الارشيف / أخبار السعودية

ليلة تاريخية في سماء المملكة .. الزهرة يغازل المشتري وسط وهج مذهل يرى بالعين المجردة

ليلة تاريخية في سماء المملكة .. الزهرة يغازل المشتري وسط وهج مذهل يرى بالعين المجردة

الرياض - كتبت رنا صلاح - تشهد سماء المملكة العربية السعودية غدًا حدثًا فلكيًا مميزًا يترقبه هواة الفلك والمصورون وعشاق السماء، إذ سيقترب كوكب الزهرة من كوكب المشتري في مشهد بديع يمكن رؤيته بالعين المجردة من مختلف مناطق المملكة، ليكوّنا معًا لوحة ضوئية آسرة عند الأفق الغربي بعد غروب الشمس وسيكون كوكب الزهرة أكثر سطوعًا من المشتري بنحو سبعة أضعاف، مما يجعله الأبرز في هذا المشهد الكوني الفريد دبرقز بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .

ليلة تاريخية في سماء المملكة .. الزهرة يغازل المشتري وسط وهج مذهل يرى بالعين المجردة

الاقتران في علم الفلك هو ظاهرة بصرية تحدث عندما يظهر جرمان سماويان أو أكثر على خط واحد أو في حيز صغير جدًا من السماء بالنسبة لمراقب على سطح الأرض، رغم أن المسافات بينهما في الفضاء شاسعة للغاية وفي حالة الغد، فإن كوكب الزهرة ثاني كواكب المجموعة الشمسية قربًا للشمس سيبدو بجوار كوكب المشتري، عملاق الكواكب الغازية، في مشهد يوحي وكأنهما قريبان من بعضهما، بينما في الواقع تفصل بينهما مئات ملايين الكيلومترات.

توقيت الرصد وأفضل الأماكن

سيكون الاقتران مرئيًا بوضوح بعد غروب الشمس مباشرة وحتى نحو ساعة لاحقة، قبل أن يغيب الكوكبان عن الأفق الغربي وأفضل طريقة لمشاهدته هي التوجه إلى منطقة مفتوحة بعيدة عن الأضواء العالية والمباني المرتفعة، مع النظر نحو جهة الغرب. ولأن الظاهرة يمكن رؤيتها بالعين المجردة، فلا حاجة لاستخدام تلسكوبات أو مناظير، لكن الاستعانة بها يمنح تفاصيل إضافية مثل رؤية أقمار المشتري الأربعة الكبرى أو تمييز قرص الزهرة.

لماذا يعد هذا الاقتران نادرًا؟

الزهرة والمشتري من ألمع أجرام السماء بعد الشمس والقمر، وظهورهما متجاورين بهذه المسافة الظاهرية الصغيرة ليس أمرًا يتكرر كثيرًا بنفس الظروف. عادة ما يكون كل كوكب في موقع مختلف على مداره حول الشمس، لكن توافق مواقع الأرض والزهرة والمشتري بهذا الشكل يجعل الاقتران يبدو وكأنهما في مواجهة بصرية قريبة. الاقتران بينهما قد يحدث مرة أو مرتين في العام، لكن مستوى القرب الظاهري والسطوع في حدث الغد يجعله مميزًا للغاية، خاصة مع الفارق الواضح في شدة لمعان الزهرة الذي سيبدو كجوهرة بيضاء متألقة بجانب المشتري.

الجانب العلمي من المشهد

من منظور علم الفلك، الاقترانات تساعد العلماء على معايرة مواقع الكواكب بدقة ودراسة تأثيرات الغلاف الجوي للأرض على الرصد كما أن متابعة حركة الكواكب بالنسبة للنجوم الثابتة عبر الأشهر تمنح فهمًا أعمق للمدارات الكوكبية وديناميكيات النظام الشمسي.

على مر التاريخ أبهرت الاقترانات الكوكبية الحضارات القديمة، حيث فسرت أحيانًا على أنها إشارات سماوية أو نبوءات لكن في عصرنا الحديث، أصبحت هذه الظواهر لحظات احتفاء بالجمال الطبيعي ودروسًا عملية في علم الفلك.

Advertisements

قد تقرأ أيضا