المقترح الرباعي وموقف الجيش السوداني: قراءة في خلفيات الرفض والتصعيد

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث تفاصيل خبر المقترح الرباعي وموقف الجيش السوداني: قراءة في خلفيات الرفض والتصعيد في المقال التالي

أحمد جودة - القاهرة - دخلت الحرب السودانية مرحلة أكثر تعقيدًا بعد رفض الجيش السوداني، بقيادة عبد الفتاح البرهان، المقترح الذي قدّمته اللجنة الرباعية المكوّنة من الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر، والمتعلق بوقف إطلاق النار في البلاد. المقترح، الذي عُرض خلال الأيام الماضية، يقضي بإقرار هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، تتبعها محادثات سياسية تهدف للوصول إلى اتفاق سلام دائم.

إلا أنّ ردّ الجيش جاء حاسمًا ورافضًا، معتبرًا المقترح “غير مقبول”، ومشكّكًا في حياد اللجنة الرباعية، وهو ما يفتح ملفًا كبيرًا حول أسباب الموقف العسكري وتداعياته على مسار الحرب.

ما الذي يتضمنه المقترح الرباعي؟

1. هدنة إنسانية لمدة 3 أشهر

الهدف الأساسي من الهدنة هو وقف النزيف الإنساني، وتسهيل دخول المساعدات، وتهيئة بيئة مناسبة لبدء حوار سياسي.

2. تشجيع الطرفين على الدخول في مفاوضات مباشرة

تتوقع اللجنة أن تكون الهدنة مدخلًا نحو اتفاق شامل يعالج جذور النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع.

3. استبعاد الطرفين من الحكم الانتقالي بعد الحرب

المقترح ينص على عدم مشاركة الجيش ولا قوات الدعم السريع في السلطة السياسية بعد انتهاء النزاع، في محاولة لتأسيس مرحلة انتقالية جديدة محايدة.

4. إعادة هيكلة المؤسسة الأمنية

حسب تصريحات البرهان، نصّت الورقة على حلّ الأجهزة الأمنية وإعادة تشكيلها بطريقة يرى الجيش أنها تُضعف دوره وتُبقي قوات الدعم السريع في مواقعها الميدانية الحالية.

ثانيًا: لماذا رفض الجيش المقترح؟

1. التشكيك في حياد اللجنة الرباعية

البرهان صرّح بأن وجود الإمارات داخل اللجنة يجعلها “غير مبرأة للذمة”، متهمًا أبوظبي بدعم قوات الدعم السريع. ويرى الجيش أن أي تفاوض بوجود طرف يعتبره داعمًا لخصمه هو تفاوض غير متوازن.

2. اعتبار المقترح تهديدًا لوجود الجيش

البرهان انتقد الورقة ووصفها بأنها “أسوأ ورقة”، لأنها – حسب قوله – تلغي وجود الجيش وتطالب بحل الأجهزة الأمنية الرسمية، بينما تمنح الدعم السريع وضعًا ميدانيًا لا يتغير.

3. التطورات الميدانية الأخيرة

فقدان الجيش مدينة الفاشر، وسيطرة قوات الدعم السريع على كامل دارفور، جعل المؤسسة العسكرية أكثر حساسية تجاه أي مقترحات تُشعرها بأنها في موقف تفاوضي ضعيف.

ثالثًا: موقف قوات الدعم السريع

على النقيض، أعلنت قوات الدعم السريع موافقتها على المقترح، وهو ما يمنحها — سياسيًا — فرصة للظهور كطرف مستعد للحوار بينما يرفض الجيش، في وقت تتعرض فيه القوات لاتهامات واسعة بارتكاب انتهاكات في دارفور والفاشر.

رابعًا: المشهد العام للحرب

منذ اندلاعها في أبريل 2023، تسببت الحرب في مقتل عشرات الآلاف، وتشريد نحو 12 مليون شخص، في واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية عالميًا. ومع تصاعد المعارك وغياب مسار تفاوضي مقبول للطرفين، تبدو الأزمة بعيدة عن الحل في المدى القريب.

أخبار متعلقة :