انتم الان تتابعون خبر مطالب بتصنيف "الإخوان" في السودان "تنظيما إرهابيا" من قسم اخبار العالم والان نترككم مع التفاصيل الكاملة
شهد محمد - ابوظبي في الخميس 20 نوفمبر 2025 11:16 مساءً - ويؤكد مراقبون أن تلك المطالب تستند إلى أدلة دامغة، ووقائع موثقة تعكس سلوكا "إرهابيا" واضحا، مشددين على الأضرار الهائلة التي سببها المسلك الإرهابي للتنظيم وخطره على الأمن الإقليمي والدولي، فما هي الأدلة والوقائع التي تؤكد النهج الإرهابي لتنظيم الإخوان وما هي الجرائم الأربع التي يطالب السودانيون بمحاسبة التنظيم عليه؟
سلوك إرهابي
وفقا للمراقبين فإن ملامح السلوك الإرهابي للتنظيم بدأت في التشكل منذ الأشهر الأولى التي تلت سيطرته على الحكم في العام 1989، وتجسدت بشكل واضح في بداية التسعينيات عندما حولت الحرب الأهلية في الجنوب إلى حرب "تكفيرية" ضد الغالبية المسيحية، وفتح أبواب السودان لاستضافة عناصر إرهابية، وهي الخطوة التي ربطت اسم السودان بأربع من أكبر العمليات الإرهابية التي شهدها العالم خلال السنوات الماضية، وهي محاولة اغتيال الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في عام 1995، وتفجير سفارتي الولايات المتحدة في تنزانيا وكينيا في عام 1998، والبارجة الأميركية "يو إس إس كول" في شواطئ اليمن في العام 2000 ومن بعدها هجوم الحادي عشر من سبتمبر 2021 في نيويورك.
وفي أعقاب النزاع الحالي، المستمر في البلاد منذ منتصف إبريل 2023، ارتبطت مجموعات مسلحة تابعة للتنظيم بجرائم تصفيات وذبح وقطع رؤوس وهدم مزارات دينية.
ويلفت المراقبون أيضا إلى الارتباط الوثيق بين مجموعات إخوانية وتنظيمات إرهابية دولية مثل "داعش" وحركة الشباب الصومالية، ومجموعة بوكو حرام في غرب إفريقيا، إضافة إلى الارتباط الوثيق بالحرس الثوري الإيراني ومجموعة الحوثي في اليمن.
ويحذر المراقبون من أن تقود عودة التنظيم للواجهة بعد انقلاب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في أكتوبر 2021، واستئناف علاقاته وممارساته الإرهابية، إلى إدراج السودان مجددا ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب على غرار ما حدث منذ 1993 وحتى العام 2020 عندما تمكنت الحكومة المدنية برئاسة عبد الله حمدوك من إقناع الولايات المتحدة بشطب اسم السودان من القائمة.
ويلخص المراقبون الجرائم الأربع التي ارتكبها التنظيم خلال العقود الثلاث الماضية، في ربط اسم السودان بالإرهاب مما تسبب في عقوبات أحدثت خسائر قدرت بنحو تريليون دولار، والتسبب في فصل الجنوب بتحويل الحرب الأهلية إلى حرب طائفية ضد الغالبية المسيحية هناك، وتأجيج الصراع العرقي في عدد من مناطق البلاد، إضافة إلى إشعال الحرب الحالية التي أدت إلى مقتل أكثر من 150 ألف شخص وتشريد 15 مليونا وخلقت أكبر مأساة إنسانية في العالم.
نقطة التحول الكبرى
شكلت سيطرة تنظيم الإخوان على السلطة في يونيو 1989، واستضافة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في العام 1991، لحظة تحول كبيرة في تاريخ السودان.
وأعقبت خطوة استضافة بن لادن التي جاءت بعد أقل من عامين على سيطرة التنظيم على السلطة، وصول العشرات من القيادات المتطرفة من عدد من الدول، الأمر الذي فتح الباب واسعا أمام ارتباط التنظيم بمجموعات إرهابية في الخارج.
وشهدت تلك الفترة نشوء مليشيات إخوانية مسلحة مثل الأمن الشعبي وكتيبة البراء وغيرها من المجموعات التي تسيطر على المشهد العسكري في الوقت الحالي.
ومنذ العام 1993 ظلت الولايات المتحدة تفرض عقوبات متتالية على السودان انتهت بإدراجه في قائمة الدول الراعية للإرهاب بسبب مشاركة عناصر إرهابية منحها نظام الإخوان جوازات سودانية، في تفجير سفارتي الولايات المتحدة في العاصمة الكينية نيروبي والتنزانية دار السلام في العام 1998، وتفجير البارجة الأميركية "يو إس إس كول" قرب شواطئ اليمن في العام 2000.
ووفقا للخبير القانوني المعز حضرة فإن الأفعال التي ارتكبها تنظيم الإخوان خلال الأعوام الثلاثين الماضية تستوجب تصنيفه منظمة إرهابية لأنها تسببت في أضرار كبيرة للسودان والعالم الخارجي.
وقال حضرة لموقع "دوت الخليج" إن "مطالب تصنيف الإخوان بمختلف تسمياتها من حركة إسلامية ومؤتمر وطني كمجموعة إرهابية، تستند إلى العديد من الأدلة والوقائع التي تؤكد دعمهم للعديد من الأعمال الإرهابية الكبيرة داخل وخارج السودان والتي يحاسب عليها القانون الدولي بعقوبات مشددة".
وأضاف حضرة: "تعتبر الحرب الحالية، أحدث مثال على إرهاب الإخوان، فإشعالهم لها موثق بعشرات البينات ومقاطع الفيديو التي تؤكد تهديد عناصر التنظيم بإعاقة الفترة الانتقالية وإشعال الحرب وما تلاها من اعترافات لضباط في الجيش".
حرب أبريل تكشف المزيد
يرى مراقبون أن الحرب الحالية، التي يتهم كثيرون التنظيم بإشعالها، وفرت بيئة خصبة لنمو الأنشطة الإرهابية مما يشكل خطرا كبيرا على السلم العالمي، خصوصا في ظل ارتباطات التنظيم الخارجية.
وخلال الأشهر التي تلت اندلاع الحرب، تداول ناشطون على وسائط التواصل أكثر من 5 مقاطع فيديو موثقة، يهدد فيها مقاتلون تابعون لمجموعات إخوانية بشن عمليات خارج الحدود، وتصفية قيادات مدنية وإهدار دمهم.
ورفعت مجموعات إخوانية تقاتل مع الجيش، شعارات متطرفة، وارتكبت جرائم خطيرة ربط مراقبون طريقتها وأسلوبها بالأساليب التي تستخدمها جماعات إرهابية مثل "داعش" وغيرها، وشملت قطع رؤوس وبقر بطون وهدم أضرحة دينية.
وفي يناير 2024، وثق مقطعان لمقاتلين يحتفلون بطريقة "هيستيرية" برؤوس مقطوعة أحدهما في مدينة الأبيض في كردفان والآخر في ولاية الجزيرة بوسط البلاد.
ويؤكد عبد المنعم همت الأكاديمي المتخصص في شئون الجماعات المتطرفة أن تلك الجرائم الوحشية "تحمل بصمة تكفيرية داعشية واضحة".
وفي الواقع لدى المجموعات الإخوانية المدنية والمسلحة ارتباطات موثقة بتنظيم داعش.
وفي العام 2014، أعلن محمد علي الجزولي رئيس حزب دولة القانون - أحد أجنحة الحركة الإسلامية، مبايعته لأبو بكر البغدادي.
ولدى كتيبة البراء أيضا، ارتباطات موثقة بتنظيم "داعش"، ففي ديسمبر 2023، قال متحدث باسم الكتيبة في مقطع فيديو متداول، إن اختيار قائد الكتيبة الحالي المصباح أبو زيد جاء بعد انتقال سلفه الذي يدعى أبو مصعب الجعلي إلى سوريا في العام 2012، وانخراطه في القتال مع تنظيم "داعش" في بلاد الشام مثله مثل العشرات من المنتمين إلى تنظيمات متطرفة أنشأها الإخوان في السودان بعد سيطرتهم على الحكم في العام 1989 وذلك بهدف مساعدته في حرب الجنوب التي استمرت طوال فترة التسعينيات وانتهت بانفصال دولة الجنوب في العام 2011.
وفي 2012، قدمت البعثة السورية في الأمم المتحدة إلى مجلس الأمن كشفا وقائمة بأسماء تضم عددا من عناصر تلك الكتائب ضمن 142 متطرفا من بلدان عربية وإسلامية قتلوا في مواجهات عسكرية خلال الصراع هناك.
وفي هذا السياق، أوضح همت لموقع "دوت الخليج": "حوّل الإخوان السودان في تسعينيات القرن الماضي إلى مركز لعبور وتدريب الجماعات المتطرفة ما عرض السودان لعقوبات استمرت 27 عاما".
وتابع همت قائلا: "إضافة إلى جرائمهم الداخلية، تكمن خطورة الإخوان في ارتباطاتهم الخارجية وعلاقتهم الممتدة بشبكات تمويل ومنظمات وواجهات مشابهة في عدد من الدول. هذه الشبكات دعمت جماعات عنف في ليبيا والصومال، وبالتالي فإن وجودهم يشكل تهديدا للأمن الإقليمي والدولي".
إرهاب عرقي وطائفي
يشير المراقبون أيضا إلى العديد من الأعمال التي طالت السودانيين في الداخل خلال الحروب الثلاث التي اندلعت في فترة حكم التنظيم في دارفور وكردفان والنيل الأزرق والتي أدت إلى مقتل أكثر من 300 ألف شخص.
ويحمّل محمد الناير، المتحدث باسم حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور، تنظيم الإخوان، مسؤولية تداعيات تلك الحروب، ويقول لموقع "دوت الخليج" إنه "بعد انقلاب في 1989، أعلنوا (الجهاد) في جنوب السودان وجبال النوبة والنيل الأزرق، وحولوا الصراع من سياسي إلى ديني، ما أدى إلى مقتل أكثر من مليوني ونصف مواطن سوداني في حربهم".
وأشار الناير إلى أنه "عندما بدأت الحرب في دارفور عام 2003، قسموا السكان على أساس عرقي وأسسوا مليشيات محلية قادت حملات إبادة جماعية وتطهير عرقي لا مثيل لها في العصر الحديث".
نرجو ان نكون قد وفقنا في نقل التفاصيل الكاملة الخاصة بخبر مطالب بتصنيف "الإخوان" في السودان "تنظيما إرهابيا" .. في رعاية الله وحفظة
