الرياض - كتبت رنا صلاح - تشهد المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة تحولات جوهرية في شتى المجالات، سواء على الصعيد الاقتصادي أو الاجتماعي أو الإداري، في إطار مساعيها لتحقيق مستهدفات رؤية 2030 ومن بين الملفات التي أثارت نقاشاً واسعاً داخل المجتمع السعودي في الفترة الأخيرة، الحديث عن مقترح تغيير نظام العطلة الأسبوعية ليصبح الجمعة والسبت والأحد، مع تقليص أيام العمل الفعلية إلى أربعة أيام فقط ومفنط بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .
الموظفون على موعد مع المفاجأة .. دوام أخف وعطلة أطول في السعودية!
حتى الآن، لم يصدر أي قرار رسمي باعتماد العطلة الجديدة، وما زال نظام الإجازة الأسبوعية في القطاعين الحكومي والخاص قائماً على يومي الجمعة والسبت، مع بقاء الأحد يوم عمل طبيعي غير أن النقاش حول الموضوع يأخذ أبعاداً متعددة، حيث تعمل الجهات المختصة على دراسة شاملة للجدوى، تشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والتنظيمية، إضافة إلى مراجعة التجارب الدولية في دول سبقت إلى تطبيق أسبوع العمل ذي الأربعة أيام.
الموضوع إذن ليس شائعة عابرة، وإنما خيار مطروح على الطاولة، يخضع لمراجعة دقيقة تراعي مصالح العاملين وأصحاب الأعمال على حد سواء.
دوافع طرح الفكرة
ليس من قبيل الصدفة أن تثار مسألة تقليص أيام العمل وزيادة العطلة، فالمملكة تنظر إليها كخطوة استراتيجية تتماشى مع رؤية السعودية 2030، التي تركز على رفع جودة الحياة وتعزيز جاذبية المملكة للاستثمار الأجنبي وتوفير بيئة عمل عصرية متوازنة.
من أبرز الدوافع:
- تحسين التوازن بين العمل والحياة: إتاحة وقت أكبر للعاملين للراحة والاهتمام بشؤونهم الأسرية والشخصية.
- تعزيز الإنتاجية: دراسات عالمية أثبتت أن تقليص أيام العمل لا يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية، بل إلى ارتفاعها في كثير من الحالات.
- مواءمة النظام السعودي مع الاقتصاد العالمي: إذ إن جعل الأحد عطلة رسمية يسهّل عمليات التبادل التجاري مع الأسواق العالمية التي تعمل من الاثنين إلى الجمعة.
- تخفيف الضغط على البنية التحتية: بما في ذلك تقليل الازدحام المروري واستهلاك الطاقة.
ثلاثة أيام عطلة
في حال اعتماد المقترح سيحصل المواطن والمقيم في المملكة على ثلاثة أيام متصلة من العطلة وهذا يفتح المجال أمام أنماط جديدة من الحياة الاجتماعية والاقتصادية، مثل:
- تنشيط السياحة الداخلية والخارجية: فزيادة العطلة تشجع الأسر على السفر وقضاء أوقات أطول في الوجهات السياحية.
- تعزيز الروابط الأسرية: الوقت الإضافي يتيح فرصاً أكبر للتجمع العائلي والأنشطة المشتركة.
- الاهتمام بالصحة والرياضة: حيث يمكن استثمار يوم إضافي في ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية، مما يقلل من نسب الأمراض المرتبطة بالخمول والإرهاق.