الارشيف / أخبار السعودية

الموظفون على موعد مع المفاجأة .. دوام أخف وعطلة أطول في السعودية!

الموظفون على موعد مع المفاجأة .. دوام أخف وعطلة أطول في السعودية!

الرياض - كتبت رنا صلاح - تشهد المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة تحولات متسارعة تمس مختلف القطاعات، بدءًا من الاقتصاد والاستثمار، وصولًا إلى التعليم والصحة والعمل وفي خضم هذه التحولات، برز مقترح جديد أثار اهتمام الشارع السعودي والعربي على حد سواء، يتعلق بتغيير نظام العطلة الأسبوعية ليصبح الجمعة والسبت والأحد، مع تقليص عدد أيام العمل الفعلية إلى أربعة فقط ففثغا بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .

ما هو المعمول به اليوم؟

حتى الآن، يظل النظام الساري في المملكة هو اعتماد يومي الجمعة والسبت عطلة أسبوعية، بينما يكون يوم الأحد يوم عمل طبيعي في كافة القطاعات الحكومية والخاصة ويعني هذا أن الموظفين يعملون خمسة أيام في الأسبوع، وهو النظام الأكثر انتشارًا على مستوى العالم العربي.

الرياض - كتبت رنا صلاح - غير أن النقاش الدائر حاليًا يذهب أبعد من مجرد إضافة يوم عطلة ثالث؛ فهو يطرح إعادة هيكلة كاملة لأيام العمل والإجازة، بما يتضمن دوام يوم الجمعة بساعات مخفضة، وإقرار أربعة أيام فقط للعمل الرسمي.

الموظفون على موعد مع المفاجأة .. دوام أخف وعطلة أطول في السعودية!

لا يمكن قراءة هذا المقترح بمعزل عن الأهداف الاستراتيجية الكبرى التي وضعتها المملكة في إطار رؤية 2030 فالمملكة تسعى إلى خلق بيئة عمل متوازنة، تجعل من السعودية وجهة جاذبة للاستثمارات العالمية، وفي الوقت نفسه أكثر انسجامًا مع متطلبات الأسرة والمجتمع.

  •  تحسين جودة الحياة: تخصيص ثلاثة أيام عطلة متواصلة يمنح الأفراد فسحة زمنية أوسع للاهتمام بحياتهم الشخصية وهذا يعني وقتًا أطول للأنشطة الاجتماعية، ممارسة الهوايات، والقيام بالسفر الداخلي والخارجي.
  •  تعزيز الروابط الأسرية: تُظهر الدراسات أن زيادة الإجازات تعزز الترابط العائلي، وتمنح الأفراد فرصة للتواجد مع أسرهم بشكل أكبر، بعيدًا عن ضغط الالتزامات اليومية.
  •  الارتقاء بالإنتاجية: على عكس المخاوف التقليدية، فإن التجارب الدولية أثبتت أن تقليص أيام العمل لا يعني بالضرورة تراجع الإنتاج بل على العكس أظهرت دراسات عدة ارتفاع مستوى التركيز والإبداع لدى الموظفين بنسبة تراوحت بين 15% و20% عند اعتماد نظام الأربعة أيام.
  •  دعم الاستدامة: تقليص عدد أيام الحضور إلى المكاتب يعني تقليل استهلاك الطاقة والوقود، وهو ما يتماشى مع مبادرة "السعودية الخضراء" التي تستهدف تقليل الانبعاثات الكربونية وتعزيز التنمية المستدامة.

مزايا متوقعة للنظام الجديد

إذا ما جرى اعتماد هذا المقترح، فمن المتوقع أن تظهر عدة فوائد على مختلف المستويات:

  • تقليل الازدحام المروري: إذ إن خفض عدد أيام العمل يقلل من ضغط المركبات على الطرقات، خصوصًا في يوم الخميس الذي غالبًا ما يشهد ذروة الازدحام مع بداية عطلة نهاية الأسبوع.
  • تعزيز الصحة النفسية والجسدية: توفير وقت إضافي للراحة ينعكس على تقليل التوتر والإرهاق، ويمنح الجسم فرصة للتعافي.
  • تسهيل الاندماج مع الأسواق العالمية: مع اعتماد يوم الأحد عطلة، يصبح الأسبوع السعودي أكثر توافقًا مع النظام العالمي الذي يبدأ من الاثنين حتى الجمعة، ما يعزز من كفاءة التعاملات التجارية والاستثمارية.
  • تحفيز الاقتصاد الداخلي: العطلة الأطول تفتح المجال أمام الأنشطة السياحية والترفيهية والتجارية، بما ينعش السوق المحلي ويزيد من حجم الإنفاق الأسري.

التحديات التي قد تواجه التطبيق

رغم المزايا، إلا أن تطبيق عطلة بثلاثة أيام وأربعة أيام عمل لا يخلو من صعوبات عملية:

  • تحديات تنظيمية: تحتاج المؤسسات الحكومية والخاصة إلى إعادة هيكلة جداولها الزمنية وأنظمة التشغيل بما يتوافق مع النظام الجديد.
  • مخاوف اقتصادية: بعض القطاعات، خاصة الصناعية والخدمية اليومية، قد تتخوف من انخفاض حجم الإنتاج الفعلي إذا قلّت ساعات التشغيل.
  • فجوة في التوقيت الدولي: بينما يحقق الأحد عطلة انسجامًا مع الأسواق العالمية، فإن يوم الخميس سيبقى عامل اختلاف مع بعض الدول التي تستمر بالعمل فيه.
  • تكاليف التحول: عملية التغيير ستتطلب استثمارات مالية لتطوير الأنظمة الإدارية والمحاسبية وتدريب الكوادر البشرية.
  • التكيف المجتمعي: العادات الاجتماعية الراسخة تحتاج وقتًا للتأقلم، وقد يواجه المجتمع فترة انتقالية تحمل شيئًا من الارتباك.
Advertisements

قد تقرأ أيضا