انتم الان تتابعون خبر أسواق العملات تتجاوز "صدمة ترامب".. ما القصة؟ من قسم اخبار العالم والان نترككم مع التفاصيل الكاملة
شهد محمد - ابوظبي في الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 08:20 صباحاً - تشهد أسواق العملات مرحلة حساسة من التحولات العميقة، بعدما عاش المستثمرون شهوراً من التقلبات المرتبطة بالسياسات التجارية والإشارات المفاجئة الصادرة عن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ومع تراكم صدمات الرسوم الجمركية وازدياد الضبابية بشأن اتجاهات السياسة النقدية، بدا المشهد المالي العالمي وكأنه يدخل اختباراً جديداً لمرونة العملات الكبرى.
لكن خلال الأسابيع الأخيرة، بدأت موجة الاضطراب تهدأ تدريجياً، في وقت تشير فيه البيانات والتقارير الدولية إلى أن الأسواق استطاعت امتصاص جزء مهم من "الصدمة الأولية".
وفي ظل هذا المشهد المعقّد، تبدو العوامل المؤثرة على حركة الدولار أكثر تشابكاً، بدءاً من السياسات التجارية الأميركية واتجاهات البنوك المركزية الكبرى، وصولاً إلى تحولات الثقة في الأصول الأميركية.
وبينما يرى محللون أن الأسواق تتعلم "التعايش مع ترامب"، يؤكد آخرون أن الهدوء الحالي لا يعني نهاية العاصفة، بل مجرد محطة انتقالية في دورة أطول من التقلبات المحتملة.
صدمة ترامب
في هذا السياق، يشير تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" إلى أن:
- أسواق العملات تجاوزت "صدمة ترامب" التي أثارت تقلبات كبيرة في وقت سابق من هذا العام، حيث تراجعت مقاييس تقلب الدولار إلى مستويات غير مسبوقة إلا قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية.
- انخفضت توقعات التقلبات في قيمة الدولار مقابل اليورو والين، والتي ارتفعت بعد انتخاب دونالد ترامب في نوفمبر، هذا الشهر إلى أدنى مستوياتها في أكثر من عام، وفقا للمؤشرات التي قدمتها مجموعة CME.
- في الوقت نفسه، استعاد مؤشر الدولار الأميركي، الذي يقيس قيمة العملة الأميركية مقابل سلة من العملات بما في ذلك الجنيه الإسترليني واليورو، بعض الخسائر الحادة التي مني بها هذا العام ليتداول بالقرب من مستواه قبل أن يبدأ في الارتفاع في الفترة التي سبقت فوز ترامب.
يقول المستثمرون والمحللون إن سلسلة اتفاقيات التعرفات الجمركية مع شركاء تجاريين كبار للولايات المتحدة، مثل الاتحاد الأوروبي والصين، قد خففت من حدة التقلبات في السوق، بينما صمد الاقتصاد الأميركي أمام فرض التعرفات الجمركية بشكل أفضل مما توقعه الكثيرون.
في غضون ذلك، تقترب البنوك المركزية الكبرى من نهاية دورة تخفيضات أسعار الفائدة، مما يُقلل من مصدر آخر لعدم استقرار السوق.
ويقول رئيس أبحاث الأسواق في بنك آي إن جي، كريس تيرنر: "يتعلم العالم التعايش مع ترامب. لقد تعلم المستثمرون التعامل مع عناوين الأخبار بحذر".
هدوء نسبي
من جانبه، يقول خبير أسواق المال محمد سعيد، لموقع "اقتصاد دوت الخليج":
- أسواق العملات دخلت في مرحلة هدوء نسبي ملحوظ، بعدما تراجعت حدة التقلبات العنيفة التي شهدها الدولار في الفترة الأخيرة.
- الأسواق استوعبت أو سعّرت بالفعل جزءاً كبيراً من الصدمة الأولية، ولم يعد هناك عنصر المفاجأة القوي الذي كان يرافق كل إعلان جديد عن سياسات تجارية أو تعريفات جمركية.
- الصدمة الحقيقية لم تكن فقط في هبوط الدولار -الذي تراجع بنحو 10 بالمئة في النصف الأول من عام 2025، وهو أكبر انخفاض في فترة مماثلة منذ سبعينات القرن الماضي- بل في تغيّر سلوك الدولار نفسه؛ فلأول مرة، وقت إعلان التعرفات الكبيرة في أبريل، انخفض الدولار بالتزامن مع ارتفاع مؤشر الخوف (VIX)، وهو ما يعني أن المستثمرين توقفوا عن اعتباره ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات، وهو ما وصفه سعيد بأنه تغيير جوهري في قواعد اللعبة.
ويتابع: التقلبات هدأت حالياً، والسبب الرئيسي هو أن السياسات التجارية أصبحت أوضح نسبيًا، إضافة إلى تأجيل بعض التعرفات الشاملة التي كانت تثير قلق الأسواق. والأهم من ذلك أن هناك مؤشرات على استعادة الدولار لسلوكه كملاذ آمن على المدى القصير، حيث توضح التحليلات أن حساسيته لمؤشر VIX عادت إيجابية منذ يونيو تقريبًا، ما يعني أنه عاد يتصرف كما هو معتاد في فترات القلق.
لكنه يؤكد أن الصدمة لم تُتجاوز بالكامل، موضحاً أن الوضع الحالي أقرب إلى "هدوء حذر"؛ فالدولار لا يزال أضعف من مستوياته السابقة للأزمة، فيما المخاطر الهيكلية ما زالت قائمة. ويشير إلى أن هناك تآكلًا في الثقة بالأصول الأميركية(..).
استقرار
بحسب تقرير لـ RBC Wealth Management فإنه:
- بعد انخفاض حاد في النصف الأول من العام 2025، استقر الدولار الأميركي في نطاق تداول أضيق منذ يوليو، حيث كان الطلب الأجنبي على الأصول الأميركية أكثر مرونة من المتوقع.
- ولم تتحقق حتى الآن المخاوف السابقة بشأن تدفقات رؤوس الأموال الخارجة على نطاق واسع عقب فرض إدارة ترامب رسومًا جمركية في أبريل.
- مع ذلك، فإن حجم ضعف الدولار السابق يستدعي بعض السياق. فقد أدى انخفاض مؤشر الدولار الأميركي بنحو 10 بالمئة حتى منتصف عام 2025 - وهو انخفاضٌ كبيرٌ لعملةٍ رئيسية - إلى تراجعٍ ملحوظٍ في الارتفاع القوي الذي شهده أواخر عام 2024، عندما أدى التفاؤل المحيط بآفاق النمو الأميركي قبل انتخابات نوفمبر وبعدها إلى رفع قيمة الدولار لفترةٍ وجيزة.
ويضيق التقرير: بالنظر إلى منظورٍ أوسع، يميل الدولار إلى التحرك في دوراتٍ طويلة الأمد تمتد من سبع إلى عشر سنوات.. تاريخياً، حققت دورات الدولار القوية مكاسب متوسطة بلغت حوالي 65 بالمئة، بينما شهدت فترات ضعف الدولار انخفاضاتٍ متوسطة بلغت حوالي 40 بالمئة.
موقف الفيدرالي
بدوره، يقول رئيس قسم الأسواق العالمية في شركة Cedra Markets، جو يرق، لموقع "اقتصاد دوت الخليج":
- اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الأخير شكّل نقطة تحول في حركة الدولار، بعدما أعلن رئيس الفيدرالي جيروم باول أنه لا يوجد تأكيد حتى الآن على خفض أسعار الفائدة في ديسمبر المقبل، وهو ما أعطى دفعة نسبية للعملة الأميركية.
- ضعف العملات الأخرى أسهم بدوره في دعم موقع الدولار.. فالجنيه الإسترليني يُظهر بوادر تراجع، في حين أن الين الياباني يواصل الضعف مع تولي رئيس وزراء جديد واعتماد سياسة تحفيزية اقتصادية.
ويشير يرق إلى أن البنك المركزي الأوروبي يبدو متجهاً إلى تثبيت أسعار الفائدة في الوقت الحالي، وربما يُقدم على خفض محدود بواقع ربع نقطة مئوية خلال العام المقبل، الأمر الذي يوسع فجوة العوائد لصالح الدولار الأميركي.
ويتابع: "المرحلة الحالية تُعد استراحة مؤقتة.. كما أن سياسات الرئيس ترامب تميل إلى إضعاف الدولار لدعم التنافسية التجارية الأميركية"، مرجحًا أن يشهد الدولار تراجعًا محتملًا يتراوح بين 7 بالمئة و10 بالمئة على المدى المتوسط، قبل أن يستعيد زخمه تدريجيًا.
نرجو ان نكون قد وفقنا في نقل التفاصيل الكاملة الخاصة بخبر أسواق العملات تتجاوز "صدمة ترامب".. ما القصة؟ .. في رعاية الله وحفظة
