أحمد جودة - القاهرة - أعرب المحامي محمود تفاحة، عضو مجلس نقابة المحامين، عن استيائه الشديد من «تحريفٍ متعمّد للحقائق» في مسلسل «ورد وشوكولاتة»، بعد أن نسب العمل صفة الجاني في واقعة قضائية معروفة إلى «محامٍ»، رغم أن أوراق القضية تُثبت بشكل قاطع أن المتهم هو «قاضٍ بمجلس الدولة».

وقال «تفاحة» في بيان له، إن الحكم الصادر في القضية رقم 10229 لسنة 2022 جنايات البدرشين يقطع بثبوت صفة المتهم الحقيقية، مؤكدًا أن ما جاء بالعمل الدرامي «لا يدخل في نطاق الإبداع أو المعالجة الفنية»، وإنما يشكّل – حسب وصفه – «تزييفًا للواقع وتحريفًا للحقائق بما يضلل الرأي العام ويمس مركزًا قانونيًا محميًا بالدستور، فضلًا عن تعمد الإساءة لمهنة المحاماة».

وأضاف عضو مجلس النقابة أن إقدام صُنّاع المسلسل على تغيير صفة المتهم، واستبدال مهنة القاضي بالمحامي، «نهج خطير ومرفوض يستوجب التحقيق والمحاسبة»، مشددًا على أن مهنة المحاماة «شريك أصيل في تحقيق العدالة وليست مادة للتشويه أو الاتهام المجاني».

وأشار إلى أن الأعمال الدرامية «لا يجب أن تُعامل بمكيالين»، موضحًا أنه بينما تُرفض أي معالجة قد تمس القضاة ويتم الحرص على تقديمهم بصورة مثالية، «يُترك المجال للزج بالمحامين في أدوار سلبية لا تمت للواقع بصلة»، معتبرًا ذلك «مساسًا مباشرًا بالعدالة وبالصورة الذهنية للمحامي».

وطالب «تفاحة» المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بالتدخل العاجل لوقف عرض المسلسل وفتح تحقيق موسّع في واقعة التحريف ومساءلة القائمين عليه، مؤكدًا أن حرية الإبداع «لا تُجيز بأي حال تزوير حقيقة قضائية أو تشويه مهنة قانونية لها مكانتها ودورها الوطني».

واختتم عضو مجلس النقابة بيانه بالتأكيد على ضرورة صون الصورة الذهنية للمحامين والالتزام بالحقائق في أي عمل فني أو إعلامي، مشيرًا إلى أن المحاماة «حجر الزاوية في حماية الحقوق وإقامة العدل، وأن المساس بها هو مساس بمنظومة العدالة ذاتها».