الرياض - كتبت رنا صلاح - الطقس ليس مجرد حالة يومية عابرة، بل هو عنصر أساسي يحدد ملامح الحياة العامة، ويؤثر على تفاصيل الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية وحتى الصحية . في تقرير حديث صدر عن المركز الوطني للأرصاد، جرى التأكيد على توقعات باستمرار هطول أمطار رعدية مصحوبة برياح نشطة وزخات من البرد على عدد من مناطق المملكة. هذه الظواهر المناخية ليست مجرد أرقام في نشرة جوية، بل رسائل تحذير عملية تتطلب وعياً واستعداداً من المواطنين والمقيمين حمغظد بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .
أمطار رعدية وبرد ورياح عاتية تضرب عدة مناطق في السعودية .. الأرصاد تحذر!
المناطق الجنوبية والغربية للمملكة تشهد منذ أعوام نشاطاً ملحوظاً في تكوّن السحب الركامية نتيجة التقاء التيارات الرطبة القادمة من البحر الأحمر مع الجبال والمرتفعات. ولذلك، جاءت التوقعات لتؤكد هطول أمطار رعدية متفاوتة الغزارة على جازان، عسير، الباحة ومكة المكرمة.
هذه الأمطار لا تنحصر في كونها ظاهرة طبيعية جميلة، بل قد تترافق مع مخاطر حقيقية مثل:
- السيول الجارفة في الأودية والشعاب.
- الانزلاقات الأرضية في المناطق الجبلية.
- التأثير على الطرق الحيوية الرابطة بين المدن.
كما أن وجود زخات من البرد مع العواصف الرعدية قد يتسبب في أضرار للمزروعات والمركبات غير المحمية.
امتداد الحالة الجوية إلى المدينة المنورة
لم تقتصر التوقعات على المناطق الجنوبية الغربية، بل أشارت إلى امتداد الحالة المطرية إلى المدينة المنورة. هذه المنطقة، التي تمتاز بطقسها المتباين بين الجاف في الصيف والمعتدل شتاءً، قد تشهد هطول أمطار رعدية تُحدث تأثيراً على الحياة اليومية.
الأمطار في المدينة المنورة تحمل بعداً دينياً واجتماعياً، إذ تزامنها مع وجود أعداد كبيرة من الزوار والمعتمرين يستوجب اهتماماً أكبر بالسلامة العامة، سواء في حركة المرور أو في أماكن التجمعات.
الرياح السطحية المثيرة للغبار: الشرقية والرياض ونجران
التقرير لم يغفل الإشارة إلى نشاط الرياح السطحية على مناطق الشرقية، الرياض ونجران. هذه الرياح قد تكون محملة بالأتربة والغبار، ما يؤدي إلى:
- تدنٍ في مستوى الرؤية الأفقية.
- إعاقة حركة السير على الطرق السريعة.
- زيادة المخاطر الصحية على مرضى الجهاز التنفسي.
الأبعاد الاقتصادية للظواهر الجوية
- لا يمكن النظر إلى هذه التوقعات الجوية بمعزل عن أثرها الاقتصادي. فالأمطار الغزيرة قد تكون خيراً وفيراً للمزارعين، حيث تعزز الغطاء النباتي وتدعم المخزون المائي، لكنها قد تُكبّد أيضاً خسائر إذا تحولت إلى سيول مدمرة.
أما الرياح المثيرة للغبار، فانعكاساتها تمتد إلى:
- تعطيل الرحلات الجوية والبحرية.
- التأثير على قطاع النقل البري.
- زيادة تكاليف الصيانة للمباني والمنشآت.
المناطق الصناعية في الشرقية على سبيل المثال قد تضطر لاتخاذ تدابير خاصة لحماية المعدات من تراكم الأتربة.
البعد الاجتماعي والصحي
على الصعيد الاجتماعي الطقس العاصف يؤثر بشكل مباشر على الأنشطة اليومية للأفراد. الأسر قد تضطر لتأجيل الرحلات البرية أو الأنشطة الترفيهية، فيما تواجه المدارس تحديات في ضمان وصول الطلاب بأمان.
من الناحية الصحية، فإن التعرض للأتربة قد يزيد من معدلات الإصابة بأمراض الصدر، كما أن الأمطار الغزيرة قد تسهم في انتشار الحشرات الناقلة للأمراض إذا لم تُعالج تجمعات المياه بسرعة.
التغير المناخي وزيادة تكرار الظواهر الشديدة
العالم بأسره يشهد تغيراً في أنماط الطقس نتيجة التغير المناخي، والمملكة ليست استثناءً. ارتفاع درجات الحرارة العالمية وتغير مسارات الرياح الموسمية يؤدي إلى تزايد الظواهر الجوية الشديدة مثل:
- الأمطار الغزيرة غير المتوقعة.
- العواصف الرملية المفاجئة.
- الارتفاع المفاجئ في درجات الحرارة أو انخفاضها.
هذه التغيرات تستوجب تعزيز البنية التحتية وتطوير أنظمة الإنذار المبكر، إلى جانب رفع مستوى الوعي لدى المجتمع.
توصيات للتعامل مع الحالة الجوية
لتقليل المخاطر المرتبطة بالطقس المتوقع، من المهم اتباع عدد من التوصيات:
- متابعة نشرات المركز الوطني للأرصاد أولاً بأول.
- تجنب النزول إلى مجاري الأودية أثناء الأمطار.
- القيادة بحذر شديد في أوقات الغبار والأمطار الرعدية.
- استخدام الكمامات لحماية الجهاز التنفسي من الأتربة.
- تأجيل الأنشطة الخارجية غير الضرورية في المناطق المتأثرة.