الرياض - كتبت رنا صلاح - تواصل المملكة العربية السعودية تطبيق قرارها السنوي المتعلق بحظر العمل تحت أشعة الشمس خلال أشهر الصيف، وهو القرار الذي يهدف إلى حماية صحة وسلامة العمال الميدانيين في القطاعات المختلفة ومع اقتراب نهاية فصل الصيف واعتدال درجات الحرارة نسبيًا، يترقب أصحاب الأعمال والعمال معًا انتهاء العمل بهذا القرار بعد أسبوعين من الآن، لتعود ساعات الدوام إلى طبيعتها دون قيود زمنية مرتبطة بظروف الطقس لجفبط بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .
شمس سبتمبر تعلن النهاية .. هذه المدة فقط على رفع حظر العمل تحت أشعتها في السعودية
أصدرت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية منذ سنوات هذا القرار الذي يقضي بمنع العمل تحت أشعة الشمس المباشرة من الساعة 12 ظهرًا حتى 3 عصرًا، خلال الفترة الممتدة من منتصف يونيو وحتى منتصف سبتمبر من كل عام. وجاء القرار استجابة للظروف المناخية القاسية التي تشهدها المملكة في أشهر الصيف، حيث تتجاوز درجات الحرارة في بعض المناطق الخمسين مئوية، ما يشكل خطرًا مباشرًا على حياة العمال الذين يزاولون أعمالًا ميدانية تحت هذه الظروف.
الهدف الأساسي للقرار هو الحفاظ على صحة الإنسان، ومنع تعرض العمال للإجهاد الحراري، وضربات الشمس، والجفاف، وما قد يترتب على ذلك من حوادث أو وفيات.
اقتراب موعد الانتهاء
بحسب الجدول الزمني المعلن، فإن العمل بهذا القرار سينتهي رسميًا بعد أسبوعين فقط، أي مع حلول 15 سبتمبر 2025، ليتمكن بعدها العمال من مزاولة أعمالهم في كافة الأوقات بشكل طبيعي. هذا التوقيت يعكس رؤية متوازنة تراعي الظروف المناخية في المملكة، حيث تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض التدريجي بحلول النصف الثاني من سبتمبر، ما يتيح عودة الأنشطة الميدانية لساعاتها الاعتيادية دون خطورة.
انعكاسات القرار على سوق العمل
لا يقتصر تأثير القرار على العمال فقط، بل يمتد أثره إلى سوق العمل ككل ففي فترة الحظر، تضطر الشركات إلى إعادة جدولة أعمالها بحيث تركز المهام الصعبة أو الميدانية في ساعات الصباح الباكر أو بعد العصر. وبالرغم من أن ذلك قد يؤدي إلى بعض التحديات في التخطيط والتنفيذ، إلا أن الشركات اعتادت على التعامل مع هذه المرحلة باعتبارها جزءًا من الدورة السنوية للعمل.
ومع اقتراب انتهاء القرار تستعد المؤسسات لعودة نظام العمل الطبيعي، ما يسهل عليها تنفيذ المشاريع في أطر زمنية أكثر مرونة، ويمنحها قدرة أكبر على إنجاز الأعمال دون انقطاع.
الفوائد التي حققها القرار
منذ بدء تطبيقه أسهم قرار حظر العمل تحت أشعة الشمس في تقليل نسبة الإصابات المرتبطة بالإجهاد الحراري في بيئات العمل المكشوفة وتشير التقارير الصادرة عن الجهات الصحية والعمالية إلى أن أعداد الحالات المرضية الناتجة عن التعرض المباشر للشمس قد انخفضت بشكل ملحوظ بفضل هذا القرار.
كما عزز القرار من ثقافة السلامة المهنية، إذ أصبح أصحاب الأعمال أكثر وعيًا بضرورة توفير بيئات عمل آمنة، تشمل تهيئة أماكن مظللة للراحة، وتزويد العمال بالمياه والسوائل المرطبة بشكل مستمر.
تحديات العمال خلال الصيف
على الرغم من الفوائد التي حملها القرار إلا أن العمال الميدانيين ظلوا يواجهون تحديات صعبة خلال ساعات العمل المسموح بها فالحرارة المرتفعة قبل الظهر وبعد العصر لا تزال تشكل عبئًا كبيرًا، خصوصًا في القطاعات التي تتطلب مجهودًا بدنيًا مثل البناء والتشييد والزراعة والخدمات الميدانية.