نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث تفاصيل خبر آية عبد العزيز تكتب:' منى زكي تكسب الرهان في " الست" ولم تخذل مخرجه في المقال التالي
أحمد جودة - القاهرة - شاهدت فيلم "الست" المستوحى من قصة حياة السيدة أم كلثوم بطولة الفنانة منى زكي ومن تأليف أحمد مراد وإخراج مروان حامد، بعد طرح الإعلان الترويجي للفيلم الذي لم يظهر جوهره لمن يحب الفن والتنوع والاختلاف.
البرومو الترويجي أظهر الفنانة منى زكي بمكياج سيء، وهو ما دفع البعض بالهجوم والسخرية من التجربة ككل والحكم عليها قبل المشاهدة، وأتوقع جاء على الجانب الآخر بعض المتصيدين للفنانة منى زكي بشكل شخصي مستشهدين بفشل تجربتها الأولى مع السير الذاتية في مسلسل "السندريلا" وتجربتها في فيلم "أصحاب ولا أعز".
لكنني أظن أن ما شاهدناه أمس كان دليلا واضحا على أن أحمد مراد استطاع أن يحكي جانبا مختلفا في شخصية أم كلثوم التي عرفها الجميع، السيدة القوية "كوكب الشرق"، التي ذاع صيتها في العالم العربي بأكمله، وفي نفس الوقت أم كلثوم الإنسانة التي لديها جوانب مظلمة وعاشت مشاعر إنسانية مؤلمة.
كما كان دليلا على أن منى زكي فنانة جديرة بتجسيد أي شخصية على الإطلاق لوجود موهبتها الفريدة وقدرتها على التشخيص وتوصيل مشاعر إنسانية حقيقية خاصة بسيدة أثرت في العالم العربي، كما كان دليلا أيضا على أن مروان حامد مخرج مغامر لديه نظرة ثاقبة ويجاهد من أجل تجربة مختلفة مع وجود إنتاج حقيقي.
بدأ الفيلم بتواجد أم كلثوم على مسرح الأوليمبيا وترقب الجميع في باريس لظهورها على المسرح، ثم جاءت مشاهد فلاش باك توضح بعض ملامح الطفولة والشباب ثم مراحل هامة في عصر الشهرة والنجومية وإظهار الجزء الآخر البعيد عن حياتها التي يعرفها الجميع، أبرزها وطنيتها الشديدة واهتمامها بالصورة الذهنية عنها لدى الجمهور في أصعب المواقف.
التركيز على الجوانب الإنسانية في الفيلم
ارتكز الفيلم على الجانب الإنساني في حياتها بداية من فقدان والدها وتأثرها لرحيله، ثم مراحل الاكتئاب التي مرت بها دون غناء، وعلاقات الحب التي لم تكتمل وتعلق بعض الرجال بشخصيتها القوية، ممرا بالمرض الذي عانت معه وحاولت محاربته من أجل الاستمرار في الفن وجلساتها المنفردة التي تسترجع فيها كل ما يؤلمها في حياتها والتي يعتبر أهمها هو الوحدة التي عانت منها نتيجة لتفضيلها للفن على كل ما حولها بجانب إظهار شخصيتها المتقلبة في عدد من المشاهد: تارة حنونة ومساندة للجميع، وتارة في أشد غضبها كإنسانة.
جراءة أحمد مراد في التناول
لم يظهر أحمد مراد أم كلثوم على أنها شخصية ملائكية بعيدة كل البعد عن الخطأ، بل أظهرها كإنسانة لها ما لها وعليها ما عليها، وهو أمر مطلوب في جميع السير الذاتية التي يجب تناولها في الدراما أو السينما، لا يجب أن تظهر لي شخصية ملائكية لكي أحبها!
كما يحسب له الدخول في منطقة مختلفة وهو الجانب الإنساني لدى أم كلثوم، نحن هنا أمام فيلم بعيد كل البعد عن التجارب السابقة التي تم قدمها عن "الست".
مهمة شاقة للمخرج مروان حامد
مهمة شاقة على أي مخرج خروج فيلم مثل "الست" بهذا الإبهار، وهو ما نجح فيه المخرج مروان حامد، نظرا لأن العمل به عدد كبير من النجوم الذين تم اختيارهم بعناية بالإضافة إلى المجاميع الذي تم اختيارهم بدقة عالية في كل زمن، فالفيلم أغلب مشاهده قائمة على المجاميع وأتوقع أنه عانى معاناة شديدة من أجل خروج مشاهدهم بهذا الشكل.
تكامل العناصر الفنية
جاءت العناصر المكملة على أفضل مستواها منها الديكور لمحمد عطية والملابس لمصممة الأزياء ياسمين القاضي محمد عطية والتصوير لعبد السلام موسى الذي سبق وأثبت أنه مدير تصوير متميز، وأيضا عنصر المونتاج للفنان أحمد حافظ الذي يثبت جدارته مع كل مشروع يتولاه والموسيقى التصويرية لهشام نزيه التي توحدت وتناغمت مع الأغاني المقدمة داخل الفيلم بمنتهى السلاسة.
سلبيات العمل
يُعاب على الفيلم عدم التوفيق في اختيار فريق الماكير الخاص ببطولة العمل التي أظهرتها بشكل سيئ خاصة في المراحل الأولى من حياتها ولم يضف شيئا للقرب من ملامح الست.
وأيضا التنقلات بين كل مرحلة والأخرى بشكل سريع دون تمييز، وهو ما جعلني أشعر أن البعض سيحتاج لمراجعة بعض المناطق في قصة حياة أم كلثوم قبل دخوله الفيلم حتى يستطيع أن يستوعب كل حدث جيدا.
