فن ومشاهير

المدينة البعيدة” يهيمن على نسب المشاهدة… والأرقام تكشف أزمة في باقي المسلسلات

  • المدينة البعيدة” يهيمن على نسب المشاهدة… والأرقام تكشف أزمة في باقي المسلسلات 1/3
  • المدينة البعيدة” يهيمن على نسب المشاهدة… والأرقام تكشف أزمة في باقي المسلسلات 2/3
  • المدينة البعيدة” يهيمن على نسب المشاهدة… والأرقام تكشف أزمة في باقي المسلسلات 3/3

القاهرة - محمد ابراهيم - “المدينة البعيدة” يحافظ على الصدارة وسط تراجع جماهيري لباقي المسلسلات

تثبت الدراما التركية حضورها القوي على الساحة الإقليمية والعالمية، بفضل تنوع الأعمال وجودة الإنتاج التي اعتاد عليها الجمهور خلال السنوات الأخيرة. ومع ذلك، يظل هناك دائمًا عمل واحد يلفت الأنظار ويخطف القلوب، وهو ما حققه مسلسل “المدينة البعيدة” في موسمه الثاني.
فقد تصدر المسلسل قائمة نسب المشاهدة الأسبوعية محققًا 13.27 نقطة، وهو رقم يُعد الأعلى لهذا الموسم حتى الآن. هذا النجاح الكبير لم يأتِ بمحض الصدفة، بل نتيجة مزيج من الحبكة المشوقة، والإخراج المتقن، وأداء النجوم الذين استطاعوا أن يمنحوا العمل بعدًا إنسانيًا عميقًا يلامس مشاعر المشاهد. وبفضل ذلك، انفرد العمل بصدارة المشهد الدرامي متفوقًا بفارق واسع على أقرب منافسيه.

مسلسل المدينة البعيدة
مسلسل المدينة البعيدة

منافسة محتدمة على المراتب التالية

ورغم أن المسافة بينه وبين المركز الثاني كانت كبيرة، إلا أنّ الأعمال الأخرى حاولت أن تثبت وجودها على الساحة. فقد جاء “حلم أشرف” في المرتبة الثانية بـ 7.78 نقطة، وهو عمل استطاع أن يحقق قاعدة جماهيرية لا بأس بها بفضل قصته الاجتماعية. أما “المنظمة” فجاء في المركز الثالث بـ 6.57 نقطة، محاولًا الحفاظ على مكانته ضمن دائرة المنافسة من خلال طابعه البوليسي والإثارة.
فيما حلّ “شراب التوت” رابعًا بـ 6.28 نقطة، ثم جاء “الشوارع الخلفية” خامسًا بـ 6.04 نقطة، وهو مسلسل عريق ما دام كان حاضرًا على الشاشة التركية منذ سنوات طويلة. هذه النتائج تشير إلى أن المنافسة قائمة، لكنها ما زالت غير كافية لتهديد عرش “المدينة البعيدة”.

بطل المسلسل اوزان اكابا
بطل المسلسل اوزان اكابا

توزيع متباين لبقية الأعمال

إذا ما انتقلنا إلى بقية القائمة، سنجد أن هناك تفاوتًا واضحًا في النتائج؛ إذ حصل “الخليفة: نداء الجذور” على 5.99 نقطة، تلاه “الخفقان” بـ 5.35، ثم “المحتالون” بـ 5.22، بينما اقترب منهما “ولي العهد” بـ 5.19، و**“جبل القلب”** بـ 5.17. هذه الأرقام تعكس أن هناك أعمالًا تقف على خط الوسط، لم تتمكن من تحقيق انطلاقة قوية، لكنها ما زالت قادرة على جذب شريحة معينة من الجمهور.
أما في المراتب الأخيرة، فجاء “أبناء الجنة” بـ 4.60، و**“عيناك كالبحر الأسود”** بـ 3.84، و**“الغيرة”** بـ 3.59، وصولًا إلى “حب ودموع” بـ 2.63، ثم “دين الحياة” الذي اختتم القائمة بـ 2.60. هذه النتائج تكشف عن صعوبة المنافسة بالنسبة للأعمال ذات الإنتاج البسيط أو القوالب المكررة، إذ لم تستطع مواجهة قوة الأعمال الضخمة التي تصدرت المشهد.

طاقم عمل المسلسل
طاقم عمل المسلسل

تساؤلات حول مستقبل الدراما التركية

ورغم غزارة الإنتاج الدرامي التركي، إلا أن الأرقام تؤكد أن النسبة الكبرى من الأعمال لم تحقق النجاح المأمول، ما يثير تساؤلات حول أسباب هذا التراجع. فهل أصبح الجمهور يشعر بالملل من تشابه الأفكار والقصص التقليدية التي تُعاد بصيغ مختلفة؟ أم أن ذائقة المشاهد تطورت وأصبحت أكثر ميلًا نحو الأعمال العالمية التي تُعرض عبر المنصات الرقمية؟


إضافة إلى ذلك، يرى بعض النقاد أن المنافسة لم تعد محلية فقط، فالمشاهد التركي والعربي بات يقارن بين الدراما التركية وغيرها من الإنتاجات العالمية، مما يضع صنّاع الدراما أمام تحديات أكبر.
ومع كل هذه الملاحظات، يبقى مسلسل “المدينة البعيدة” حالة خاصة، إذ استطاع أن يجمع بين العاطفة الإنسانية والبعد الاجتماعي والدرامي، ليبقى العمل الأكثر متابعة هذا الموسم، مثبتًا أن النجاح الحقيقي لا يعتمد فقط على الديكور والإنتاج، بل على قصة متماسكة وشخصيات قريبة من الواقع.

Advertisements

قد تقرأ أيضا