أحمد جودة - القاهرة - حذرت وزارة الزراعة والري السودانية المواطنين القاطنين على ضفاف نهر النيل في المناطق الشمالية من البلاد من ارتفاع خطير في مناسيب المياه.

وأكدت الوزارة أن ارتفاع مناسيب المياه وصل إلى مرحلة الفيضان في عدة ولايات. وذكرت الوزارة في بيان رسمي أن محطتي شندي والخرطوم سجلتا مستويات مائية مرتفعة تجاوزت معدلات الأمان، مشيرة إلى أن ولايات نهر النيل، النيل الأبيض والخرطوم دخلت فعليا مرحلة الفيضان.

وأفادت مصادر محلية بتعرض عشرات الأسر في قرى شمال مدينة الخرطوم بحري إلى تشريد مفاجئ خلال اليومين الماضيين، نتيجة اجتياح مياه النيل لمنازلهم وأراضيهم الزراعية، وسط استغاثات متزايدة من السكان بضرورة توفير الدعم الإغاثي العاجل.

وفي السياق ذاته قال اللواء قرشي حسين مساعد مدير الدفاع المدني للشؤون الفنية والطوارئ والكوارث إن الأضرار الناجمة عن الفيضان حتى الآن انحصرت في القطاع الزراعي، لافتا إلى أن ولايات سنار، الجزيرة والخرطوم شهدت تضررا واسعا للمزارع والمناطق الريفية ويجري حاليا حصر الخسائر بدقة.

ورغم التحذيرات في شمال البلاد أشارت وزارة الزراعة والري إلى انحسار متسارع لمناسيب النيل في المناطق الواقعة بين الروصيرص (بإقليم النيل الأزرق) والخرطوم، ما يشير إلى تحول موجة الفيضان تدريجيا شمالا.

ويعاني السودان سنويا من فيضانات نهرية موسمية بسبب ارتفاع منسوب مياه النيل وروافده خلال فصل الخريف وهي ظاهرة تكررت خلال الأعوام الأخيرة بوتيرة أشد وأدت إلى أضرار بشرية ومادية واسعة وتهديد مباشر للبنية التحتية الزراعية والسكنية في المناطق الريفية.

وكانت لجنة الفيضانات السودانية قد دعت سابقا إلى ضرورة إقامة سدود وقائية وتحسين أنظمة الإنذار المبكر، خاصة في ظل تغيرات مناخية أدّت إلى اختلال مواعيد ومعدلات سقوط الأمطار في الهضبة الإثيوبية التي تغذي النيل الأزرق.