فن ومشاهير

في ذكرى ميلاده.. عبد المنعم إبراهيم شارلي شابلن الشرق الذي جمع بين الضحك والدموع

في ذكرى ميلاده.. عبد المنعم إبراهيم شارلي شابلن الشرق الذي جمع بين الضحك والدموع

القاهرة - محمد ابراهيم -  


 

البدايات من قلب الطفولة
ولد الفنان القدير عبد المنعم إبراهيم في الرابع والعشرين من أكتوبر بمحافظة الغربية، وانتقل مع أسرته إلى حي الحسين بالقاهرة، وهناك بدأت ملامح موهبته تتشكل. تعلم العزف على البيانو منذ صغره، وشارك في فرقة المدرسة الموسيقية، ووقف للمرة الأولى على المسرح في عرض بعنوان قناة السويس، لتبدأ رحلته الطويلة مع الفن من بوابة المسرح المدرسي.


 

فنان من طراز فريد
تميز عبد المنعم إبراهيم بخفة دم تلقائية لا تُصطنع، وقدرة فريدة على المزج بين الكوميديا والدراما، فكان يضحك الجمهور بصدق ويبكيهم بنفس الإتقان استطاع أن يترك بصمته في كل دور، حتى لو كان بسيطًا، ليصبح من أهم ممثلي الأدوار المساعدة في تاريخ السينما المصرية.


 

748.webp

أعمال خالدة في ذاكرة الجمهور
قدّم عبد المنعم إبراهيم عشرات الأعمال التي أصبحت من علامات السينما الكلاسيكية، من بينها طاقية الإخفاء، إشاعة حب، الزوجة رقم 13، بين القصرين، أضواء المدينة، إسماعيل يس في الأسطول، وغيرها من الأعمال التي صنعت مجده الفني. أما عن بطولاته المطلقة فكان أبرزها دوره الساحر في فيلم سر طاقية الإخفاء الذي ما زال يُعرض حتى اليوم كأحد أيقونات الكوميديا الراقية.


 

الضحكة خلفها وجع
ورغم حضوره المرح، عاش عبد المنعم إبراهيم حياة مليئة بالمواقف المؤلمة. ففي عام 1961 تلقى برقية أثناء وجوده بأثينا تفيد بتدهور الحالة الصحية لزوجته، فعاد مسرعًا إلى القاهرة ليجدها قد رحلت في اليوم التالي، تاركة له أربعة أطفال أحدهم كان رضيعًا. وبعد عامين فقط فقد شقيقه، ليتحمل مسؤولية أسرتين كاملتين ويصبح أبًا لأحد عشر طفلًا.


 

إبداع في الدراما والتاريخ
لم يقتصر إبداعه على الكوميديا فقط، بل برع في أداء الأدوار التاريخية والدينية، ومنها شخصياته المميزة في مسلسل لا إله إلا الله، حيث أظهر قدرته العميقة على التعبير والتمثيل الإنساني الهادئ، ما جعله يحظى بتقدير واسع من جمهوره وزملائه في الوسط الفني.


 

تكريم ومسيرة خالدة
حصد عبد المنعم إبراهيم خلال مشواره الفني العديد من الجوائز والأوسمة، من بينها الميدالية الذهبية عن دوره في فيلم طريق الدموع، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ودرع المسرح القومي الذهبي، تقديرًا لعطائه الفني الممتد لعقود.


 

إرث لا يزول
رحل عبد المنعم إبراهيم، لكن ابتسامته ما زالت تضيء الشاشة، وصوته يملأ الذاكرة دفئًا. ترك إرثًا فنيًا خالدًا يثبت أن الفن الحقيقي يعيش، وأن البساطة هي سر الخلود.

Advertisements

قد تقرأ أيضا