، تمثل شرفًا ومسؤولية لتحويل التعهدات إلى واقع عملي.

وأوضح بويانيه أن الميثاق حدد هدفين رئيسيين: وقف حرق الغاز بحلول عام 2030، وتحقيق انبعاثات ميثان شبه صفرية في العام ذاته، مشيرًا إلى أن أهمية الميثان تكمن في أثره المناخي الكبير رغم انبعاثه بكميات محدودة، لكنه يمكن أن يصبح مصدرًا طاقيًا مستدامًا إذا جرى التحكم بانبعاثاته باستخدام التقنيات الحديثة.

وأكد أن توتال إنرجيز نجحت في خفض انبعاثات الميثان بنسبة 50 بالمئة بين عامي 2010 و2020، وتخطط لخفض إضافي بنسبة 60 بالمئة بحلول 2025، لتصل بنهاية العقد إلى أقل من 0.01 بالمئة، وهو مستوى قريب من الصفر. كما أشار إلى تطوير الشركة تقنيات طائرات مسيّرة لرصد انبعاثات الميثان عبر مواقعها العالمية، تُستخدم حاليًا في أنغولا ونيجيريا، إضافة إلى تركيب أكثر من 13 ألف جهاز استشعار لمراقبة التسربات في الوقت الفعلي.

وشدد بويانيه على أن النجاح في هذا المجال لا يتطلب تشريعات جديدة بقدر ما يحتاج إلى تعاون واسع بين القطاعين العام والخاص، مشيرًا إلى أن الشراكة في مبادرة OGDC أو ما يعرف بـ "ميثاق خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز (Oil & Gas Decarbonization Charter) التي أُطلقت في دبي بمبادرة من الدكتور سلطان أحمد الجابر" تعد من أبرز إنجازاته خلال السنوات الأخيرة.

واختتم بالتأكيد على أن نتائج هذه الجهود ستُعرض في مؤتمر COP30 في البرازيل ضمن أول جلسة مخصصة لـ“يوم الطاقة”، معتبرًا أن ذلك دليل على أن العمل الجماعي للصناعة أصبح مبادرة عالمية موثوقة، موجّهًا شكره إلى الدكتور سلطان الجابر على قيادته “الجهد الذي جعل الصناعة جزءًا من الحل لا من المشكلة.”

بهذا المعنى، يمكن قراءة حضور توتال إنرجيز في أديبك 2025 كجزء من تحالف استراتيجي عالمي يتجاوز حدود الأسواق التقليدية، ليكرس مفهوم "التحول المسؤول" — حيث تبقى الكفاءة الاقتصادية والالتزام البيئي وجهين لعملة واحدة في مستقبل الطاقة.

نرجو ان نكون قد وفقنا في نقل التفاصيل الكاملة الخاصة بخبر توتال إنرجيز: أبوظبي ترسخ موقعها كعاصمة عالمية للطاقة .. في رعاية الله وحفظة

أخبار متعلقة :