الرياض - كتبت رنا صلاح - يفضّل بعض الأشخاص الاستحمام في الصباح، بينما يعتاد آخرون على الاستحمام في المساء، ويقول مؤيدو الاستحمام صباحًا إن الوقوف تحت الماء الساخن لمدة عشر دقائق يساعدهم على الاستيقاظ والشعور بالانتعاش والاستعداد ليومهم، أما من يفضلون الاستحمام ليلاً، فيرون أن غسل أوساخ اليوم قبل النوم يمنحهم نومًا هنيئًا.
أيهما الأفضل لصحتك الاستحمام صباحًا أم ليلاً؟.. هتتفاجئ لما تعرف
أيهما الأفضل لصحتك الاستحمام صباحًا أم ليلاً؟
يساعد الاستحمام على التخلص من الأوساخ والعرق والزيوت التي تتراكم على البشرة خلال النهار، بالإضافة إلى الملوثات والغبار وحبوب اللقاح من البيئة، وإذا لم تستحم قبل النوم، تنتقل هذه البقايا إلى الملاءات وأغطية الوسائد.
كما أن البشرة تحتوي على حياة ميكروبية، إذ يمكن أن نجد بين عشرة آلاف إلى مليون بكتيريا في كل سنتيمتر مربع من الجلد، تتغذى على الزيوت التي تفرزها الغدد العرقية، وعلى الرغم من أن العرق نفسه لا رائحة له، إلا أن المركبات الكبريتية التي تنتجها البكتيريا مثل المكورات العنقودية هي السبب وراء الرائحة الكريهة، لذلك قد يبدو أن الاستحمام قبل النوم هو الخيار الأكثر صحة، غير أن الحقيقة أكثر تعقيدًا.
ومن جانبها، تقول بريمروز فريستون، عالمة الأحياء الدقيقة في جامعة ليستر: «إذا استحممت ليلاً ستذهب إلى السرير نظيفًا، لكنك ستتعرق خلال الليل على أي حال»، مضيفة: حتى في الطقس البارد سوف يفرز الشخص ما يصل إلى نصف باينت (250 ميللي لتر) من العرق في السرير، ويطرح أكثر من 50 ألف خلية جلدية، وهي وليمة لعث الغبار.
وأضافت: «ستظل تخلق بيئة دقيقة مشبعة بالعرق تتغذى عليها البكتيريا الموجودة على جلدك وتنتج رائحة الجسم. لذلك عندما تستيقظ صباحًا بعد استحمامك في الليل، ستنطلق منك رائحة تعرّق»، إلا أن فوائد الاستحمام الليلي لا تتحقق إلا إذا كنت تغسل أغطية السرير بانتظام، حيث قد تبقى البكتيريا على الأغطية والملاءات والوسائد لأسابيع.
بالإضافة إلى ذلك، فإنه مع مرور الوقت، قد يتراكم عث الغبار، وأيضًا الفطريات، خاصة في المناطق الرطبة مثل الوسائد، وعلى الرغم من أن أصحاب الجهاز المناعي السليم يمكنهم مواجهة هذا الهجوم الميكروبي، فإن ما يصل إلى 76% من المصابين بالربو الحاد لديهم حساسية تجاه نوع واحد على الأقل من الفطريات.
وتقول هولي ويلكينسون، المحاضرة في طب التئام الجروح والميكروبيوم بجامعة هال البريطانية: «ربما يكون تنظيف أغطية السرير أهم من الاستحمام مساءً، لأنه إذا كنت تذهب إلى السرير بعد الاستحمام وتترك الأغطية لشهر كامل، فسوف تتراكم عليها البكتيريا والأوساخ وعث الغبار».
وتعتبر هذه مشكلة، حيث إن التعرض المستمر لمخلفات عث الغبار يرفع من خطر الإصابة بالحساسية، وإذا كنت من الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه مسببات مثل حبوب اللقاح، فإن عدم غسل الأغطية يزيد الأعراض سوءًا، كما قد يؤدي النوم بانتظام على ملاءات متسخة إلى زيادة خطر الإصابة بعدوى جلدية، رغم أن الأدلة العلمية على ذلك غير كافية.
هل الأفضل الاستحمام صباحًا أم مساءً؟
تفضّل فريستون الاستحمام في الصباح، لأنه يساعد على إزالة العرق والميكروبات التي تتراكم على السرير أثناء الليل، وبالتالي يجعلها تبدأ يومها بشعور من الانتعاش، لكن في الحقيقة، لا يحدث توقيت الاستحمام فرقًا كبيرًا على صحتك، فالقرار يعتمد على ما تفضله: أن تكون نظيفًا ومنتعشًا خلال النهار أم في الليل، وتقول ويلكينسون: «إذا كنت تستحم مرة واحدة يوميًا، فربما لا يهم في أي وقت من اليوم تفعل ذلك».
وأضافت ويلكينسون: «الأمر يعتمد على طبيعة عملك أيضًا، فإذا كنت مزارعًا مثلاً، ستحتاج على الأرجح إلى الاستحمام عند عودتك إلى المنزل في نهاية اليوم، لكن أعتقد أن الحفاظ على نظافة السرير هو الأهم في العموم».
