انتم الان تتابعون خبر الشرق الأوسط.. بين هدنة هشة وسلام مؤجل من قسم اخبار العالم والان نترككم مع التفاصيل الكاملة
شهد محمد - ابوظبي في الاثنين 3 نوفمبر 2025 02:24 مساءً - فبين دعوات متكررة لوقف إطلاق النار، ومحاولات متباينة لفرض الاستقرار، تتجدد الأسئلة حول مدى استعداد المنطقة للانتقال من هدنة هشة إلى سلام حقيقي ودائم.
في خضم هذا المشهد، تتباين الرؤى بين من يرى في الهدنة خطوة نحو الحل، ومن يعتبرها مجرد استراحة في صراع طويل.
المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات أنور قرقاش، شدد خلال منتدى "حوار المنامة" على أن قيام دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل هو المدخل الوحيد إلى سلام واقعي، بينما أبدى الرئيس الألماني خلال زيارته إلى القاهرة "تفاؤلا حذرا" بعد وقف إطلاق النار في غزة.
وفي المقابل، لوح الرئيس الإيراني بإعادة بناء المنشآت النووية "بقوة أكبر"، مؤكدا في الوقت نفسه أن بلاده لا تسعى لامتلاك سلاح نووي.
هكذا تلتقي إشارات الأمل والقلق في لوحة شرق أوسطية متوترة، يعيد طرح السؤال الأعمق: هل الهدنة مقدمة لسلام دائم، أم مجرد هدوء يسبق العاصفة؟
الواقعية المصرية وخبرة التفاوض
من القاهرة، قدم الكاتب والمفكر السياسي عبد المنعم سعيد خلال حديثه إلى برنامج "غرفة الأخبار" في "دوت الخليج"، قراءة متزنة تجمع بين الأمل والحذر.
يرى سعيد أن مصر تنظر إلى الهدنة كفرصة إنسانية وسياسية لتهدئة الميدان وتخفيف المعاناة في غزة، لكنها تدرك أن التسوية الحقيقية لا تزال بعيدة، وأن الطريق مليء بالعقبات السياسية والميدانية.
ويشير إلى أن القاهرة تعمل على مسارين متوازيين: إنقاذ المدنيين من المجاعة ونقص الإمدادات من جهة، وتحريك المفاوضات التي تتضمن 19 نقطة تبدأ بتبادل الأسرى وتنتهي بمعالم الحل النهائي من جهة أخرى.
لكن المفكر المصري يحذر من أن استمرار الانقسام الفلسطيني ووجود فصائل مسلحة يجعلان أي مشروع سياسي هشا.
كما يرى أن العقبات داخل إسرائيل لا تقل صعوبة، إذ يتجه المجتمع الإسرائيلي أكثر نحو اليمين المتعصب الرافض لفكرة الدولة الفلسطينية، بينما يزداد الإحباط في الشارع الفلسطيني من إمكانية قيام دولة مستقلة.
الدروس المصرية: لا سلام بلا دولة فلسطينية
يؤكد سعيد أن التجربة المصرية علمت صناع القرار أن السلام لا يُصنع بالتصريحات، بل بالمفاوضات الهادئة والكواليس المعقدة.
ومن بين الملفات المطروحة حاليا فكرة إدخال قوة أمنية دولية إلى غزة ضمن ترتيبات ما بعد الحرب.
ويرى أن السلام الدائم يتطلب جهدا عربيا منسقا لإعداد الجبهة الفلسطينية نحو فكرة الدولة، لأن "دولة بلا سيادة حقيقية ولا سلطة موحدة على السلاح لن تكون سوى كيان هش".
ويضيف أن مصر تتعامل مع ما تسميه "مرحلة التعافي" من خلال إعادة إعمار غزة بالتعاون مع قطر والسعودية والإمارات، ضمن خطة تضع الأولوية لإنقاذ المدنيين ثم الإعمار فالأمن، باعتبار الاستقرار شرطا للبناء الداخلي في المنطقة.
براغماتية أميركية ومراهنة على العرب
من واشنطن، قدم أستاذ العلوم السياسية بجامعة "فلوريدا أتلانتيك" روبرت رابل رؤية مختلفة، إذ يرى أن الإدارة الأميركية الحالية تسعى إلى سلام مستدام في الشرق الأوسط، لكنها تصطدم بتشابك الملفات وتعقدها.
ويؤكد رابل أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مصمم على تحقيق اختراق سياسي جديد، ويؤمن بأن إنشاء دولة فلسطينية ممكن لكن بشرط أن يسبقه إصلاح فلسطيني جاد يعيد توحيد المؤسسات والصف الوطني.
ويشير الأكاديمي الأميركي إلى أن الانقسامات الداخلية في إسرائيل وفلسطين تشكل العقبة الأبرز أمام أي تسوية، مذكرا بـ"تجارب فاشلة مثل قمة كامب ديفيد عام 2000"، وفق رأيه.
ومع ذلك، يرى رابل أن التاريخ مليء بالمفاجآت، مستشهدا بمصافحة الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين في البيت الأبيض، كدليل على أن الإرادة السياسية قادرة على قلب الموازين.
ويربط استقرار الشرق الأوسط بالتنافس الأميركي الصيني والأوروبي، مؤكدا أن المنطقة باتت جزءا من معادلة الأمن العالمي.
ويخلص إلى أن الدور العربي الموحد هو المفتاح لإنجاح أي مسار سلام، داعيا العواصم العربية إلى الحفاظ على زخمها الجماعي في ظل الانقسامات داخل الكونغرس والضغوط على البيت الأبيض.
طهران: نفي نية الحرب وتمسك بالمقاومة
من طهران، قدم الدبلوماسي الإيراني السابق محمد مهدي شريعتمدار قراءة مغايرة، حيث أكد أنه "لا يمثل الحكومة الإيرانية رسميا، لكنه نقل انطباعا عاما عن سياستها الخارجية"، وقال إن إيران "لا تسعى لإشعال الحروب بل تتصرف دفاعا عن نفسها وعن حلفائها"، كما يصف.
ويعتبر شريعتمدار أن العقبة الحقيقية أمام السلام هي "التعنت الإسرائيلي"، مذكرا بعدم التزام تل أبيب بقرارات الأمم المتحدة منذ عام 1967، وبأن اتفاقيات أوسلو لم يُنفذ منها سوى 13 بالمئة.
ويرى أن تحميل الفلسطينيين أو دول الجوار مسؤولية فشل التسوية "خطأ تحليلي"، لأن إسرائيل "لم تلتزم بالشرعية الدولية منذ عقود".
وحول المشاركة في أي مؤتمر سلام، يقول شريعتمدار إن إيران لا تمانع المشاركة ما دامت المقاربة منسجمة مع مبادئها، مذكرا بأن بلاده تفاوضت في ملفات أكثر تعقيدا مع الغرب، لكنها "لن تتخلى عن دعم المقاومة الفلسطينية ولن تطلب منها التوقف عن القتال، لأن ذلك ليس جزءا من العمل الدبلوماسي".
وردا على الطرح المصري حول الدولة الفلسطينية، تساءل: "مضى أكثر من 30 عاما على إنشاء السلطة الفلسطينية، فماذا حققت فعليا في الضفة الغربية؟".
كما رفض الحديث الأميركي عن احتمال اعتراف إيران بإسرائيل، قائلا: "إيران لن تعترف بالكيان الإسرائيلي مطلقا، لكن عدم الاعتراف لا يعني السعي إلى الحرب".
نرجو ان نكون قد وفقنا في نقل التفاصيل الكاملة الخاصة بخبر الشرق الأوسط.. بين هدنة هشة وسلام مؤجل .. في رعاية الله وحفظة
