دبي - احمد فتحي في الأحد 16 فبراير 2025 08:13 مساءً - شاهندة إبراهيم _ قال المهندس حسن المراكبي المدير التنفيذي لشركة المراكبي للصلب، إن فرض أي تعريفات جمركية في دولة كبيرة مثل أمريكا سينتج عنه تداعيات سلبية وينذر بتقليل حجم التجارة الدولية. فيما أشار إلى أن الاتحاد الأوروبي كان معفيًّا تمامًا من الرسوم مقابل تحديد كوتة معينة لدخول منتجاته إلى أمريكا، إذ يصدر 3 إلى 3.5 ملايين طن من منتجات الحديد سنويًّا.

ولفت المراكبي في تصريحاته لجريدة دوت الخليج، إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد فرض في الفترة الرئاسية الأولى رسومًا جمركية بنسبة 25% على صادرات مصر من منتجات الحديد.

وتوقع تأثر صادرات مصر إلى أمريكا خلال الفترة المقبلة، كما تكهن باتباع جميع الدول إجراءات وقائية لحماية صناعتها، وهو ما ينذر بوجود تحديات أمام نفاذية المنتجات في ظل مرور الاقتصاد العالمي بنوع من أنواع الضعف الشديد في الطلب.

ونبّه إلى أن الأزمة تكمن في تأثر صادرات الدول المصدرة إلى أمريكا، وهو ما يجعلها تبحث عن وجهات أخرى تستقبل منتجاتها، معتبرًا أن هذا التحدي الأول لأن في النهاية هناك شقين، الأول للواردات والثاني للصادرات، وإذا لم يتم حماية شق الواردات إلى مصر، خاصة مع الرسوم الحمائية الأمريكية، سيحدث نوع من أنواع الهجوم واختراق السوق المحلية بقوة، وهو ما يهدد الصناعة المصرية.

إفريقيا والأسواق المجاورة لمصر ستشهد منافسة شديدة

وتوقع أن تكون المنافسة عنيفة للغاية، حتى في الدول التي لم تتخذ إجراءات وقائية بالمثل، ومنها الأسواق الإفريقية التي ستكون بوابة مهمة أمام الصادرات المهاجرة من أمريكا.

كما رجّح المدير التنفيذي لشركة المراكبي للصلب أن تشهد الأسواق المجاورة لمصر منافسة شديدة، ولكن مصر تمتلك ميزة تنافسية قوية فيها، وهي اتفاقيات التجارة الحرة التي لا تتأثر بفرض رسوم جمركية، إلا في حالة الاتحاد الأوروبي نظرًا لتطبيقه كوتة معينة لكميات الحديد التي تدخل أسواقه كل ربع عام.

وقال إن مصر تتمتع بعدد من اتفاقيات التجارة الحرة مع مجموعة من الدول، ومنها إفريقيا وأمريكا الجنوبية والمغرب.

ويرى أن العالم قطعة واحدة، بمعنى أنه طالما بدأت تظهر رسوم للحماية أو رسوم الإغراق أو التعريفات الجمركية في دولة واحدة، فبالتبعية سيتم تعميم هذا التوجه في جميع الدول لحماية صناعتها.

وشدد على ضرورة دراسة التأثير السلبي وفرض رسوم وقائية تحمي الصناعة المحلية، نظرًا لأن الأزمة لا تقتصر على تأثر الصادرات، وإنما المشكلة الأكبر في الواردات المحتمل دخولها وبحثها عن أسواق بديلة لتفريغ منتجاتها.

تفاؤل بارتفاع الطلب من المغرب والسعودية مع استضافة كأس العالم

وعلى نحو آخر، أعلن عن تفاؤله بارتفاع الطلب من المغرب والسعودية نظرًا للنشاط العمراني المتوقع بسبب استضافة تنظيم كأس العالم، بجانب مشروعات التنمية العمرانية الضخمة في الرياض، فيما نوّه إلى أن إعمار ليبيا يسير بشكل جيد، كما بدأ يظهر طلب أيضًا من سوريا ولبنان والسودان.

وأعرب المراكبي عن أمله في استمرار استقرار الأوضاع في غزة، وأن يكون لمصر دور كبير في إعمارها.

ونبّه إلى أن استقرار الدول المحيطة بمصر وبداية عمليات إعمارها ستكون الرهان الرابح.

وقدّر عمليات إعمار غزة بنحو 40 إلى 50 مليار دولار، بالإضافة إلى أن ليبيا تشهد تطورًا كبيرًا في عمليات الطلب على المنتجات المصرية بشكل سنوي، والسودان أيضًا سوق كبيرة وواعدة.

كما أشار إلى أن مشروع رأس الحكمة سيحدث انتعاشة لأعمال القطاع في مصر، فيما أكد على قدرة الطاقات الإنتاجية للمصانع على تغطية الطلب المتوقع.

وأوضح أن الطاقات الإنتاجية المتاحة حاليًا في مصر ما يقرب من 15 مليون طن من حديد التسليح سنويًّا، مقابل استخدام 50% فقط منها.