أخبار عالمية

العالم اليوم - تحقيق إسرائيلي يعزز رواية مصر.. كيف خدع أشرف مروان الموساد؟

العالم اليوم - تحقيق إسرائيلي يعزز رواية مصر.. كيف خدع أشرف مروان الموساد؟

انتم الان تتابعون خبر تحقيق إسرائيلي يعزز رواية مصر.. كيف خدع أشرف مروان الموساد؟ من قسم اخبار العالم والان نترككم مع التفاصيل الكاملة

شهد محمد - ابوظبي في السبت 27 سبتمبر 2025 10:20 مساءً - عاد اسم أشرف مروان صهر الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، إلى دائرة الضوء مجددا، بعد تحقيق نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن دوره في حرب أكتوبر 1973، الذي أكد السردية المصرية بشأن "تلاعبه وتضليله" لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي في تلك الفترة.

اللافت أن تلك المعلومات تناقض الرواية الإسرائيلية السائدة منذ عقود، التي دأبت على تصوير مروان كـ"كنز استخباراتي" قدم لتل أبيب معلومات مصيرية، مما أثار تفاعلا واسعا في الأوساط المصرية التي أعادت التأكيد على دوره الوطني.

ويرى عسكريون ومحللون مصريون، في حديثهم لموقع "دوت الخليج"، أن ما ورد في التحقيق الإسرائيلي الأخير يعزز السردية المصرية بشأن دور أشرف مروان الوطني، مشيرين إلى أن الرواية التي روج لها "الموساد" لعقود كانت تهدف بالأساس إلى تضخيم قدراته الدعائية عبر الإيحاء بقدرته على الوصول إلى دائرة الحكم في مصر.

ماذا قدم التحقيق الإسرائيلي؟

خلص التحقيق، الذي استند إلى تقارير استخباراتية غير منشورة سابقا، إلى أن مروان أرسل إنذارات كاذبة إلى إسرائيل قبل الهجوم المفاجئ في أكتوبر 1973، وكان "رأس حربة عملية خداع مصرية متطورة" أربكت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وأفقدتها صوابها في الفترة التي سبقت الحرب، وأنه كان يعمل لصالح مصر طوال الوقت.

وأظهرت الوثائق أنه اعتبارا من أواخر أغسطس 1973، شارك مروان في اجتماعات جمعت الرئيسين آنذاك المصري أنور السادات والسوري حافظ الأسد، جرى خلالها تحديد كيفية خوض الحرب وتثبيت السادس من أكتوبر موعدا للهجوم، وبدلا من تمرير هذه المعلومات المصيرية إلى الإسرائيليين، قدم مروان تقارير مضللة أشارت إلى تواريخ مختلفة وتقييمات مفادها أن الحرب لن تندلع.

وحتى التحذير الذي نقله عشية الحرب جاء غامضا ومتأخرا جدا، بحسب التحقيق.

ونقلت الصحيفة عن الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية شلومو غازيت، قوله في تصريحات نشرت فقط بعد وفاته: "زرع مروان في العمق داخل الاستخبارات الإسرائيلية، واستدرج رئيس الموساد زامير كالأبله وتلاعب به كما أراد. كان الترس المركزي في خطة الخداع المصرية".

في المقابل، رفض الموساد هذه النتائج، واصفا إياها بأنها "لا أساس لها، وتشويه للواقع التاريخي".

تأكيد الموقف المصري

اعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي المصري مدير إدارة الشؤون المعنوية الأسبق سمير فرج، تحقيق الصحيفة "شهادة متأخرة تؤكد صحة الموقف المصري منذ اللحظة الأولى بشأن مروان".

وأوضح فرج، في حديث خاص لموقع "دوت الخليج": "مصر أقامت جنازة رسمية لمروان بعد وفاته، وأعلنت بوضوح أنه كان مواطنا شريفا قدم خدمات جليلة لبلاده، وخدع الموساد الإسرائيلي عبر تمرير معلومات مضللة، واليوم، وبعد سنوات طويلة، يأتي الإعلام الإسرائيلي ليقر بالحقيقة ذاتها".

وتوفي مروان منتصف عام 2007 إثر سقوطه من شرفة منزله في لندن، في حادث أثار الكثير من الجدل والشكوك التي لم تحسم حتى الآن.

ومن وجهة النظر المصرية، يرى الخبير العسكري أن "مروان كان قريبا من السادات بعد وفاة سلفه جمال عبد الناصر، وعمل مديرا لمكتبه، وخلال إقامته في لندن حاول جهاز الموساد تجنيده، لكنه بادر بإبلاغ الاستخبارات العامة المصرية، التي أوصته بالاستمرار في التواصل معهم لتمرير معلومات مضللة، ومن هنا جاء لقبه لدى الإسرائيليين (الملاك)".

وأضاف فرج: "أبرز ما قام به مروان كان قبل حرب أكتوبر مباشرة، حين أوهم الإسرائيليين أن الهجوم المصري سيبدأ عند آخر ضوء، بينما وقع في الثانية ظهرا، وهو ما أدى إلى حالة ارتباك قصوى داخل القيادة الإسرائيلية، لدرجة أن رئيسة الوزراء غولدا مائير كانت تعقد اجتماعا وزاريا في تل أبيب لحظة انطلاق صافرات الإنذار".

وأشار إلى أن "المزاعم التي رددتها إسرائيل على مدى سنوات حول أن مروان كان عميلا مزدوجا لم تكن سوى محاولة للتقليل من حجم الانتصار المصري، لكن ما تكشف مؤخرا في الصحافة الإسرائيلية يؤكد أن مروان لم يكن سوى رجل زرعته مصر ببراعة، وأوقع بالموساد في أكبر عملية خداع استراتيجي".

ولاء كامل لمصر

وفي السياق ذاته، قال أستاذ العلوم الاستراتيجية بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق نصر سالم، إنه "من اللحظة الأولى كانت مصر تدرك حقيقة الدور الذي لعبه أشرف مروان، لكن إسرائيل لم تكن لتقبل الاعتراف بأنها تعرضت لاختراق مؤلم بهذا الحجم، وحاولت على مدى سنوات أن تظهره كعميل لصالحها، في محاولة للتقليل من الصفعة التي تلقاها جهاز الموساد، وما نشر مؤخرا يؤكد أن ولاء مروان كان بالكامل لمصر ولم يقدم شيئا لإسرائيل سوى التضليل والخداع".

وأوضح سالم، في حديثه لموقع "دوت الخليج"، أن "لمروان دورا مهما للغاية في خطة الخداع الاستراتيجي التي نفذتها مصر إبان حرب أكتوبر، حيث نجح في تضليل القيادة الإسرائيلية بشأن موعد الهجوم".

وأضاف: "تكرار رسائله التي كانت توهمهم بعدم وقوع هجوم، ثم الإشارة في لحظة معينة إلى توقيت مخادع للحرب عند الثانية ظهرا، كل ذلك أسهم في حرمان إسرائيل من الاستجابة السريعة واستدعاء الاحتياطي في الوقت المناسب".

ولفت رئيس جهاز الاستطلاع المصري الأسبق إلى أن تل أبيب حاولت تصويره بأنه "عميل مزدوج" خلال سنوات ماضية، في محاولة لتشويه دوره ومواقفه.

مبارك حسم الموقف

اعتبر مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق حسين هريدي، أن ملف مروان أحيط به الكثير من الجدل خلال سنوات، وما نشرته "يديعوت أحرونوت" لا يخرج عن إطار تصفية حسابات داخلية بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.

وقال هريدي، الذي سبق أن شغل منصب مدير إدارة إسرائيل في الخارجية المصرية، لموقع "دوت الخليج": "بالنسبة لمصر فالموقف واضح وثابت. الدولة اعتبرت أن مروان خدم بلاده، وذكر ذلك صراحة الرئيس الراحل حسني مبارك بنفسه بالقول إن مروان قدم خدمات جليلة للوطن".

وذكر الدبلومسي السابق أن "الدعاية الإسرائيلية التي روجت لكون مروان عميلا للموساد لا تنفصل عن محاولات هذا الجهاز تضخيم قدراته، وإظهار أنه قادر على الوصول إلى أي شخص، حتى إلى صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وفق ما يدعون، لكن الأمر محسوم في مصر بأن أشرف مروان كان وطنيا بامتياز".

نرجو ان نكون قد وفقنا في نقل التفاصيل الكاملة الخاصة بخبر تحقيق إسرائيلي يعزز رواية مصر.. كيف خدع أشرف مروان الموساد؟ .. في رعاية الله وحفظة

Advertisements

قد تقرأ أيضا